دعا علماء مسلمون ورئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية الثلاثاء 6-2-2007 إلى التعبئة ضد اشغال تقوم بها إسرائيل قرب أحد مداخل باحة المسجد الأقصى, مؤكدين أنها تهدد أساسات الموقع. وذكرت إدارة الوقف الإسلامي أن الأشغال التي تقوم بها إدارة الآثار تحت حماية مشددة من الشرطة, تهدد أساسات الحرم القدسي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. وذكر مصور الوكالة الفرنسية في المكان أن ثلاث جرافات إسرائيلية بدأت تجريف التل الصغير الواقع عند باب المغاربة أحد أبواب البلدة القديمة والمؤدية إلى الحرم القدسي وإلى حائط المبكى الذي يقدسه اليهود. وقالت إدارة الوقف إن قاعتين ملحقتين بالمسجد تقعان تحت التل الذي تهدد إزالته أساسات المسجد الأقصى. أما السلطات الإسرائيلية فتؤكد أن الأشغال تهدف إلى تدعيم جسر خشبي تضرر خلال عاصفة ثلجية منذ سنتين. ووجه الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين ورئيس المجلس الاعلى للقضاء الشرعي فيها, اليوم نداء للفلسطينيين للتجمع في باحة المسجد الاقصى في القدس للاحتجاج على هذه الاشغال. واكد الشيخ التميمي ان الجرافات الاسرائيلية في طريقها الى ساحة المسجد الاقصى, موضحا ان هذه الجرافات ستقوم بإزالة تل يقع عند باب المغاربة احد ابواب القدس العتيقة الموصلة الى ساحة المسجد الاقصى. ووجه الشيخ التيميمي نداء الى الشعب الفلسطيني "للتوجه فورا الى المسجد الاقصى لحمايته" من جرافات الاحتلال الاسرائيلي التي قال إنها تتوجه نحو باب المغاربة. كما ناشد التميمي العالم الإسلامي "التحرك بسرعة لانقاذ المسجد الاقصى". من جهته, دعا رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية الثلاثاء الشعب الفلسطيني الى ان يهب لحماية المسجد الاقصى الذي يتعرض "للتهويد". وقال هنية لدى مغادرته غزة الى مكةالمكرمة للصحافيين "ان نداءنا الى كل ابناء شعبنا الفلسطيني ان يتوحدو ويهبوا هبة رجل لحماية المسجد الاقصى والمقدسات على الارض الفلسطينية المباركة". وقال هنية "ونحن نتوجه الى مكةالمكرمة تتوجه جرافات الاحتلال لتهدم سورا بقرابة باب المغاربة", مؤكدا ان "معركة هذا الشعب والامة مع الاحتلال الاسرائيلي الذي ما زال مستمرا في عدوانه ومسه المباشر للمسجد الاقصى". وأكد أن "معركة الشعب الفلسطيني ليست داخلية انما هي مع الاحتلال الذي يستمر في عدوانه وتهويده للقدس وحفرياته". وفي غزة توعدت كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح برد "قاس" على "الاعتداءات" الاسرائيلية على المسجد الاقصى وهددت "بتسديد ضربات صاروخية ونوعية للمحتل الغاصب". وقال شهود عيان إن الشرطة الاسرائيلية انتشرت بكثافة في القدس لتفادي حصول اي اضطرابات. واضافوا أن جرافة واحدة وصلت عند باب المغاربة. وقررت السلطات الإسرائيلية الاحد تحديد عدد الداخلين الى المسجد الاقصى تفاديا لحصول احتجاجات على اعمال البناء هذه. ولم يسجل أي حادث رغم النداءات الى التعبئة بينما تجمع عشرات الفلسطينيين قرب باب المغاربة, وبينهم زعيم الحركة الإسلامية في إسرائيل الشيخ رائد صلاح. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن مجلس الافتاء الأعلى اعرب عن خشيته من ان "تقوم سلطات الاحتلال بتنفيذ مخططها بهدم جزء من باب المغاربة مستغلة اجواء الاحتقان في الساحة الفلسطينية واتجاه الانظار الى لقاء مكة" بين فتح وحماس. واضافت الوكالة ان "قوات الاحتلال الاسرائيلي ارجأت هدم هذا الجزء من باب المغاربة امس الاول بسبب سوء الاحوال الجوية". وكانت الانتفاضة الفلسطينية الثانية اندلعت في سبتمبر/ايلول 2000 بعد زيارة قام بها رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ارييل شارون لباحة المسجد الاقصى. وحذر الاردن في اليوم ذاته من اي مساس بالمواقع الاسلامية منددا بمساعي اسرائيل. وحذر العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني من "اي مساس بالمقدسات الاسلامية" في القدس. وعبر عن ادانته المحاولات الاسرائيلية التي "تستهدف تغيير طبيعة هذه الاماكن وطمس معالمها الاسلامية" في اشارة الى المسجد الاقصى.