في شجاعة و بسالة و رباطة جأش و ابتسامة على المحيا و بنطق الشهادتين انتقل الرئيس البطل صدام حسين الى جوار ربه شهيدا للامة العربية و الاسلامية في أول أيام عيد الاضحى المبارك فاصبح بذلك رمزا للمقاومة الحرة الكريمة الابية في وجه الاحتلال وعملائه في العراق من الذين جاوؤا على متن الدبابات الامريكية والفارسية ك...والصدر الذي ارتدت زمرته الاقنعة السوداء وارتعدت فرائصها وهى تنفذ جريمتها النكراء في حق بطل العراق ورمز عزته وكرامته ووحدته الوطنية واستقراره و نهضته خوفا من حكم التاريخ و حكم البواسل الشرفاء الوطنيين عليها ... هؤلاء البواسل الذين يحملون في قلوبهم حبا و عشقا للعراق وحدة واحدة لا يعرفون و لا يعترفون بالطائفية و لا بالمذهبية و بمختلف بذور الفرقة الاخرى التي يحاول الاحتلال زرع بذرتها و ربما نجح في ذلك من خلال فرق الخطف و الموت التي أسسها البعض المريض بداء الطائفية لقتل كل نفس تنادي بتحرير العراق من براثن الاحتلال ..بل ذبح الاطفال والنساء والشيوخ على حد سواء حتى لا تقوم للعراق قامة ... و قتل كل نفس تعشق العراق أرضا واحدة ذات سيادة و علم عراقي واحد يستظل بظله كل العراقيين بمختلف مذاهبهم و قومياتهم و دياناتهم . كعادته دائما و ابدا ... عاش "صدام حسين " بعزة و انفة و مات مرفوع الرأس في كنفها كذلك ... لم يعرف الخوف الى قلبه طريقا بخلاف ما صرح به .. " موفق الربيعي " المحتمي بالقوات الامريكية في المنطقة الخضراء .... رأيناه و نحمد الله على ذلك بالصورة و الصوت متماسكا شامخا هادئا راضيا بقضاء الله و قدره قبل ان يتدلى من حبل المشنقة و حوله العملاء ..وهم يصرخون باعلى اصواتهم بكلمات المذهبية المريضة التي عشعشت في نفوسهم والتي تحمل دلالات الانتقام والثأر من رجل رفض الهروب بعد سقوط بغداد بل مكث فوق ارضه يستنشق نسيم وطنه العليل ويقاوم مع احرار العراق الاحتلال .. الغاشم حتى قبض عليه بفعل فاعل ...مقابل حفنة من الدولارات ... و رأيناه قويا منتصب الهامة يرفع صوته عاليا مدويا امام ما سموا بالقضاة في المحكمة التي شكلها الحاكم الامريكي ..والتي كان حكم الاعدام ..صادرا قبل عقد أول جلسة من جلساتها المضحكة ...فالمحكمة كانت مجرد مسرحية مؤلفها ومخرجها وراعيها هي امريكا التي تكن البغض و الكراهية للرئيس صدام و الممثلين فيها هم ... الذين لا يجري في عروقهم الدم العراقي الحر النظيف بل دم ملوث ..بالطائفية القاتلة ... فكيف لمتهم وراء قضبان الاحتلال ان يحاكم بنزاهة و شفافية وعدل ؟!! ... و كيف لمحكمة يديرها قضاة هم دمى في يد ... ان تصدر حكما عادلا في حق متهم لم يركع يوما لتعليمات الادارة الامريكية بل واجهها بكل شجاعة و عزة نفس ؟!! ... و كيف لمحامي المتهم ان يقدموا مرافعاتهم للدفاع عن المتهم و هم بشكل يومي يواجهون بالتهديد و الوعيد بالقول و الفعل فما كان من البعض الا الانسحاب من مهمته النبيلة و البعض الآخر أغتيل ليكون عبرة من وجهة النظرالطائفية المريضة لغيره من المحاميين ... و الحالة هذه فان اعدام الرئيس صدام حسين هو اعدام سياسي مخطط له في كواليس البيت الابيض منذ اعلان الادارة الامريكية الحرب على العراق و تبقى المحكمة مجرد مهزلة صورية تذكرنا بمحكمة ايطاليا الفاشية في ليبيا في عام 1931 م التي اعدمت شيخ المجاهدين و الشهداء عمر المختار شنقا حتى الموت فما اشبه البارحة باليوم . اعدم الرئيس صدام في مشهد اقشعرت الابدان لرؤيته والامة الاسلامية في مختلف اصقاع المعمورة تحتفل بأول أيام عيد الاضحى المبارك ... جاء المشهد الامريكي المالكي استخفافا بمشاعر المسلمين و شعائرهم ... مشهد همجي رفع " صدام " درجات في سلم التضحية والجهاد والكبرياء والكرامة والشجاعة في نفوس العرب و المسلمين و اسقط جلاديه في مزبلة التاريخ لكن ما يؤلم النفس هو سكوت الحكام العرب عن البوح بكلمة مواساة لعائلة الفقيد و بكلمة حق في وجه الغطرسة .. الهمجية التي لا تعير اهتماما لطقوسنا و مناسبتنا الدينية و مرغت كرامة الامة الاسلامية في التراب ببرودة وجه ليست بغريبة عليها في الوقت الذي ادانت واستنكرت فيه بعض الدول الاوروبية والمنظمات الدولية لحقوق الانسان هذا الجرم .. الذي سيؤدي من وجهة نظرها الى صب الزيت على النار في العراق ... و هذا السكوت العربي المخزي هو الذي دفع امريكا ان تسرح وتمرح في الارض العربية كيفما تشاء ... تقيل حكومات و تشكل أخرى و تزكي حكومات وتحمر عيناها في وجه أخرى وفق مصلحتها و رؤيتها الاستراتيجية الصرفة ... و السؤال الذي يعتصر الفؤاد له متى يتحرك الشارع العربي ليجرف من امامه كل ..الجبناء ... و يحرر كل حبة تراب دنست باقدام المحتلين..؟ اعدم " صدام " وانتهت حياته لكنه لازال حيا في قلوب الملايين من العرب و المسلمين يمثل كرامة الامة وشموخها و رمز مقاومتها التي لن تنطفئ شعلتها الحرة العفيفة في العراق حتى يحرر العراق ويهرب الاحتلال* ... كل العام وانت يا " صدام " حي في قلوب احرارالعرب والعالم وعيد سعيد في جنات الخلد والخزي والعار للجبناء في العراق والعالم العربي . *ملاحظة : تم ادخال بعض التعديلات البسيطة على المقال أو حذف بعض الألفاظ وذلك نزولا عند مقتضيات النشر-ملاحظة الوسط التونسية. المصدر : مراسلة خاصة من الكاتب الناير اليعقوبي للوسط التونسية