تونس تشارك في معرض ليبيا للإنشاء    غرفة القصابين: معدّل علّوش العيد مليون ونص    نيويورك: الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا وتعتقل عشرات المؤيدين لغزة    تونس: الإحتفاظ بعنصر تكفيري مفتّش عنه    علم تونس لن يرفع في الأولمبياد    جبل الجلود تلميذ يعتدي على أستاذته بواسطة كرسي.    مهرجان سيكا جاز: تغيير في برنامج يوم الافتتاح    الفيلم السّوداني المتوّج عالميا 'وداعًا جوليا' في القاعات التّونسية    سامي الطاهري يُجدد المطالبة بضرورة تجريم التطبيع    دعما لمجهودات تلاميذ البكالوريا.. وزارة التربية تدعو إلى تشكيل لجان بيداغوجية جهوية    الطبوبي في غرة ماي 2024 : عيد العمّال هذه السنة جاء مضرّجا بدماء آلاف الفلسطينين    عاجل: وفاة معتمد القصرين    انطلاق فعاليات الاحتفال بعيد الشغل وتدشين دار الاتحاد في حلتها الجديدة    بنزرت: وفاة امرأة في حادث اصطدام بين 3 سيارات    اليوم: طقس بحرارة ربيعية    تونس: 8 قتلى و472 مصاب في حوادث مختلفة    البطولة العربية السادسة لكرة اليد للاواسط : المغرب يتوج باللقب    الهيئة العامة للشغل: جرد شركات المناولة متواصل    اليوم: تونس تحيي عيد الشغل    جولة استكشافية لتلاميذ الاقسام النهائية للمدارس الابتدائية لجبال العترة بتلابت    نتائج صادمة.. امنعوا أطفالكم عن الهواتف قبل 13 عاماً    اليوم.. تونس تحتفل بعيد الشغل    اتفاق لتصدير 150 ألف طن من الاسمدة الى بنغلاديش سنة 2024    الليلة في أبطال أوروبا... هل يُسقط مبابي «الجدار الأصفر»؟    الكرة الطائرة : احتفالية بين المولودية وال»سي. آس. آس»    «سيكام» تستثمر 17,150 مليون دينار لحماية البيئة    أخبار المال والأعمال    وزارة الفلاحة تضبط قيمة الكيلوغرام من التن الأحمر    لبنان: 8 ضحايا في انفجار مطعم بالعاصمة بيروت وقرار عاجل من السلطات    موظفون طردتهم "غوغل": الفصل كان بسبب الاحتجاج على عقد مع حكومة الكيان الصهيوني غير قانوني    غدا الأربعاء انطلاقة مهرجان سيكا الجاز    قرعة كأس تونس للموسم الرياضي 2023-2024    اسقاط قائمتي التلمساني وتقية    تأخير النظر في قضية ما يعرف بملف رجل الأعمال فتحي دمّق ورفض الإفراج عنه    تعزيز أسطول النقل السياحي وإجراءات جديدة أبرز محاور جلسة عمل وزارية    غدا.. الدخول مجاني الى المتاحف والمواقع الاثرية    هذه تأثيرات السجائر الإلكترونية على صحة المراهقين    قفصة: تواصل فعاليات الاحتفال بشهر التراث بالسند    وزيرة النقل في زيارة لميناء حلق الوادي وتسدي هذه التعليمات..    تحذير من برمجية ''خبيثة'' في الحسابات البنكية ...مالقصة ؟    ناجي جلّول: "أنوي الترشّح للانتخابات الرئاسية.. وهذه أولى قراراتي في حال الفوز"    الاستثمارات المصرح بها : زيادة ب 14,9 بالمائة    عاجل/ "أسترازينيكا" تعترف..وفيات وأمراض خطيرة بعد لقاح كورونا..وتعويضات قد تصل للملايين..!    مختص في الأمراض الجلدية: تونس تقدّمت جدّا في علاج مرض ''أطفال القمر''    يوم 18 ماي: مدينة العلوم تنظّم سهرة فلكية حول وضعية الكواكب في دورانها حول الشّمس    مدينة العلوم بتونس تنظم سهرة فلكية يوم 18 ماي القادم حول وضعية الكواكب في دورانها حول الشمس    إحداث مخبر المترولوجيا لوزارة الدفاع الوطني    أمير لوصيف يُدير كلاسيكو الترجي والنادي الصفاقسي    إصطدام 3 سيارات على مستوى قنطرة المعاريف من معتمدية جندوبة    خبراء من منظمة الصحة العالمية يزورونا تونس...التفاصيل    ربع نهائي بطولة مدريد : من هي منافسة وزيرة السعادة ...متى و أين؟    التوقعات الجوية اليوم الثلاثاء..أمطار منتظرة..    فرنسا تعزز الإجراءات الأمنية أمام أماكن العبادة المسيحية    الخليدية .. أيام ثقافية بالمدارس الريفية    زيادة في أسعار هذه الادوية تصل إلى 2000 ملّيم..    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس وزراء تونس : لابد من مصارحة الشعب فالأمر صعب ومعقد ويجب أن ننجح
نشر في الوسط التونسية يوم 12 - 01 - 2013

قال رئيس الحكومة التونسية حمادى الجبالى لصحيفة «الشرق الأوسط»، إنه كان هناك خطأ فى التقييم قبل الدخول إلى الحكم، وإن الأمر بدا أسهل مما هو عليه، لكن اتضح بعد الممارسة الفعلية أن «الأمر صعب جدا ومعقد، ولا بد أن نعى أنه من غير الممكن انتظار سقف عال فى التشغيل وفى البنية التحتية وفى الخدمات لا يمكن تحقيقها بسرعة كبيرة، لكن يمكن أن يكون الإنجاز أفضل».
وأضاف أن «تونس فى محطة فاصلة فإما أن ننجح جميعا أو لا قدر الله نسقط ونسىء لثورتنا وبلادنا»، وأنه على الحكومة أن تبدأ بأولويات معينة وتصارح شعبها، وأوضح: «أنا أقول هناك نقص، وقد انجررنا إلى خطب أيديولوجية وربما إلى مجاملات، لتلبية رغبات».
«الشرق الأوسط» التقت رئيس الوزراء التونسى فى تونس وكان لها معه حوار إليكم نصه:
◄ كيف تقيمون عمل حكومتكم بعد سنة من تسلمكم الحكم؟
سأكون موضوعيا وصريحا، من المؤكد أن هناك مسائل إيجابية واضحة للعيان؛ فالاقتصاد ارتقى من نسبة نمو تحت الصفر إلى نسبة تتراوح بين 3.4 و3.5 فى ظرف عام، وهذا لا يعتبر سهلا فى ظرف أمنى واقتصادى ومالى واقتصادى دولى صعب، كما نمت نسبة الصادرات، ولدينا مؤشرات اقتصادية أخرى واضحة، لكن هذا لا يخفى مؤشرات سلبية مثل البطء فى إنجاز المشاريع لأسباب كثيرة؛ قانونية وأمنية واجتماعية. كذلك فى التشغيل هناك نقاط إيجابية، فبكل صراحة توفير 100 ألف موطن شغل أو أكثر فى وضع صعب، وإنزال مؤشر البطالة من 18.7 إلى 17 أنا أعتبره أيضا إيجابيا، لكن مع الأسف هذا لم يمس الشريحة الحساسة، خاصة مجال البطالة فى صفوف أصحاب الشهادات العليا، وهذه نقطة ضعف يجب تكثيف الجهد فيها، وبطبيعة الحال كان هناك خطأ فى التقييم قبل الدخول إلى الحكم، وأن الأمر أسهل من هذا.. لكن الأمر صعب جدا ومعقد، ولا بد أن نعى أنه من غير الممكن انتظار سقف عال فى التشغيل وفى البنية التحتية وفى الخدمات لا يمكن تحقيقها بسرعة كبيرة، لكن يمكن أن يكون الإنجاز أفضل.
◄ الرئيس البرتغالى السابق جورج سامبايو قال فى حوار مع «الشرق الأوسط» إن بلاده احتاجت 7 سنوات لوضع القطار على السكة وبناء الدولة بشكل صحى.. فهل ستحتاج تونس لمثل هذا الوقت للنهوض؟
كل الذين قادوا تجارب الثورات مثل البرتغال، بولونيا، كلها تقول الكلام نفسه.. لماذا؟ لأنه بعد الثورة أو بعد تحرير الكلمة والتنظيم، كل الناس يطالبون وفى الوقت نفسه، سواء 150 ألف عاطل يطالبون بالعمل الآن، والفقراء يريدون تحسين أوضاعهم الآن، البنية التحتية تريد تغييرا فوريا وخاصة فى الجهات المحرومة.
وتجربة البرتغال التى تعتبر عريقة ومتقدمة واحتاجت لهذه المدة، فما بالك بالوضع الذى وجدنا عليه تونس؟ حقيقة ركام، وخاصة فى الجهات المحرومة، وهذا يتطلب سنوات، وأرى أن تونس ستحتاج حتى 2020 إلى الجهد والعمل، وأنا أؤكد على قيمة العمل، ومن دونه وإذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن من التواكل وانتظار الصدقة وانتظار المنحة، فلن نفعل شيئا، ولن نحقق أهداف ثورتنا، نحن الآن فى حاجة إلى الإيمان بقدسية العمل والجهد والإبداع؛ ولذلك يجب أن نعمل على توفير المناخ المناسب، من الناحية الاجتماعية، ولا يمكن الآن أن ندخل فى دوامة عمل اجتماعية، كما شهدنا فى هذه السنة ارتفاعا فى الأجور وارتفاعا فى صناديق التعويض، ونقصا فى العمل والجدية، فمن غير المعقول أن نطالب بمزيد من الأجور ومزيد من التحسين فى العمل؛ أى أنه ليست هناك ثروة ننتجها.
◄ نفهم من كلامكم أن اللوم يعود على المجتمع؟
على الجميع.. الحكومة التى يجب أن تبدأ بأولويات معينة وتصارح شعبها، وأنا أقول هناك نقص، انجررنا إلى خطب أيديولوجية وربما إلى مجاملات، لتلبية رغبات.
ثم إلى الأطراف الاجتماعية، وخاصة النقابات التى يجب أن تعرف أن اختيارنا وطنى، فنحن ما أولوياتنا؟ أولويتنا التشغيل، والتنمية، وتحسين الأجور، وهذا يمكن أن ينتظر عاما أو عامين، ولا أقول لا نحسن، ولكن لا نحسن بهذا الشكل، فإذا كانت للمطالب الاجتماعية انعكاسات أمنية، اضطرابات، قطع الطريق، منع العمل فى مؤسسات، غلق مؤسسات، وخاصة أجنبية، وغير ذلك من الأمور، فهذه الوضعية لا تساعدنا، ودول مثل اليونان وغيرها المواطنون فيها ضحوا بجزء من رواتبهم، لكن كما قال الاتحاد لا بد من تقاسم العبء، وأن نحدد مطالبنا مثل رجال الأعمال الذين يجب أن يكونوا على وعى بأن هناك ثورة حدثت فى البلاد، وأن ينظموا أنفسهم على هذا الأساس، وإعادة التفكير والنظر حتى فى الجوانب الربحية.
◄ هل تعتقد أن رجل الأعمال عندما تمس مصالحه، أو المواطن عندما يشعر بأنه سيتضرر ماليا هل سيقبل بهذا؟
حتى يخرج المواطن من هذه المزايدات يجب أن يفهم أن البلاد خرجت من الثورة وهى محطمة، وأن التركة صعبة جدا. أنا أتوجه للمواطن وأقول له إن هنالك أشياء يمكن أن ينتظروها ويؤجلوها، ومن له عمل وضعيته أفضل ممن لا عمل له، لذلك نتوجه لأن تكون الأولوية للعاطل، هناك أشياء فيها أولوية.
وبالنسبة للكماليات مثلا، الآن هناك نقص فى الحليب وهو أساسى، لكن إذا نقصت أشياء أخرى مثلا أو ارتفع قليلا سعر المحروقات وهى مرتبطة بالبريل العالمي، هذا لا بد من تقبله، ونتوجه إلى رجال الأعمال الذين لهم دور والذين لا بد أن يتشجعوا ويعانوا قليلا مثلما غامروا وقت السلطة الفاسدة، نحن نطالبهم بالمغامرة فى مناطق الحاجة وأن يستثمروا، ويفتحوا مشاريع، وصحيح أنه على الحكومة تهيئة البنية التحتية من أمن وغيره، لكن يجب أن نقوم بهذا جميعا ومعا، لكن المشكلة أن تونس فى محطة فاصلة، فإما أن ننجح جميعا أو لا قدر الله نسقط ونسىء لثورتنا وبلادنا.
◄ نشعر من خلال كلامكم بتغير فى خطابكم، فأشرتم بالقول «يكفى من المجاملات» وكأنكم اضطررتم للمجاملة، فهل اضطررتم للقيام بأعمال لم تكن أولويات وقدمتموها على حساب أمور أخرى؟ ألا ترون أن هذا التغيير- إن صح التعبير- فى مواقفكم يمكن أن تستغله وتسيسه أطراف المعارضة، واستغلال التونسى الذى فى الشارع بتوجيه مثلا خطاب له يقول بأن «الحكومة غيرت لغتها، ولم تفِ بوعودها» إلى غير ذلك؟
الجميع وعدوا، ففى الخطاب الانتخابى كل واحد يعد ب«الجنة»، والفارق بين الحكومة والآخرين فى الوعود أن الحكومة تمارس وتمس الواقع، وهناك معارضة جادة ومسؤولة وتقول صحيح أن فى بلادنا مخاطر وصعوبات ونحن نقدر هذا ونطالبكم بالتصحيح وإجراء إصلاحات.
لكن هناك معارضة، هى انتصبت، ولا يهمها ما تقوم به الحكومة أن أنجزت أو لم تنجز، إن حققت أرقاما إيجابية أو لم تحقق، فهى خطابها أيديولوجى، تحريضى بحت، ونحن نقول إن هذه الديمقراطية، وأتوجه للشعب التونسى ولا أتوجه لنخب سياسية، وأقول له إن وضع البلاد بين يدينا يحتاج إلى صبر، ولكن كلمة الصبر لم تعد تقبل الآن.
◄ هل يسبب هذا ضغطا على عملكم؟
كثيرا، والجميع الآن يريدون التشغيل والبنية التحتية، بشكل ما، وحتى الآن ترى المطالب الاجتماعية، يريدون الزيادات فى الأجور ولا يريدون أن يفهموا كيف تأتي، هم يطالبوننا بأن ندبر أمورنا ويريدونها فورية، وأن لا ترفع الأسعار، وصحيح أن الترفيع يمس الطبقة الضعيفة ومازلنا نعتبر، بالتالى ما المصارحة؟ المصارحة أن وضع بلادنا إما أن نصبر عليه جميعا ونعتبره صعبا، وأنه بإمكاننا أن نخرج معا إلى آفاق أرحب بالتنمية وبالأمن بالأجندة السياسية التى نسرعها، وبالانتخابات وبتأسيس جمهورية ثانية بمؤسساتها الديمقراطية.. هذا هو المفتاح الذى سيجعلنا أكثر أمنا وأقل تجاذبات سياسية، ونمضى بعد ذلك نحو مشكلاتنا السياسية بعد إغلاق هذا الباب بالانتخابات والمؤسسات؛ نتجه نحو العمل والجد ونضحى ونصبر على بلادنا، فلا يمكن أن لا نخلق الثروة ونطالب بالمزيد، يجب خلق الثروة ونحن ليس لدينا لا بترول ولا غاز، ولا حتى الماء، لدينا العنصر البشرى الذى يعتمد على الإبداع، وهو الاستثمار وفتح شركات، حتى وإن كانت صغيرة، وحب العمل والتكوين المهنى وأن يكون مقدسا، الناس اليوم كلهم يتهربون من الأعمال اليدوية والحرفية، 120 ألف موطن شغل الآن فى البلاد غير ملباة فى كل القطاعات، وخاصة البناء والزراعة وحتى الصناعة والخدمات، لأن العاطلين غير مؤهلين، وهذا ما يعنى فى نهاية الأمر أن خريجى جامعاتنا من العاطلين و«تخرجهم» ليس لأنهم لم يجدوا عملا؛ بل لأن اختصاصهم غير متوفر أو الجامعة كونتهم بشكل لا يتناسق ولا يستجيب لتحرك سوق الشغل ومطالبها، بالتالى هنا الأزمة، ولا بد من إصلاحات جوهرية فى منظومة التعليم والتكوين والصحة والسياحة والمنظومة المالية، وهذه الإصلاحات لن تأتى فى يوم وليلة، وبالتالى لا بد من وعى، وهذا الوعى ينطلق من أرض السياسة، وأنا قلت دائما إن مشكلة التونسى فى النخبة، ولا أريد أن أقول مصيبتها فى نخبتها، أنت انظر إلى الإعلام كيف يصعد وانظر إلى المشكلات والمواقع الاجتماعية.
وتم استغلال الحريات بشكل عشوائى.. انظر، لكل هذا يجب المصارحة، وكذلك أرى ضرورة المصالحة بين الأطراف السياسية التى يجب أن تتفق، وأن تقتنع بأنه إذا استمر الوضع على هذه الحال، وإذا سقطت الحكومة، فلن يربح أحد.
◄موقفكم هذا يعكس بعض الإحباط.. فهل كنتم أكثر تفاؤلا؟
أنا مازلت متفائلا بثورتنا ومسارها التاريخى، ومن المستحيل العودة إلى الوراء، وأرى أننا سنفوت على أنفسنا فرصا، كنا يمكن أن ننجز الأمور بشكل أفضل وأسرع، فلماذا نتأخر فى إنجاز الدستور؟ ولماذا نتأخر فى الانتخابات؟
◄ ما تفسيركم لهذا؟
هذا يعود إلى أن كثيرا من الأمور راجعة للترويكا والمناخ العام، فهل تتصورون إمكانية إجراء انتخابات فى هذا الوضع والمشاحنات والعنف؟ أى انتخابات لا بد من التهدئة والسلم الاجتماعى والسلم السياسى والأمنى، وهذا كله لصالح تونس وليس لصالح الحكومة، ويجب علينا أن نهدئ الأمور للتوصل إلى إجراء انتخابات، لا نطلب أقل من ظروف 2011.
◄هل تظنون أن كل ما يقع فى تونس الآن مسيس، أم أن الشارع يتحرك بتلقائية؟
توجد أرضية اجتماعية وقابلية، وأنا لا أناقش فى هذا، ولكن الاستغلال السياسى جاء لهذه المطالب السياسية الشرعية الحقيقية. الآن الأطراف السياسية تعرف إلى أين تتجه، تذهب لمدن مثل سليانة، للقصرين، لسيدى بوزيد، تتجه حيث توجد المشكلات الأكبر، وأنا أقول إن هذه الأمور لا يمكن أن توصلهم إلى الفوز، فقد تربحهم صوتا أو اثنين لكن الضرر الذى يعود على البلاد لا يجعل أى أحد من الرابحين، لا قدر الله ستكون تونس هى الخاسرة.
وأنا أريد أن أؤكد لك أنه لو استمرت هذه المشاحنات سيصعب علينا الوصول نحو الانتخابات، وإذا لم نصل إلى الانتخابات فسوف يتعثر مسارنا، وأقول إن مفتاح القضايا السياسية هو التعددية والتهدئة والانصراف للعمل.
◄الإعلان عن التحويرات الوزارية متى سيتم؟
نحن بصدد الحوارات داخل حزبنا وداخل الترويكا، ونتطلع إلى تحوير سريع يمكن منتصف يناير الجارى، لكن لا أؤكد شيئا، المهم أن لا نتسرع، وأن نسرع، فإما أن يكون تحويرا حقيقيا أو أن نكتفى بأن نقول إننا لم نتوصل إلى أى تحويرات.
◄هل هذا يعنى أن التركيبة ستبقى على ما هى عليه الآن كليا؟
لا.. ليس بشكل كلى، ولكن أود تحويرا ذا قيمة يعطى نفسا جديدا للبلاد، وإذا لم نتمكن من ذلك فسنصارح الشعب ونقول لهم إننا لم نتمكن من ذلك، وستبقى الحكومة كما هى أو مع بعض التعديلات.
◄التحوير الوزارى ما هى ضرورته الآن؟ أكيد أنه جاء نتيجة لحاجة، فهل هذا يعنى أيضا تحويرا فى خطط عمل حكومتكم؟
أكيد التحوير سيأتى ويستمر لمدة 8 أشهر، يعنى حتى موعد الانتخابات، حيث سنسعى للتركيز على أولويات مثل التشغيل، التنمية الجهوية، الأسعار، الخدمات الاجتماعية للشعب، قضية الفساد وعلاقة.
◄الوضع الأمنى فى تونس كيف تقيمونه؟
بالإحصاء هو أفضل، ولكن بالإحساس هناك قلق؛ لأنه دخلت فيه عدة عناصر مثل العنف السياسى، والعنف الأيديولوجى، والعنف الاجتماعى، وبدأنا نرى أمورا غير جيدة، نسرع إلى التصادم وإلى ردود الفعل، وللطبقة السياسية دور كبير فى هذا، ومن دورها تهدئة الهيجان والعنف اللفظى الذى يتبعه بالضرورة عنف لفظى من الجهة المقابلة، لكن لو أخذنا الأمر بالإحصائيات حول كم قطع الطرقات ونسب الجريمة فهى فى نقصان.
◄الحركات السلفية فى تونس هل تمثل خطرا على المجتمع والاقتصاد؟ والتحقيقات الصحافية فى تونس التى تشبه جبال تونس ووجود السلفية الجهادية فيها ب«طورة برة»، كيف تردون على هذا؟
هذا هو حديث المجنون.. أنا أقول لمثل هذه التحقيقات إلى أين تريد أن تصل؟ هل هذه الحقيقة؟ وإذا كانت تعرف أنه غير حقيقة فهو غير حقيقى، ماذا تقصد؟ ما هى الصورة التى تريدها؟ إضعاف تونس فى التمويل؟ فى السياحة؟ هل هذا مفرح؟ صحيفة «لا براس» التى أصدرت هذا التقرير لن تجد مالا لتطبع ولا من يشترى وبالتالى الصدور.
◄ما مشكلة الإعلام والحكومة فى تونس؟
الإعلام مسيس بدرجة مفرطة، وليس مسيسا فقط، بل حزبى بدرجة مفرطة جدا.
◄ماذا تقصدون عندما تقولون حزبى؟
هناك إعلام يعمل لصالح أحزاب سياسية وأفراد واضحة مع الأسف، وهناك إعلام لا يهمه سوى السب أو الإثارة، المهم أن يبيع، وعناوين نعرفها، وعبر العناوين أنا أشعر بكل وضوح وأقولها صراحة وليس هذا تجنيا، لا بد من ثورة إعلامية.
◄هل تنوون القيام بهذه الثورة؟
مع بعض، لا يمكن أن نقوم بها بمفردنا، اليوم الثورة ليست بالكبت أو بالحجز أو بإغلاق المؤسسات. انظر إلى الشعب واسأله فسيقول إنه مل من الصراخ والتشاحن والبغض، نحن نريد المستقبل والقوت والأمل، لكن مشكلة تونس فى نخبتها.
تونس ومصر.. نقاط التشابه والاختلاف فى الوقت الراهن.
التشابه هو ثورة على ديكتاتور وطغيان، والمطالب شعبية واضحة، اقتصادية واجتماعية، وهذه مشكلتنا هى ليست مشكلة أيديولوجية الآن.
◄ وحكومة «الإخوان» والنهضة؟
أتمنى لمصر كما أتمنى لحزبنا وحركتنا أن تكون تشاركية أفضل، ولا يمكن لحزب واحد، حتى وإن وصل بالأغلبية، أن ينفرد بالحكم.
◄ علاقتكم بدول الخليج؟
دول الخليج بالنسبة لى.. لقد سبق أن عبرت عن هذا من قبل فى «الشرق الأوسط» وغيرها من الصحف، الخليج والسعودية علاقاتنا بها استراتيجية، وفى زياراتنا حرصنا على تدعيم علاقاتنا وتشجيع الاستثمار وتشجيع رجال الأعمال، وإلغاء التأشيرة لتونس، والتسهيل أكثر فى مجالات الاستثمار، وندعو إخواننا الخليجيين ليس فقط للاستثمار، بل حتى للإقامة هنا فى تونس.
وليست لنا إشكالية فى ذلك.. تونس مفتوحة ولا يمكن أن تعيش فى انغلاق ولا تحجب، وهى بطبيعتها ديمقراطية، آمنة لكن أصيلة.
صحيفة الشرق الأوسط - السبت، 12 يناير 2013 - 08:21


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.