اسفر اعتداءان بالسيارة المفخخة على مركزين للشرطة الاثنين في ضاحية الجزائرالشرقية عن سقوط ثلاثة قتلى بينهم امراة وجرح 24 اخرين ما اعاد شبح اعمال العنف الاسلامية بعد انقضاء شهر رمضان في هدوء نسبي. وقالت خيرة فروخي جارة مركز الشرطة في الرغاية احدى كبرى ضواحي العاصمة الصناعية "آمل الا تعني هذه الاعتداءات عودة سنوات الارهاب. الله يستر". وانفجرت العبوة التي كانت مخبأة في شاحنة وراء مركز الشرطة مع منتصف الليل تقريبا وقضت مضاجع سكان الحي حتى ان دوي الانفجار سمع في العاصمة التي تبعد ثلاثين كلم. وبعد ذلك بقليل انفجرت عبوة ثانية زرعت في شاحنة صغيرة قرب مركز شرطة درقانة وهي منطقة سكنية شعبية على الساحل كانت تعتبر من معاقل الجماعة السلفية للدعوة والقتال. واعلنت مصادر امنية مقتل ثلاثة اشخاص بينهم امراة واصابة 24 اخرين بجروح طفيفة في الانفجارين وبين الجرحى عدد من رجال الشرطة. والحقت قوة الانفجار خسائر كبيرة بعدة منازل مجاورة وكسر زجاج منازل اخرى. ولم تتبن اي جهة مسؤولية الاعتداءين اللذين ياتيان عشية الاحتفال بالذكرى الثانية والخمسين لاندلاع حرب التحرير في الاول من تشرين الثاني/نوفمبر 1954، الذكرى التي لا يحتفل بها الاسلاميون وكذلك بعد الهدوء النسبي الذي اتسم به شهر رمضان الذي غاليا ما يغتنمه الاسلاميون المسلحون فرصة لتكثيف هجماتهم. وسقط خلال رمضان الذي انتهى الاسبوع الماضي نحو 32 قتيلا على يد الاسلاميين المسلحين، 21 منهم من قوات الامن. وكان رمضان السنة الماضية (4 تشرين الاول/اكتوبر 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2005) شهد سقوط 65 قتيلا. وسجلت اكبر حصيلة خلال السنوات 1991-2000 بمعدل 300 قتيل في شهر رمضان، وكان ادماها عام 1997 عندما سقط نحو الف قتيل. واستهدفت الجماعة السلفية بشكل خاص عناصر الحرس البلدي الذي انشئ بسرعة لدعم الوحدات المتخصصة في مكافحة الارهاب والذي يعتبر الحلقة الضعيفة في السلسلة الامنية لا سيما ان عناصره ليست مسلحة ومدربة كما ينبغي. ولاول مرة منذ ثلاث سنوات قتل ايضا نائب محلي على يد مجموعة مسلحة وهو رابح عيسات رئيس المجلس الشعبي الولائي في تيزي وزو (110 كلم شرق العاصمة) عندما كان جالسا مع اصدقاء في مقهى في مسقط راسه في قرية عين الزاوية. واستهدف اشد هجوم رمضاني في الخامس عشر من تشرين الاول/اكتوبر الحرس البلدي في سيدي مجاهد بولاية عين الدفلى (160 كلم غرب العاصمة) واسفر عن مقتل ثمانية من عناصره في كمين نصبته مجموعة مسلحة. وبقيت السلفية الجماعة المسلحة الوحيدة التي تنشط في الجزائر بعد تطبيق ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي عفا عن الاسلاميين المسلحين مقابل استسلامهم. وامهلت السلطات الاسلاميين حتى 31 اب/اغسطس للاستسلام والاستفادة من هذا العفو. واقترح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة منذ توليه السلطة في 1999 هذا الميثاق الذي يراهن على عودة نهائية الى السلم المدني بعد عشر سنوات من المواجهات التي تخللتها مجازر بحق المدنيين. وبدات العودة الى الحياة الطبيعية اعتبارا من 2003. واكد وزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني ان ميثاق المصالحة اسفر عن الافراج عن اكثر من الفي معتقل بتهمة الارهاب واستسلام ما بين 250 الى 300 اسلامي مسلح. وخلال عشر سنوات بين 1992 و2002 اسفرت اعمال العنف عن سقوط ما بين 150 الى 200 الف قتيل وستة الاف مفقود حسب السلطات في حين اكدت رابطة الدفاع عن حقوق الانسان الجزائرية ان عدد المفقودين بلغ 18 الفا.