سيستغل المجلس الوطني السوري وهو جماعة المعارضة الرئيسية في سوريا اجتماعا دوليا بشأن الازمة في بلاده للمطالبة باجراءات عاجلة لنقل المساعدات الانسانية الى المدنيين الذين تقطعت بهم السبل وهي خطوة يأمل أن تدعمها روسيا والصين. وقالت بسمة قضماني المسؤولة الكبيرة في المجلس في تصريحات في باريس قبل يومين من الاجتماع الذي يضم وزراء خارجية عربا وغربيين في تونس ان المجلس سيطلب من روسيا العمل على اقناع الرئيس بشار الاسد بالسماح بمرور امن للقوافل الانسانية لتجنب الحاجة الى تدخل عسكري لحمايتها. تأتي تلك الجهود وسط تصاعد العنف في سوريا حيث يقاتل الاسد انتفاضة بدأت قبل نحو عام ضد حكمه قتل خلالها الالاف. وتبدو فرصة المبادرة الانسانية في القبول افضل من فرصة المقترحات العربية والغربية زيادة الضغط الدبلوماسي والاقتصادي على الاسد ليتنحى. وقالت قضماني "الهدف الرئيسي هو الحصول على الاعتراف بأن هذه ازمة انسانية ثم بعد ذلك ضمان العثور على حل انساني عاجل." واضافت انها لا تتوقع معارضة روسيا او الصين للمبادرة اذا نوقشت معهما وقالت "انه تدخل ولكنه انساني يختلف عن التدخل العسكري الذي ربما يكون لازما ايضا." واستخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) لمنع تأييد مجلس الامن الدولي لخطة الجامعة العربية التي تطالب الاسد بتسليم السلطة واجراء انتخابات وعارضتا اجراءات لزيادة الضغط على دمشق. وبحثت فرنسا أول مرة فكرة انشاء ممرات انسانية في وقت سابق هذا الشهر لكن الاقتراح لم يلق في البداية حماسا دوليا كبيرا. غير أن روسيا عبرت بعد ذلك عن دعمها للجهود الانسانية بالتنسيق مع الحكومة السورية وطلبت من الاممالمتحدة مطالبة أمينها العام بارسال ممثل انساني ليكون حلقة وصل. وقالت يوم الاربعاء انها تعمل مع السلطات والمعارضة السورية وقوى اقليمية لضمان اقامة ممرات انسانية. وقالت قضماني "حتى لا نضفي طابعا عسكريا فان الفكرة هي ان نطلب من روسيا ممارسة الضغط على النظام لعدم استهداف الممرات الانسانية." واضافت أن غياب روسيا عن الاجتماع لن يكون مشكلة نظرا لان جميع الاطراف على اتصال. وقالت ان المجلس الوطني السوري سيقترح يوم الجمعة انشاء ممرات انسانية من لبنان الى مدينة حمص المحاصرة ومن تركيا الى محافظة ادلب ومن الاردن الى درعا. وقال المجلس انه سيحث أيضا مجموعة "أصدقاء سوريا" في خطة من سبع نقاط على مساعدة المدنيين من خلال اقامة مناطق امنة عند الحدود لحماية النازحين. وتأمل الولاياتالمتحدة وحلفاؤها ان يسمح المؤتمر لهم ببدء رسم خطة عمل بشأن سوريا بعد الفيتو الروسي والصيني ضد المبادرة العربية. وقال المجلس الوطني السوري انه سيعطي الاولوية للمساعدات الانسانية في الاجتماع لكن اذا لم يحدث تقدم سياسي فينبغي لمجموعة اصدقاء سوريا عندئذ السماح لاعضائها بشكل فردي بدعم المعارضة فنيا او عسكريا أو فيما يتعلق بالنقل والامداد. وفي ظل عدم تلقي المنشقين السوريين اي دعم عسكري مباشر قال المجلس الوطني السوري انه سيقترح أن تمنع الدول وصول شحنات الاسلحة الى الاسد بما في ذلك من روسيا المورد الرئيسي للسلاح لسوريا. وقال انه سيطلب من مصر تقييد عملية مرور شحنات الاسلحة عبر قناة السويس ومن دول مجموعة اصدقاء سوريا رفض تقديم خدمات الموانيء للسفن التي تحمل أسلحة للحكومة السورية. وأضاف انه سيطلب أيضا من الدول مساعدة جيران سوريا في تأمين الحدود البرية لمنع دخول المقاتلين الاجانب. وقالت قضماني "نحن نقترب حقا من اعتبار أن هذا التدخل العسكري هو الحل الوحيد. هناك شران.. اما التدخل العسكري واما حرب اهلية طويلة." من جون ايرش ولين نويهض Wed Feb 22, 2012 3:47pm GMT