حذرت وزير الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس من أن بلادها ربما تتخذ إجراءات خارج إطار مجلس الأمن الدولي، لإجبار إيران على وقف برنامجها النووي. وقالت رايس في مقابلة مع محطة "CBS " التلفزيونية الأميركية إن بلادها ما زالت تراهن على عدد من الخيارات الدبلوماسية داخل مجلس الأمن، لكنها أكدت أنه في حال عجز المجلس عن التحرك بسرعة فإن واشنطن وحلفاءها لا يمكن أن ينتظروا إلى ما لا نهاية. وشددت الوزيرة على أن واشنطن ترى أن قرارا جديدا سيزيد الضغط على طهران إذا تضمن الاشارة إلى عقوبات بموجب الفصل السابع لميثاق الأممالمتحدة. وذكرت أن مصداقية المجتمع الدولي على المحك، معتبرة أن إيران لا تريد أن يصل ملفها إلى مجلس الأمن لأنها تخشى اتخاذ إجراءات ملزمة يمكن أن تزيد من عزلتها. واتهمت رايس طهران بممارسة ما سمته الألاعيب، وقالت إن عليها أن تتوقف عن ذلك وأن تقبل مطالب الأسرة الدولية. الموقف الإيراني وفي المقابل أكد المسؤول الإيراني المكلف الملف النووي علي لاريجاني أنه لا يمكن إجبار بلاده على وقف برنامجها النووي، مشددا على أن طهران سترفض أي قرار من مجلس الأمن يطالبها بتجميد نشاطاتها النووية. وقال لاريجاني في كلمة أمام مجموعة من الطلاب الجامعيين في العاصمة إن بلاده لن تقبل بأي قرار قسري لأنها مصممة على المضي قدما في مساعيها لامتلاك التكنولوجيا النووية لأغراض مدنية، وليس لإنتاج الأسلحة كما تزعم الولاياتالمتحدة. وأضاف أن الجمهورية الإسلامية مستعدة لكافة السيناريوهات بما فيها المواجهة العسكرية، وهي جاهزة للرد بقوة في حال تعرضها لأي هجوم. ورغم أن لاريجاني أكد أن عمليات التخصيب ليست خاضعة للتفاوض، إلا أنه قال إن بلاده مستعدة لبناء الثقة وهي مستعدة للتعاون الكامل مع وكالة الطاقة الذرية إذا أعيد إليها ملف إيران النووي. وأكد أن اقتراح موسكو بخصوص تخصيب اليورانيوم الإيراني في منشآت روسية، لا يزال على طاولة البحث. وفي هذا الإطار توقع محمد سعيدي نائب رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية تسوية جميع المشاكل التي تضمنها تقرير المدير العام للوكالة الدولية محمد البرادعي إلى مجلس الأمن "إذا غيروا قرارهم واختاروا سبيل الحكمة وأعيد الملف إلى الوكالة". وسيعقد مسؤولو خارجية الدول الدائمة العضوية بالمجلس إضافة لألمانيا اجتماعا في باريس الثلاثاء المقبل لبحث الملف على ضوء التقرير الذي قدمه البرادعي الجمعة الماضية. وستستكمل تلك المحادثات في اجتماع لوزراء خارجية الدول الست بنيويورك في التاسع من مايو/أيار.