لاحت أمس بوادر أزمة ديبلوماسية بين تونسوألمانيا أدت إلى إلغاء لقاء كان مقرراً بين الرئيس زين العابدين بن علي ووزير الخارجية الألماني فرانك وولتر شتاينماير، بالإضافة إلى الغاء مؤتمر صحافي كان يُنتظر عقده مع الوزير في مطار تونس قبل مغادرته إلى المغرب. ولم تعط السلطات تفسيراً لإلغاء اللقاء والمؤتمر الصحافي، إلا أن مصادر مطلعة عزته إلى غضب التونسيين من تصريحات أدلى بها الوزير الزائر لدى وصوله إلى تونس مساء أول من أمس أمام فريق من الأكاديميين التونسيين والألمان وحض فيها تونس على المضي في تنفيذ إصلاحات سياسية. وأشاد شتاينماير بالإنجازات الاقتصادية التي حققتها تونس، إلا أنه شدد على ضرورة القيام بإجراءات في مجال حقوق الإنسان وإشاعة الحريات، ما اعتُبر انتقاداً لأداء الحكومة و «تدخلاً في الشؤون الداخلية للبلد»، طبقاً لمصادر قريبة من وزارة الخارجية. وكانت تونس استدعت سفيرها من الدوحة وأقفلت سفارتها في قطر قبل أسابيع في أعقاب بث قناة «الجزيرة» حواراً مع المعارض منصف المرزوقي حض خلاله التونسيين على «المقاومة السلمية» لحكومتهم. وأنهى شتاينماير أمس زيارة لتونس استمرت أربعاً وعشرين ساعة وانتقل إلى الرباط في إطار جولة مغاربية شملت ليبيا والجزائر وينهيها في موريتانيا. وأفاد عضو في الوفد المرافق له أن الجولة تندرج في إطار استعدادات برلين لتسلم الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي من النروج مطلع العام المقبل. وأوضح أن ألمانيا حريصة على الاستماع مباشرة إلى البلدان المعنية بملفات مهمة ستطرح على مائدة البحث في القمة الأوروبية المقبلة التي ستحدد سياسات الاتحاد للفترة المقبلة وفي مقدمها الأمن المتوسطي ومكافحة الهجرة غير المشروعة ومستقبل التعاون الاقتصادي في ظل سياسة «الجوار الجديد» التي اعتمدها الأوروبيون لتحل محل صيغة الشراكة.