لم يكن الأطفال وحدهم مشاركين في هذا المهرجان الذي يسعى منظّموه لأن يكون له حضور أكبر في الدورات المقبلة، بخاصة مع تنامي عدد المشاركين، بل كان فرصة للعائلات أيضاً لكي تشارك أبناءها متعة الحلم والتصوّر والإنجاز، فيما تابع الآلاف من رواد الشاطئ والمارّة على كورنيش سيدي بوجعفر أحداث المهرجان قبل إعلان النتائج وتتويج أجمل المنحوتات وتوزيع الجوائز على الفائزين على واحد من أجمل الشواطئ التونسية، تحديداً في مدينة سوسة جوهرة الساحل، تجمّع أكثر من 400 طفل وطفلة لينحتوا أحلامهم ويرفعوا بنيان أمانيهم برمال الشاطئ ومياه المتوسط. تَجمُّع هذا العدد من الأطفال كان هدفه صنع الفرحة وتحفيزهم على الابتكار، كما أكدت السيدة بشرى التي تعمل مديرة نادٍ للأطفال وتشرف على مهرجان القصور الرملية منذ سنوات، علماً أن المهرجان انطلق قبل 15 سنة وتوقف في العامين الأخيرين ليعود هذه السنة بزخم أكبر ورغبة في استقطاب الأطفال المبدعين. وقالت إحدى المشاركات (9 سنوات) إنها سعيدة جداً بهذه المشاركة التي جعلتها تصنع قصراً من الرمل وتتفنّن في تشكيل جدرانه وأسواره وسلالمه بصحبة أصدقائها، مؤكدة أنّها لم تتصور أن تحظى بكل هذه المتعة التي تحس بها وهي تجمّع حبات الرمل في أكداس وتشكّل منها قصراً كالذي قرأت عنه في القصص المصورة أو شاهدته في أفلام الكرتون. وفي مكان غير بعيد منها، كان صغار آخرون يضعون اللمسات الأخيرة على مجسّم الكعبة المشرفة، من دون أن ينسوا أدقّ التفاصيل حتّى الحجّاج الذين يطوفون بها، وكل ما يحيط بها من مبانٍ صغيرة ومجسّمات. وقال أحد المشاركين (11 سنة) إنّه وأصدقاءه استعانوا بالصور لبناء «تحفتهم»، ولم يخفِ فرحه من خلال ابتسامة الرضا التي رافقت كل تحركاته وهو يكمل آخر تفاصيل المنحوتة. لم يكن الأطفال وحدهم مشاركين في هذا المهرجان الذي يسعى منظّموه لأن يكون له حضور أكبر في الدورات المقبلة، بخاصة مع تنامي عدد المشاركين، بل كان فرصة للعائلات أيضاً لكي تشارك أبناءها متعة الحلم والتصوّر والإنجاز، فيما تابع الآلاف من رواد الشاطئ والمارّة على كورنيش سيدي بوجعفر أحداث المهرجان قبل إعلان النتائج وتتويج أجمل المنحوتات وتوزيع الجوائز على الفائزين ، وهي في مجملها معدّات سباحة وغطس. صحيفة الحياة الصادرة من لندن - 30 جوان 2013