تعرّض اليوم الدكتور المنصف المرزوقي رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الى إعتداء سافر جديد من الميلشيات المأجورة للحزب الحاكم و تحت رعاية البوليس كالعادة و السلطات الجهوية . و من المؤسف جدا أن يتعرّض إلى هذا الإعتداء في جنازة . . نعم في جنازة ، الأمر الذي يُعطينا صورة واضحة عمّا بلغه نظام بن علي من سوء أخلاق إلى درجة عدم إحترامه لحُرمة الموت ! ففي حدود الثالة ظهرا و بينما كان الدكتور المرزوقي بصدد مغادرة جنازة الراحل الجرّاح المعروف الدكتور بن فرحات الذي غادرنا أمس ، و ذلك بمنطقة هرقلة (30 كلم تقريبا عن منزل الدكتور منصف بالقنطاوي) صُحبة شقيقه مخلص و حرمه ، هاجمتهم العناصر المأجورة للسلطات التي يبدو أنّ الوالي و المعتمد و مسؤولي حزب بن علي أعدّوهم للدكتور المرزوقي فور مغادرته منزله قبل ذلك بوقت لحضور الجنازة . و كالعادة نفّذت الميلشيا المأجورة تعليمات الحُكم بتوجيه شتّى نعوت التخوين للدكتور المرزوقي و إتهامه بالعمالة لأمريكا و إسرائيل و ذلك تحت حماية عدد كبير من أعوان البوليس . . كان كلّ هذا على مقربة من الجنازة و على مرأى و مسمع من الحاضرين الذين وقفوا مرّة أخرى على ما بلغه هذا النظام من عجز على مواجهة الرأي المُخالف بغير محاولة التهجّم على حُرمة شرفاء الوطن و على حُرمة الموت أيضا ! و ليت الأمر إقتصر على الشتم و السُباب و لكنّ المجموعة المأجورة توجّهت بعد ذلك و عند إمتطاء رئيس حزب المؤتمر و مُرافقيْه للسيارة قاصدين طريق العودة إلى البيت ، إلى وسيلة أخرى من وسائل الإعتداء حيث رموا الدكتور المرزوقي و ُمرافقيْه بالبيْض . . نعم بالبيض الذي أحضرت السلطات طبعا كميات هامّة للمجموعة لرميه على الدكتور المرزوقي ! لتصحبهم بعد ذلك سيارات أمنية عديدة في طريق العودة إلى المنزل . . فما أعظم ما بلغه والي سوسة و معتمديه و من ورائه بن علي و وزرائه ، من عبقريّة و بُعد نظر و حكمة عالية و تحضّر في الردّ على رجل يُخاطب الناس بالفكر و العقل و الوطنية العالية ، فصاروا لا يردّون عليه سوى بتأجير الميلشيات للتهجّم عليه و رميه بالبيْض . . البيض الذي هو تماما في حجم عقولهم التي تحسب خائبة أنّ حالة المدّ الرافض التي بدأت تسري في تونس ضدّ الدكتاتورية ستُسكِتها وسائلهم السخيفة هذه و تلك !