... استقبل زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي بمكتبه رئيس الطائفة اليهودية روجي سبيموت. وبدوره، اجتمع رئيس الطائفة مع رئيس الحكومة المكلف حمادي الجبالي الذي أعرب هو الآخر عن اهتمامه بتوفير كل مستلزمات الأمن و الاستقرار للطائفة اليهودية. 2000 مستقرون في البلاد ودعوات إلى عودة من رحلوا ومغادرة من بقوا تونس- صحف- الوسط التونسية: يعيش في تونس حالياً حوالي 2000 تونسي يهودي بعد أن كان عدد اليهود حوالي 57 ألف نسمة عند الإعلان عن استقلال البلاد العام 1956، هاجر أغلبهم إلى إسرائيل التي يوجد فيها حالياً حوالي 42 ألفاً من أصول تونسية أغلبهم هاجر إلى الأراضي المحتلة في العام 1947 ثم بعد حرب يونيو 1967. كما اختار آلاف اليهود التونسيين الإقامة في أوروبا والولايات المتحدة. وتشهد تونس في أوائل شهر مايو من كل عام اجتماع آلاف اليهود القادمين لحضور موسم الحج إلى معبد الغريبة بجزيرة جربة، التي تبعد 500 كيلومتر جنوب شرقي العاصمة، ويقول كبير حاخاماته: إنه يحتوي على أقدم نسخة من التوراة في العالم وإن بناءه جاء على أيدي يهود حلوا بالجزيرة بعد فرارهم من غزو جيوش الملك البابلي نبوخد نصر للقدس وقيامهم بسبي اليهود في القرن السادس قبل الميلاد. دعوة إسرائيلية وبات هؤلاء بعد الثورة محط تجاذب بين تونس ما بعد الثورة وإسرائيل التي تدعو من بقي إلى مغادرة تونس، فيما تدعو تلك من رحلوا عنها إلى العودة من إسرائيل. فقد كان نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم، الذي ولد في مدينة قابس، دعا اليهود التونسيين إلى الهجرة إلى إسرائيل والإقامة فيها، مبرراً هذه الدعوة بالخوف على سلامة الجالية اليهودية بعد الحديث عن تهريب أسلحة من ليبيا إلى التراب التونسي، منها قاذفات «اربي جي» تم العثور عليها مصادفة بجزيرة جربة التي يقطنها أغلب أفراد الجالية اليهودية المتبقين. رد المرزوقي ورد الرئيس التونسي منصف المرزوقي على تلك التصريحات بدعوة اليهود التونسيين في إسرائيل وبعض الدول الأخرى إلى العودة إلى بلادهم. وقال خلال استقباله رئيس الطائفة اليهودية التونسية الحاخام حاييم بيتان: إن اليهود التونسيين جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع. وإن تونس لا تفرّق بين أبنائها وخصوصا في مرحلة ما بعد الثورة التي ستكون مرحلة الحرية والمساواة وحقوق الإنسان. وأضاف: إن تونس ترحب بأبنائها من اليهود الذين غادروها خلال العقود الماضية، مؤكداً أنهم سيجدون العناية والرعاية من قبل الدولة. موقف اليهود وفي تصريح خاص ل«البيان»، قال الحاخام بيتان إن لقاءه المرزوقي كان «تاريخياً وتميز بالكثير من المودة والروح الطيبة». وأضاف: «أسعدني الرئيس كما أسعد كل أبناء الطائفة اليهودية في داخل البلاد وخارجها بهذا الاستقبال الحار في إطار اجتماعه بالقيادات الروحية، وأكدت له أن اليهود التونسيين سيعملون مع جميع أبناء الشعب التونسي من أجل المصلحة العليا للوطن». وفي رد على سؤال بشأن موقف اليهود التونسيين من دعوات إسرائيل إليهم الهجرة إليها، قال: «هذا كلام غريب. نحن تونسيون وتاريخنا في هذه البلاد يعود إلى آلاف السنين، ولنا فيها تراث وجذور ولا نرى أي فارق بيننا وبين جميع المواطنين المسلمين الذين نحترمهم ويحترموننا». ويؤكد زعيم الطائفة اليهودية في جزيرة جربة بيريز الطرابلسي، أن وصول حركة النهضة الإسلامية للحكم لا يزعج طائفته، وأن وجود قيادة إسلامية لبلد أغلبية سكانه من المسلمين أمر طبيعي ولا يثير مخاوف الطائفة اليهودية. وأضاف في تصريح خاص ل«البيان»: إن «اليهود شاركوا في الثورة وابتهجوا بنجاحها مثلهم مثل التونسيين جميعاً». مؤكداً رفضه القاطع للدعوة التي أطلقها نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية سيلفان شالوم ليهود تونس إلى أن يهاجروا إلى اسرائيل. وقال: «نحن تونسيون أباً عن جد، ولنا في تونس تاريخ وإرث حضاري وثقافي وجذور ضاربة في التاريخ ولسنا مستعدين للتخلي عنه أبداً، كما أننا لا نشعر بأي خوف على مستقبلنا في البلاد التي نشعر أننا جزء أصيل منها، حيث إننا متفائلون بالمستقبل الذي نراه حراً وديمقراطياً وآمناً وقادراً على إعطاء كل ذي حق حقه». «النهضة» تطمئن وخلال الحملة الانتخابية، قام وفد من حركة النهضة الإسلامية بزيارة أبناء الجالية اليهودية في ضاحية حلق الوادي التي يوجد فيها عشرات من المواطنين اليهود، الأمر الذي بعث الراحة في نفوس أبناء الجالية. كما استقبل زعيم الحركة راشد الغنوشي بمكتبه رئيس الطائفة اليهودية روجي سبيموت. وبدوره، اجتمع رئيس الطائفة مع رئيس الحكومة المكلف حمادي الجبالي الذي أعرب هو الآخر عن اهتمامه بتوفير كل مستلزمات الأمن و الاستقرار للطائفة اليهودية. «البيان» الاماراتية -التاريخ: 24 ديسمبر 2011