في سلسلة ن قالاته بعوده في الصري اليو، ألحّ الزيل جدي الجلاد علي ضرورة إخراج النظا السياسي، وعه صر كلها ن الثلاجة التي وضعه فيها الحزب الوطني الحاك. وقد استعرض الرجل كل الحجج والبررات، وكذلك الحيل والألاعيب والناورات، التي استخدها وا يزال يستخدها الحزب الحاك لإبقاء صر في الثلاجة وأرجعها في النهاية إلي سبب حقيقي واحد، وهو بقاء الحزب الوطني وحده في دفء السلطة، حتي إذا تعذب الصريون ن شدة البرد، وتجدوا في نهاية الطاف. والصورة الجازية بالغة الدقة، ويشهد علي دقتها التراجع الطرد لصر علي عظ ؤشرات التنية ن واقع تقارير الأ التحدة، والبنك الدولي، ونظة الشفافية الدولية (العنية بقياس الفساد)، وبيت الحرية freedon House (العني بالشأن الديقراطي)، ونظة العفو الدولية العنية بحقوق الإنسان. أكثر ن توصيف الحالة الصرية البائسة، شخّص جدي الجلاد أسباب وأعراض الرض الذي دفع النظا إلي ا لجأ إليه، وهو ادعاء أن خطراً داهاً سيحيق بصر إذا خرج الصريون ن الثلاجة ، حيث ينتظر الإخوان السلون للانقضاض علي الشعب وتحجيبه ، والتها السلطة وتحويل صر إلي دولة دينية ثل أفغانستان تحت حك طالبان، أو السودان تحت حك البشير أو في أحسن الأحوال ثل إيران في ظل آيات الله. وقد تأكدت ارسة إبقاء الشعب في ثلاجة سياسية بعد خطاب الرئيس في افتتاح الدورة الجديدة لجلس الشعب والشوري، يو الأحد 19/11/2006، حيث انتظر الصريون إعلان الرئيس بارك لخطوات تنفيذية تذيب الجليد الذي تراك علي اتداد ربع قرن ن الركود والجود. كان الصريون يتوقعون في أضعف الإيان أن يطلب الرئيس ن جلس الشعب إلغاء حالة الطوارئ، أو تعديل الدستور في الواد التي اجتعت القوي السياسية الصرية علي ضرورة تغييرها، وفي قدتها الادتين 76و77 التعلقتان بالترشيح لرئاسة الجهورية، وبالحد الأقصي لشغل نصب الرئيس. هذا هو الحد الأدني الذي كان يأله الصريون. ولكن كالعادة خيّب الرئيس بارك آال الناس حتي في تلك الحدود التواضعة. هذا رغ أن هذه الطالب وغيرها كان قد وعد بها حسني بارك أثناء حلته الانتخابية لفترة رئاسة خاسة عا 2005، وها هو قد ر أكثر ن عا ول يف الرئيس بوعد واحد ن تلك التي كان قد قطعها علي نفسه أا الشعب. بل أسوأ ن عد الوفاء بالوعود أن الرجل نكص وتراجع عن بعض ا كان قائاً أو قرراً ن قبل. وآية ذلك تأجيله للانتخابات الحلية لدة سنتين (ن أبريل 2006 إلي أبريل 2008) دون سبب وجيه. فالبلاد ليست في حالة حرب، ول تشهد كوارث طبيعية أو ن صنع البشر، تبرر هذا التأجيل، كذلك الإعان في التنكيل بالعارضين ثل أين نور وطلعت السادات. أا السبب الحقيقي لهذا النكوص كا يجع الراقبون هو خشية النظا الباركي الحاك ن اكتساح الإخوان لتلك الانتخابات الحلية. وهكذا ولنفس السبب كان العوار الذي لحق بتعديل الادة 76 ن الدستور في العا الاضي، ألا وهو عد تكين الإخوان السلين ن ترشيح أحده لنصب رئاسة الجهورية، حيث اشترطت أحد بنود التعديل أن يكون الرشح عضواً قيادياً في حزب شرعي عترف به قانونياً . ولأن الإخوان السلين غير عترف به ن الحكوة والقانون كحزب، ولا حتي كجعية أو نظة دنية، فلا حق له في الترشيح. وربا كان ذلك هو أيضاً وراء إلحاح وسائل الإعلا الحكوية في استخدا عبارة الجاعة الحظورة ، وهو إلحاح فكاهي يضحك الناس ن تكراره! أي أن نظا حك الرئيس بارك يرتهن إرادة الشعب الصري كله بسبب خوفه الرضي ن الإخوان السلين بل وهو يريد أن ينقل هذا الخوف ويشيعه بين أكبر عدد ن الصريين، ولا تفوته فرصة للقيا بذلك. وبين الحين والآخر يعطيه الإخوان ثل هذه الفرص، بتصريح أخرق هنا أو هناك. وآية ذلك هجوه الأخير علي فاروق حسني، وزير الثقافة بسبب جهره برأيه في ظاهرة حجاب و نقاب الرأة السلة. وهو رأي يشاركه فيه كثير ن تقاة السلين والسلات وفي قدته الفكر الإسلاي الكبير جال البنا، الشقيق الأصغر للإا حسن البنا، ؤسس جاعة الإخوان، والذي دافع عن فاروق حسني، بتذكير الناس أن بنات حسن البنا، تربين وعشن ورحلن، وهن غير حجبات (الصري اليو 18/11). اله، وعودة لوضوع هذا القال وا يتلوه ن قالات في هذه السلسلة، فإن حسني بارك يستخد الإخوان السلين كفزّاعة لإخافة الناس في داخل صر وخارجها. ث يستخد هذا الخوف أو الفزع لإبقاء الشعب الصري حبيس ثلاجة التجيد السياسي. وهو يعن في ذلك، لا ن أجل صر أو شعبها، ولكن ن أجل بقائه هو في السلطة، كا قال في خطابه الأخير (19/11/2006)، قائداً إلي آخر نبضه في قلبه ، أي طول الحياة. وربا هذا بالناسبة هو ا يجعله ينصح غيره ن رؤساء الدول بحاكاته ثلا نقلت عنه وكالات الأنباء أثناء زيارته في أوائل نوفبر لروسيا، بتحريض الرئيس فلادير بوتين علي تغيير الدستور الروسي، لكي يظل يترشح لدد أخري ، أسوة بالادة 77 ن الدستور الصري الحالي. ليس هذا فقط، بل أن الكثيرين داخل صر وخارجها يعتقدون أن حسني بارك لا يريد البقاء في السلطة إلي أخر نبضة في قلبه وحسب، بل ويريد توريث هذه السلطة لذويه ن الأبناء، وليس فقط لدة رئاسية واحدة أو حتي لدتين، ولكن أيضاً لآخر نبضة في قلب كل نه . وطبقاً لهذا الاعتقاد الشعبي الواسع فإن حسني بارك يريد إبقاء الشعب الصري في ثلاجة التجيد السياسي، لا فقط طوال حياته، ولكن أيضاً طوال حياة أنجاله، وربا أحفاده. وصدر هذا الاعتقاد الراسخ هو ا تتلئ به الادة 76 ن الدستور الحالي ن شروط تعجيزية، تجعلها تبدو كا لو كانت ادة تفصيل علي قاس أحد أنجال بارك. ث حينا يُشيع صفوت الشريف، الكاهن الأعظ للحزب الحاك حالياً، أنه لا ساس بالادة 77، فهذا عناه إطلاق العنان للرئيس القاد أي الوريث لكي يظل آل بارك في السلطة خالدين فيها أبدا! وربا كانت هذه الخواطر والخاوف هي ا جعلت الشاركين في لتقي الحوار حول التعديلات الدستورية والإصلاح السياسي (العين السخنة 16-18 نوفبر) يخلصون إلي أن فتاح أي إصلاح سياسي في صر الحروسة هو تغيير هاتين الادتين 76 و77 عاً، وأولاً. وكلف الشاركون في اللتقي كلا ن الفقيهين الدستوريين د. يحيي الجل ود. عاطف البنا بإعداد صياغة واضحة للتعديلات الطلوبة لعرضها علي جلس الشعب والشوري والرأي العا الصري، بل وتنظي استفتاء شعبي أهلي حولها، أسوة با فعل الفلسطينيون والإسرائيليون نذ ثلاث سنوات بشأن اتفاقية افتراضية للسلا للخروج ن ثلاجة الصراع التد بينها. فليترقب قراؤنا في الصري اليو ، وقراء إبراهي عيسي في الدستور و صوت الأة ، وقراء أساة الغزالي حرب في الأهرا والصحف السيارة، وقراء أنور عصت السادات في الغد ، وقراء يحيي الجل وعاطف البنا وجال البنا، وحسين عبد الرازق في الوفد و الأهالي فهؤلاء جيعاً سيكتبون حول تعديل الادتين 76و77 يوياً، سعياً لكسر الجود والخروج ن ثلاجة بارك . وإذا الشعب يواً أراد الحياة فلابد للثلج أن ينصهر. * كاتب صري نقلا عن جريدة الراية القطرية بتاريخ الإثنين27/11/2006