علمت الوسط التونسية من مصادر جد موثوقة أن نجل عبد الحق العيادة، مؤسس الجماعة الإسلامية المسلحة وأبرز وأول القياديين لها، والذي أعتقل عام 1994 بالمغرب وسلمته السلطات المغربية للجزائر، وقد أفرج عنه في مارس 2006 في إطار ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، وقد عرفت قضيته الشد والجذب، بل انه من أبرز القادة الإنقاذيين العسكريين الذين ساندوا مشروع الرئيس وزكوه من دون تحفظ... عدلان الذي عرف من قبل وله الحضور الإعلامي المكثف، وخاصة أنه كان الوسيط الشبه الرسمي بين والده المسجون سابقا في سجن سركاجي ووسائل الإعلام، وطالما نقل بيانات صحفية عن والده وأخرى يوقعها بنفسه عن عائلته، وفيما أعلن والده أن نجله البالغ من العمر 21 سنة قد كان بصدد نقل رسالة إلى مكتب وزير الداخلية، وتتمثل في إحتجاج على التجاوزات التي ترتكبها بلدية براقي " شرق العاصمة" حيث مسكن العائلة في حق الأسرة، التي تمتلك قطعة أرض إلا أن البلدية ضيقت الخناق عليهم ولم تترك لهم الحرية في التصرف فيها، بصفتها ملكهم وفي حوزتهم الوثائق التي تثبت الملكية، وحسب رواية الوالد أن عدلان تنقل رفقة شخصين مقربين منهم، ونزل قبالة فندق السفير الذي يقع في قلب العاصمة الجزائرية،وبجنب مقر المجلس الشعبي الوطني، وعلى بعد خطوات من مجلس الأمة الجزائري، على أساس أنه سيتنقل مشيا على الأقدام، ولم يوضح العيادة الأسباب الحقيقية التي تركته ينزل على مسافة بعيدة عن قصر الحكومة الذي يقع في شارع الدكتور سعدان، ويقتضي تنقله وسيلة نقل أما المشي على الأقدام فإنه يحتاج إلى نصف ساعة على الأقل... الرفقاء انتظروه حيث اتفقوا على الميعاد ولكنه إختفى ولم يرجع، مما إضطرهما للإتصال بوالده، الذي بدوره اتصل بعدة جهات أمنية... ونفى العيادة أن يكون نجله قد إلتحق بالعمل المسلح، وأكد أنها "ليست من أخلاق إبنه" ، العائلة تعيش إضطرابا وخوفا على مصير ابنها المجهول، وبدورها لم تتهم أي جهة بصفة مباشرة، بل أن الوالد تفادى ذكر لفظ "الإختطاف" بل أصر على "الإختفاء" غير المبرر الذي لم يحدث من قبل، ولا إبنه إعتاد على هذا الأمر بل أن تحركاته كلها محسوبة وتعلمها العائلة، وزاد قلقهم أكثر أن هاتفه المحمول خارج مجال التغطية من اللحظة التي تأخر فيها عن رفيقيه... جاء هذا التطور الجديد بعد "إختفاء"نجل الشيخ علي بن حاج، والذي ذهبت بعض المصادر إلى أنه إلتحق بالعمل المسلح وحمل والده الرجل الثاني في جبهة الإنقاذ الإسلامية المحظورة جهات رسمية من النظام المسؤولية عن هذا الإختفاء... ماذا تخفي الأيام وراء هذه الإختفاءات وماذا تحمله من مفاجآت؟ ربما سيكون لها التأثير البالغ على مسار المصالحة الوطنية، الذي يسعى الرئيس إلى انجاحه بكل الوسائل والطرق، ويتوقف عليها نجاح الإصلاحات السياسية التي يقودها ويشرف عليها الرئيس، البعض ممن يتابعون الأحداث أكدوا أن هذه الموجة الجديدة التي تستهدف قادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة، ماهي إلا خطوة نحو تأزيم الوضع وإفساد عرس الرئيس المصالحاتي، الذي من خلاله تتجه خطواته نحو عهدة ثالثة، تقتضي انتخابات أخرى، من خلالها يتم ما سمي بتعديل الدستور الذي يمنع عهدة ثالثة للرئيس الجزائري. إختفاء نجل الشيخ على بن حاج والبارحة نجل عبد الحق العيادة، ان كان الأول برر بمواقف والده التي لا تتماشى ومصالح النظام، ففي أي واد تصب إذن الضربة الثانية لرجل قدم الكثير للمصالحة الوطنية، ونال الإفراج والاعفاء من أحكام متعددة بعد 12 سنة من السجن والعزلة؟ الأيام كفيلة بالإجابة عن هذا السؤال أو ربما تتجه الأمور نحو تعقيد أكثر... *