حزب النهضة الذي يقود الحكومة الانتقالية في تونس أصدر اليوم بيانا، لتبديد المخاوف من تنامي الظهور السلفي، مؤكدا أن وضع الشريعة بالدستور التونسي لن يتغير. دعا وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل جارثيا مارجايو اليوم الحكومة التونسية لضمان الحريات الدينية واحترام حقوق المرأة والأقليات وعدم الانصياع لضغوط المطالبين بتطبيق الشريعة في الدستور الجديد. وأعرب الوزير الإسباني عن اعتقاده بأن تونس ستمثل "نموذجا يحتذى به" لدول أخرى في المنطقة في مجال الحريات الدينية، وقال في مؤتمر صحفي مع نظيره التونسي رفيق بن عبد السلام "من الضروي أن يضمن أي دستور الحرية الدينية واحترام الأقليات وحقوق النساء". وتضغط التيارات السلفية غير الممثلة في المجلس الوطني التأسيسي المنوط بوضع الدستور الجديد لتونس خلال العام الجاري، من أجل تطبيق الشريعة وإقامة دولة الخلافة. وتظاهر آلاف السلفيين الاحد في قلب العاصمة التونسية مطالبين بتطبيق الشريعة الاسلامية في البلد الذي شهد انطلاقة ما يسمى "الربيع العربي" قبل أكثر من عام. لكن حزب النهضة الذي يقود الحكومة الانتقالية في تونس أصدر اليوم بيانا، لتبديد المخاوف من تنامي الظهور السلفي، مؤكدا أن وضع الشريعة بالدستور التونسي لن يتغير. وأوضح وزير الخارجية التونسي أن "الانطباع العام" لدى الاحزاب الرئيسية الممثلة في البرلمان هو أن تظل تونس جمهورية إسلامية، تحترم "مبادئ الديمقراطية والحريات وحقوق الانسان". وأعرب جارثيا مارجايو عن ارتياحه للمسار السياسي في تونس بعد الثورة، وقال إن "الحكومة الإسبانية سعيدة بالعملية الانتقالية في تونس". مضيفا ان "مستقبلها هو مستقبل المغرب ومستقبل المنطقة المتوسطية وأوروبا". ووعد الوزير الإسباني بالإبقاء على مساعدات التنمية من الاتحاد الأوروبي إلى تونس، في ظل تدهور الوضع الاقتصادي التونسي الذي يشهد ارتفاعا في مؤشر البطالة وتراجعا في إيرادت قطاعات حيوية مثل السياحة. وفي زيارته الأخيرة إلى تونس منذ حوالي عام، أعلن رئيس الحكومة الإسبانية السابق خوسيه لويس رودريجيث ثاباتيرو عن فتح خط ائتمان بقيمة 300 مليون يورو لمساعدة الدول التي بدأت التحول الديمقراطي في شمال أفريقيا. من جانبه، شدد وزير الخارجية الاسباني، جارثيا مارجايو، أن بلاده ستتعاون لحل مشكلة اللاجئين اللابيين الذين فروا من ليبيا بعد الانتفاضة ضد العقيد الراحل معمر القذافي. وأعرب مارجايو في الوقت نفسه على رغبة إسبانيا في فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية مع تونس، وإعادة الاجتماع رفيع المستوى بين البلدين الذي عقدت نسخته الأخيرة في 2004. (إفي) 26 مارس 2012 ,17:57 GMT