يلتقى الرئيس المصرى حسني مبارك فى القاهرة اليوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس لبحث «الوضع المتأزم في الساحة الفلسطينية وكيفية وأد الفتنة بين حركتي فتح وحماس والبحث عن مخرج للفلتان الأمني حتى لا يظل الصراع متفجراً»، فيما كشف المستشار السياسي للرئيس المصري أسامة الباز «أن حركة حماس طرحت إمكان الاعتراف بإسرائيل في حال جلست مع أعضاء الحركة الى طاولة واحدة». ومن المفترض أن يكون عباس وصل الى القاهرة مساء أمس في زيارة قصيرة آتياً من أديس أبابا واجتمع مع رئيس الاستخبارات الوزير عمر سليمان على أن يجتمع مع مبارك اليوم. وشدد مصدر مصري مطلع تحدث ل «الحياة» على ضرورة «حدوث توافق بين القيادات الكبيرة فى الحركتين حتى يلتزم الجميع تهدئة تقود إلى توافق داخلي واتفاق مبدئي على حقن الدماء ولملمة الأمور ومنع حدوث انفجار»، محملاً «الحركتين معاً مسؤولية التصعيد الجاري في الأراضي الفلسطينية». وأشار إلى أن «الأمور لم تنضج بعد ولم تعالج من الجذور، فما زالت هناك خلافات لذلك يصعب الإعلان عن مشروع حل شامل سياسي وأمني واقتصادي يلتزم به الجميع»، مطالباً «بتوقيع اتفاق جزئي يعيد للشارع الفلسطيني استقراره ويخرجه من دوامة الاقتتال التى تهدد القضية الفلسطينية برمتها». من جانبه، قال مصدر آخر «إن مدير الاستخبارات على اتصال مستمر بقيادات الحركتين»، مشيراً إلى أنه «يجري اتصالات مستمرة بالوفد الأمني المصري فى غزة لاستعراض تطورات الموقف وتوجيهه بكيفية التحرك»، موضحاً أن «الأجواء الآن أصبحت ممهدة لعقد اتفاق بين الحركتين بعدما توافقا على المبادرة المصرية لوقف التصعيد فى الأراضى الفلسطينية». وأضاف «أن الفريقين كانا رافضين الجلوس سوياً، إذ أن الثقة بينهما باتت مفقودة لكن الوفد المصري برئاسة اللواء برهان حماد جلس مع الطرفين، كل على حدة، حتى ساعة متقدمة من مساء أول من أمس ونجح في إقناعهما بضرورة الاجتماع والتوقيع على اتفاق يهدف بالأساس إلى حقن الدماء ونزع فتيل الأزمة والبدء الفوري فى حوار وطني»، مشيراً إلى أن «القيادي في حركة فتح روحي فتوح سيرأس ممثلي حركته في الحوار بينما سيمثل إسماعيل هنية الحكومة وحركة حماس معاً». من جانب آخر، قال المستشار السياسي للرئيس المصري أسامة الباز، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، «إن حماس عندما طالبتها اللجنة الرباعية بالاعتراف بإسرائيل قالت: كيف نعترف بإسرائيل وهي لا تجلس معنا الى طاولة المفاوضات وهم لا يعترفون بنا؟، ونحن يمكن أن نفكر في ذلك عندما تجلس معنا إسرائيل الى طاولة واحدة»، مضيفاً أنه «عندما حضر أعضاء «حماس» الى القاهرة قالوا إن الحركة مستعدة لفكرة مد الهدنة».