قال الرئيس عمر البشير في أكتوبر/ تشرين أول 2011 إن الثوار الليبيين دخلوا طرابلس بسلاح وتخطيط سوداني، مشيرًا إلى أن حكومته دعمت الثوار في كل الجبهات لإسقاط نظام القذافي. الخرطوم – الأناضول-الوسط التونسية: وصل العاصمة السودانية الخرطوم مساء الخميس رئيس الوزراء الليبي علي زيدان في زيارة تستغرق يومًا واحدًا ضمن جولته الإفريقية. وقال وزير الدولة بوزارة الخارجية السودانية صلاح ونسي في تصريحات صحفية بمطار الخرطوم إن زيدان سيلتقي مساء اليوم بالرئيس عمر البشير ونائبه الأول علي عثمان طه. وشهدت العلاقات السودانية الليبية انفراجًا عقب سقوط الرئيس الراحل معمر القذافي حيث دعمت الخرطوم الثوار عسكريًا طبقًا لما أعلنه الطرفان أكثر من مرة. وقال الرئيس عمر البشير في أكتوبر/ تشرين أول 2011 إن الثوار الليبيين دخلوا طرابلس بسلاح وتخطيط سوداني، مشيرًا إلى أن حكومته دعمت الثوار في كل الجبهات لإسقاط نظام القذافي. كان رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل زار الخرطوم في نوفمبر/ تشرين ثان 2011 في أول زيارة له لدولة مجاورة. وعقد الجانبان في العامين الماضيين عددًا من المباحثات الأمنية حيث تخشى الخرطوم تسرب السلاح من ليبيا إلى إقليم دارفور غربي السودان والذي يشهد قتالاً ما بين الجيش وثلاث حركات متمردة ويتاخم الإقليم ليبيا على حدودها الجنوبية الغربية مع السودان. وكانت تقارير صحفية أشارت إلى رغبة الخرطوم في تشكيل قوات مشتركة مع طرابلس لتأمين الحدود على غرار القوات السودانية التشادية لكن وزير الدولة بالخارجية صلاح ونسي قال ان الأمر حاليا يقتصر على التنسيق الأمني لكن لا يوجد ما يعيق الخطوة في حال أراد الطرفان تنفيذها . وقال المحلل السياسي محمد الفكي سليمان لمراسل وكالة الأناضول للأنباء إن "الملف الأمني لن يستحوذ على لقاء زيدان بالرئيس ونائبه لأنه لا يمثل أولوية الآن لليبيا نسبة إلى هدوء الأوضاع في تشاد بعد دحر حكومة الرئيس إدريس دبي للمعارضة المسلحة والهدوء النسبي في دارفور الأمر الذي يجعل حدودها الجنوبية الغربية آمنة". وأوضح أن "الهاجس الأمني لليبيا الآن هو هاجس داخلي وليس خارجيًا". ونبه الفكي إلى أن ليبيا الآن لا يمكن أن تشارك في قوات مشتركة لأنها في مرحلة إعادة بناء جيشها الوطني بعد الثورة من الصفر حيث حل القذافي الجيش لصالح كتائبه الخاصة . ورأى أن "المباحثات ستركز على موضوع العمالة السودانية في ليبيا لأن الخرطوم تأمل في منح السودانيين نصيب أكبر في فرص العمل المترتبة على مشاريع إعادة الإعمار والتي من شأنها مد الخزينة بالعملة الصعبة التي تحتاجها الخرطوم بشدة لإنقاذ اقتصادها بجانب منح شركات سودانية عقودا لتنفيذ مشاريع إعادة الإعمار". ورجح الفكي موافقة طرابلس على مطالب الخرطوم بعد دعم الأخيرة للثوار في حربهم ضد القذافي. 13/12/2012 37:19