-هناك من يهدف لضرب استقرار تونس من أجل مصلحة حزبية ضيقة -نحن نعتقد أن مسألة التعديل الحكومي ليست غاية في حد ذاتها، أما بالنسبة للقول بهيمنة الحركة على الدولة، فذلك كلام مردود عليه، فقد كنا أكثر من يدعو بقية الأحزاب إلى المشاركة في التحالف انطلاقا من قناعتنا أن المرحلة الحرجة التي تعيشها البلاد تتطلب تكاثف كل الجهود، وكنا أول من يرفض تحمّل عبء هذه المسؤولية بمفردنا، لكن هناك من فضل البقاء في المعارضة، والحال أننا إلى الآن نعتبر أن كل من يرغب في مصلحة تونس هو شريكنا حاورته سامية بلقاضي هناك حديث عن احتمال انسحاب حركة النهضة من الترويكا بسبب الأزمة السياسية التي يعيشها التحالف الحكومي، ما صحة هذه الأخبار؟ لا أساس لها من الصحة، حركة النهضة متمسكة بوجودها ضمن التحالف الحكومي لأننا على قناعة راسخة أنها الطريقة الوحيدة للوصول إلى استقرار سياسي في تونس يسمح بتحقيق أهداف الثورة وآمال الشعب التونسي التي انتفض من أجلها، ثم نحن لا نعتقد أن هناك أزمة تحالف حكومي، ونرفض استعمال مثل هذا المصطلح، كل ما في الأمر أننا واجهنا بعض العراقيل مع شركائنا في الحكم وهو أمر نعتبره عاديا، إذ لا بد من ظهور نقاش وجدل سياسي في ظل الوضع السياسي الصعب الذي تمر به تونس، وهذا لا يعني أننا في أزمة وإنما واجهتنا بعض الصعوبات، ونحن نعمل مع حلفائنا على تجاوزها من خلال المشاورات والتفاوض. لكم أن تسموه خلافا بدلا من الأزمة، لكن ذلك لا يلغي حقيقة النزاع القائم حول التعديل الحكومي وتشكيلة التحالف الحكومي؟ ليس كل خلاف بين الشركاء نصوره على أنه أزمة سياسية، مثلما قلت، تحالف الحكومة بلغ مرحلة لا بد أن يقيّم أداؤه من أجل التحسين، وقد توصلنا إلى تحديد أهداف واضحة المعالم نعتقد أنها كفيلة بتحقيق أهداف الثورة التونسية، وقلنا إن كل من يوافقنا في هذا الطرح مرحب به، وذلك انطلاقا من سعينا للتوصل إلى استقرار سياسي يسمح لنا بالتسريع في الخروج من المرحلة الانتقالية، غير أننا فوجئنا ببعض التشكيلات السياسية التي تسعى إلى تحقيق مكاسب حزبية ضيقة على حساب المصلحة العامة، ومن ثمة تم استغلال الأمر لتصويره على أنه أزمة سياسية. لكن الإشكال لم يتوقف عند مسألة التعديل الوزاري، وإنما امتد إلى حد اتهام حركة النهضة بالهيمنة على دواليب الدولة، بدليل الإصرار على الاحتفاظ بالحقائب السيادية؟ أولا نحن نعتقد أن مسألة التعديل الحكومي ليست غاية في حد ذاتها، أما بالنسبة للقول بهيمنة الحركة على الدولة، فذلك كلام مردود عليه، فقد كنا أكثر من يدعو بقية الأحزاب إلى المشاركة في التحالف انطلاقا من قناعتنا أن المرحلة الحرجة التي تعيشها البلاد تتطلب تكاثف كل الجهود، وكنا أول من يرفض تحمّل عبء هذه المسؤولية بمفردنا، لكن هناك من فضل البقاء في المعارضة، والحال أننا إلى الآن نعتبر أن كل من يرغب في مصلحة تونس هو شريكنا، وقد توصلنا بالفعل إلى توافق مع بعض الأحزاب لتوسيع التحالف الحكومي، إذ من المتوقع أن يشارك فيه كتلة الكرامة والحرية والتحالف الديمقراطي. - صحيفة الخبر الجزائرية - 3 فبراير 2013