صبيحة يوم السبت 29 افريل لم يكن يوما عاديا في حياة تلاميذ معهد 9 افريل الواقع بقلب مدينة صفاقس فقد تم العثور على جثة تلميذ ملقاة فوق سطح المعهد والدماء تنزف من رأسه. وبتحولنا الى مكان الواقعة لاحظنا جموعا غفيرة من تلاميذ المعهد الثانوي 9 افريل وقد خيم على وجوههم الحزن العميق فالصدمة كانت عنيفة جدا على قلوب زملاء الضحية البالغ من العمر حوالي سبعة عشر عاما والذي يدرس بالسنة الثالثة ثانوي السادسة بالنظام القديم والذي تحدث عنه زملاؤه ممن التقيناهم امام باب المعهد قائلين: الهالك معروف بدماثة اخلاقه وحسن سيرته وسلوكه وبنبوغه الدراسي فهو من الاوائل في قسمه لم يرسب ولو مرة واحدة غير أننا نجهل الاسباب الحقيقية الذي دفعته الى وضع حد لحياته في صبيحة هذا اليوم. ويواصل تلميذ آخر حديثه الينا قائلا: يبدو أن الضحية اقدم على الانتحار صبيحة اليوم قبل الساعة الثامنة فقد رأيته صحبة زملائي عشية يوم أمس ولم نلاحظ عليه البتة اي تصرف غريب او ما يبعث على الشك في انه عازم على وضع حد لحياته فقد علمنا أنه القى بنفسه من فوق سطح العمارة الملاصقة للمعهد والتي تبلغ المسافة الفاصلة بينها وبين المعهد حوالي 10 امتار وقد تفطن اليه احد متساكني العمارة الذي بصعوده فوق السطح للتخلص من المياه الراكدة جراء تهاطل الامطار على مدينة صفاقس طيلة الليلة السابقة للواقعة فوجئ بتلميذ ملقى على سطح المعهد غارقا في دمائه. فسارع بابلاغ إدارة المعهد التي سارعت بدورها بابلاغ اعوان فرقة الشرطة العدلية بصفاقسالمدينة الذين تعهدوا بالبحث في ملابسات الحادثة . من جانب اخر لاحظنا وجود ثلاث سيارات اسعاف ورابعة للحماية المدنية وسيارة للانعاش الطبي راسية امام المعهد الثانوي قصد اسعاف حوالي 80 تلميذة اصبن بحالات اغماء إثر تلقي خبر وفاة زميلهن.