قال وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الثلاثاء ان ليبيا التي كانت تعاني من عزلة دولية اصبحت تعتبر مثالا للدول الاخرى في المنطقة بعودتها الى الاسرة الدولية. وجاءت تصريحاته في افتتاح المنتدى الاقتصادي الالماني الليبيي التاسع الذي يقام في المدينة الواقعة الى الشرق من طرابلس التي استهل منها الوزير الالماني زيارته. وقال ان ليبيا اغتنمت الفرصة التي عرضت عليها وتخلت عن اسلحة الدمار الشامل و"الارهاب" في عام 2003. واضاف "لقد انهى هذا البلد فترة طويلة من العزلة وبدأ العودة الى الاسرة الدولية". وتحث الدولة الغربيةايران على السير على خطى ليبيا في التخلي عن برنامجها النووي. وتقود المانيا وبريطانيا وفرنسا الجهود لاقناع طهران للتخلي عن تخصيب اليورانيوم الذي يخشى الغرب من ان تستخدمه الجمهورية الاسلامية في تطويرة اسلحة نووية. وستتولى برلين رئاسة الاتحاد الاوروبي ومجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى في كانون الثاني/يناير. وقال شتاينماير ان الاتحاد الاوروبي يود ان تواصل ليبيا التي تمتلك اكبر احتياطي للنفط في افريقيا السير على طريق تحرير السوق. وتستمر زيارة الوزير الالماني الى ليبيا يومين يستهل بها جولة في كل من الجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا. ويرافق شتاينماير في هذه الزيارة وفد اقتصادي يضم ممثلي شركات الطاقة الالمانية الكبرى وموردي انظمة الطاقة الشمسية التي تهدف الى بيع التنكولوجيا لليبيا. ويشارك فى منتدى بنغازي 250 شركة من اهم الشركات الالمانية فى مجال الطاقة والصناعة والتقنية المتطورة كما يبحث المنتدى القضايا المتعلقة بسبل تيسير التبادل الاقتصادي بين البلدين. وازداد حجم التجارة بشكل كبير بين ليبيا والاتحاد الاوروبي في السنوات الاخيرة حيث بلغت قيمة الصادرات الليبية 19,5 مليار يورو (25 مليار دولار) معظمها من صادرات النفط. وتعتبر المانيا ثاني اكبر مستورد للنفط الليبي بعد ايطاليا فيما تعتبر المانيا ثاني اكبر مصدر لليبيا. واشار شتاينماير الى ان اقامته في ليبيا تعتبر استمرارا لعملية بدأت بزيارة المستشار الالماني السابق غيرهارد شرويدر في تشرين الاول/اكتوبر 2004 في خطوة كبيرة في طريق عودة البلاد التدريجية الى المجتمع الدولي. وكان العرض الليبي في 2004 لدفع تعويضات لضحايا تفجير مرقص (ديسكو) لا بيل في برلين عام 1986 قد ساهم في معالجة الخلافات مع المانيا. وقال الوزير الالماني "ان الهدف من زيارتي هي تعميق الثقة المتنامية بيننا". واضاف ان "الهدف هو التغلب على اثار العزلة التي استمرت سنوات طويلة ووضع اطار للشراكة القوية بين ليبيا والمانيا. وبعد ليبيا التقى وزير الخارجية الالماني في طرابلس نظيره الليبيي عبد الرحمن شلقم ورئيس المؤسسة الوطنية للنفط شكري غانم. وقال شلقم ان زيارة شتاينماير "ترتدي اهمية كبيرة" وهي "خطوة مهمة في العلاقات الالمانية الليبية". وكرر شتاينماير دعوة بلاجه الى تبرئة خمس ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطيني محتجزين في ليبيا منذ اكثر من سبع سنوات حيث يحاكمون بتهمة نقل مرض الايدز الى اطفال ليبيين.