تونس (وات - تحرير نرجس بديرة) - تستضيف تونس يوم الجمعة مؤتمر أصدقاء سوريا الدولي وذلك بمشاركة ممثلين عن نحو سبعين دولة عربية واسلامية وأجنبية بالاضافة الى مجموعة من المنظمات الدولية. وكانت السلطات التونسية قد وجهت الدعوات الى جميع الاطراف المعنية لحضور الموتمر من أعضاء جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي والاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدةالامريكية الى جانب روسيا والصين وأطراف دولية أخرى فاعلة من أجل التوصل الى حل للازمة السورية يراعي مصالح الشعب السورى علما وان موسكو اعربت عن عدم حضورها هذا الموءتمر فيما اعلنت بكين عن ترددها. ويسعى الموتمر الذى يستمر يوما واحدا الى التوصل الى حل دولي لوقف المجازر التي يرتكبها النظام بحق المدنيين ومساعدة الشعب السورى للخروج من الازمة الذى يعيشها منذ منتصف شهر مارس من العام الماضي بعد الحركة الاحتجاجية ضد نظام بشار الاسد. كما يهدف موءتمر مجموعة اصدقاء الشعب السورى الى توجيه رسالة واضحة تحمل معاني التضامن مع الشعب السورى ودعمه في نيل حقوقه المشروعة من جهة وحث المعارضة على توحيد صفوفها مع المحافظة على سيادة سوريا وسلامة أراضيها من جهة اخرى. ويشار الى ان تونس كانت الدولة السباقة لادانة كافة اعمال العنف والقتل بحق المدنيين السوريين من قبل القوات السورية واعلنت تضامنها مع المطالب المشروعة للشعب السورى في الحرية والكرامة. وكانت الاولى التي تعترف بالمجلس الوطني السورى المعارض والاولى التي قامت باقفال السفارة السورية لديها . وقد دعا الرئيس التونسي الموءقت السيد المنصف المرزوقي في هذا الصدد الى حل سياسي في سوريا على الطريقة اليمنية ويتنحى بموجبه الرئيس السورى بشار الاسد عن الحكم ويغادر البلاد. وقال في هذا الشان امل بان نتوصل الى حل سياسي مشابه لذلك الذى وجد في اليمن اى رحيل ديكتاتور لم يعد احد يريده معتبرا ان النظام السورى بموجب هذا الحل يبقى قائما الا انه سيتحول تدريجيا ويعطي في النهاية للسوريين الحق في الاختيار عبر انتخابات لا تكون مهزلة مثل تلك التي كان ينظمها بشار الاسد والتي كانت تعطيه الرئاسة مدى الحياة كما كان يحصل مع والده قبل ذلك . وفي المقابل اكد الرئيس التونسي انه ضد اى تدخل عسكرى اجنبي في سوريا قائلا انني قطعا ضد ارسال قوات عسكرية اجنبية الى سوريا فهذا الامر مرفوض جملة وتفصيلا لان ذلك سيودى الى الحرب الاهلية التي بدات مع الاسف الشديد علاوة على انفجار هذا البلد وجر المنطقة برمتها الى الحرب معتبرا ان هذا الخيار يجب رفضه بشكل تام ومطلق . ومن جهتها طالبت جامعة الدول العربية بالتوجه مجددا الى مجلس الامن ودعته الى اصدار قرار بتشكيل قوات حفظ سلام عربية اممية مشتركة ترسل الى سوريا كما قررت تقديم الدعم السياسي والمادى للمعارضة السورية الامر الذى سارعت السلطات السورية الى رفضه جملة وتفصيلا. وياتي موقف الجامعة العربية في الوقت الذى ما يزال فيه المجتمع الدولي منقسما حول ارسال قوات حفظ سلام الى سوريا على الرغم من ادانته لاعمال العنف. وفي هذا الاطار انضمت فرنسا الى شركائها في الاممالمتحدة لدراسة اقتراح الجامعة العربية بارسال قوة سلام الى سوريا بعد ان استبعدت في وقت سابق اى تدخل ذى طابع عسكرى خارجي في هذا البلد. اما الولاياتالمتحدة فانها تعتبر الحل السياسي بمثابة الشيء المطلوب لحقن الدماء في سوريا موءكدة اهمية عدم اتخاذ اى اجراءات تساهم في تعزيز الطابع العسكرى للصراع الدائر هناك باعتبار ان ذلك قد يهوى بالبلاد في مسار محفوف بالمخاطر. وتأمل الولاياتالمتحدة وحلفاوها ان يمكنهم اجتماع تونس يوم الجمعة من البدء في وضع خطة لسوريا بعد ان اعترضت روسيا والصين واستعملت حق النقض /الفيتو/ ضد خطة للجامعة العربية يدعمها الغرب في مجلس الامن. ويقول مسؤولون امريكيون ان اجتماع تونس سيركز على سبل زيادة الضغط الاقتصادى على الاسد من خلال عقوبات اضافية وتكثيف المساعدات الانسانية لمنكوبي القمع. واشار دبلوماسيين عرب من جانبهم الى احتمال مناقشة اتخاذ اجراءات رسمية او غير رسمية لتسليح المعارضة. ويرى محللون سياسيون في هذا الشان انه بالنظر الى المساندة الثابتة التي تبديها روسيا وايران لحكومة الاسد فان رغبة الولاياتالمتحدة في تسليح المقاتلين المعارضين قد تكون خطوة محفوفة بالمخاطر بالنظر الى التكوين الطائفي والديني المعقد في سوريا وموقعها الاستراتيجي المهم. ويؤكد روبرت دانين خبير شوون الشرق الاوسط في مجلس العلاقات الخارجية الامريكية في مقال رأى نشر الثلاثاء //ان استخداماصدقاء سوريا للقوة يجب ان يكون الخطوة الاخيرة في سلم تصاعدى// مضيفا ان // تسليح الجيش السورى الحر وغيره من جماعات المعارضة قد يساعد في نهاية الامر على الاطاحة بالاسد. لكنه قد يزيد ايضا من احتمالات ان تصبح سوريا دولة ممزقة او فاشلة.// يذكر ان مجموعة اصدقاء سوريا هي اشبه بمجموعة اتصال دولية انشات باقتراح من باريس وواشنطن وبمشاركة من دبلوماسيين عرب وغربيين اضافة الى المجلس الوطني السورى الذى يمثل ابرز اطياف المعارضة السورية اضافة الى مجموعات معارضة اخرى. وتسعى هذه المجموعة الى توحيد مجتمع دولي منقسم حول الملف السورى الذى ادى وفق اخر احصائيات المرصد السورى لحقوق الانسان الى مقتل اكثر من 7500 شخص معظمهم من المدنيين منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية ضد النظام الحاكم. وتؤمن مجموعة اصدقاء سوريا بصفة قاطعة بحق الشعب السورى لوحده في اختيار حكومته المقبلة وكيفية ادارة بلاده وتقرير مصيره ومستقبله السياسي في ان واحد. كما تشدد المجموعة على حق الشعب السورى في محاسبة كل من تلطخت يداه بالدم السورى. ويشار الى ان مثل هذه المجموعة كانت قد تشكلت في وقت سابق من العام الماضي بشان ليبيا وسمحت من خلال ضم دول عربية الى التخفيف من الطابع الغربي للتدخل المسلح الذى قضى على نظام معمر القذافي.