سلم الرجل الثاني في المحاكم الاسلامية في الصومال الشيخ شريف شيخ احمد نفسه للسلطات الكينية بعد ثلاثة اسابيع من اندحار حركته امام القوات الاثيوبية والصومالية التي لا تزال مستهدفة في مقديشو حيث قتل اربعة مدنيين الاثنين. وبحسب مصادر دبلوماسية عديدة فان الشيخ شريف محتجز تحت حماية قوات الامن الكينية في فندق في نيروبي. واكد نائب رئيس الوزراء الصومالي حسين عيديد من جانبه لوكالة فرانس برس ان "شريف سلم نفسه للسلطات الكينية". وكان مسؤول في الشرطة الكينية طلب عدم كشف هويته قال في وقت سابق ان الشيخ شريف وثلاثة صوماليين اخرين يوجدون بين ايدي الشرطة واحتجزوا الاحد في مركز هولوغو الحدودي بين كينيا والصومال. وهو اول مسؤول كبير من المحاكم الاسلامية يسلم نفسه منذ هزيمة الميليشيات الاسلامية في نهاية كانون الاول/ديسمبر ومطلع كانون الثاني/يناير. ويعتبر الشيخ احمد معتدلا وكان رئيسا للمجلس التنفيذي اعلى هيئة في المحاكم الاسلامية التي كانت سيطرت على اجزاء واسعة من الصومال منذ الصيف الماضي وحتى نهاية 2006. ويعود آخر تصريح علني له الى 30 كانون الاول/ديسمبر حين دعا الصوماليين الى مقاومة "الغزاة الاثيوبيين" الذين كانوا على وشك الحاق الهزيمة بقواته. وتولى الشيخ شريف لفترة قيادة المحاكم الاسلامية قبل ان يصبح الرجل الثاني فيها في نهاية حزيران/يونيو 2006 بعد الشيخ حسن ظاهر عويس الذي تصفه الولاياتالمتحدة بالارهابي. ولا يزال عويس فارا. وكانت القوات الاثيوبية وقوات الحكومة الصومالية الانتقالية تمكنت في هجوم سريع استمر 12 يوما من دحر الاسلاميين الذين اختبأ معظمهم في جنوب الصومال المحاذي لكينيا التي اغلقت حدودها البرية مع الصومال منذ بداية كانون الثاني/يناير. وبحسب مصدر دبلوماسي في نيروبي فان الشيخ شريف يمكن ان يكون مفيدا في محاولة لجمع مختلف الفصائل الصومالية بهدف اجراء حوار تعتبره المجموعة الدولية هاما جدا في مساعيها لاخراج الصومال من 16 عاما من الحرب الاهلية. وتأتي هذه القراءة رغم اغلاق الحكومة الصومالية الانتقالية الاسبوع الماضي باب الحوار من خلال اقالة رئيس البرلمان شريف حسن شيخ عدن الذي يعتبر رابطا محتملا بين الاسلاميين المعتدلين والحكومة. والاثنين تباحث الرئيس الصومالي عبد الله يوسف احمد في مقديشو مع وزير الخارجية الاثيوبي سيوم ميسفين اول شخصية سياسية اثيوبية تزور العاصمة الصومالية منذ اندحار الاسلاميين. وقال مسؤول صومالي رفيع المستوى طلب عدم كشف هويته لوكالة فرانس برس "لقد بحثا القضايا الثنائية والامن الاقليمي والوضع السياسي الحالي في الصومال" مشيرا الى ان "تضحيات اثيوبيا من اجل جعل الصومال منطقة آمنة لا يمكن لاي متطرف ديني ان ينظم صفوفه فيها". غير ان القوات الاثيوبية والصومالية لا تزال تتعرض لهجمات في العاصمة الصومالية حيث تقول الحكومة انه لا يزال هناك ثلاثة آلاف اسلامي. والاثنين قتل ما لايقل عن اربعة مدنيين في تبادل لاطلاق النار مع جنود اثيوبيين وصوماليين نشب اثر عملية تمشيط استهدفت البحث عن اسلحة وتم خلالها توقيف شخصين. ونظمت هذه العملية بعد الهجوم الذي استهدف السبت قافلة عسكرية اثيوبية في العاصمة الصومالية واوقع قتيلا واحدا على الاقل بين المدنيين بحسب شهود.