شكلت زيارة وزير التجارة والصناعات التقليدية التونسي منذر الزنايدي إلى طهران يرافقه وفد من رجال الأعمال، خطوة متقدمة في مسار تعزيز العلاقات التجارية والصناعية التونسية - الإيرانية. وأسفرت الزيارة عن التوقيع على اتفاق لتسهيل الإجراءات الجمركية، وخفض الضرائب المفروضة على المنتجات المُصنَعة في البلدين. وذكرت إحصاءات تونسية أن حجم الصادرات التونسية إلى إيران، ارتفع العام الماضي إلى أكثر من 81 مليون دينار (نحو 60 مليون دولار). وبحث الزنايدي مع رئيس غرفة التجارة والصناعة والمناجم في طهران علي خموشي، فرص الاستثمار وتنشيط العلاقات بين رجال الأعمال في البلدين. وسبقت زيارة الزنايدي إلى إيران، زيارتان استكشافيتان قام بهما وفد إيراني الى تونس، وتونسي إلى طهران السنة الماضية، بغية تكثيف العلاقات التجارية والاستثمارية الثنائية. كما قام رئيس جمعية المصدرين التونسيين الوزير السابق صادق بن جمعة السنة الفائتة بزيارة إلى إيران على رأس وفد من رجال الأعمال والصناعيين. وخصصت زيارة العمل، الأولى من نوعها لبحث إمكانات تطوير التعاون في المجالين الصناعي والسياحي. وزار الوفد طهران ومحافظة مازندران الشمالية المطلة على بحر قزوين للبحث في الاستفادة من خبرة الإيرانيين في مجال تصنيع السيارات، إضافة إلى المبادلات التجارية. وأعلنت إيران في اختتام الزيارة، أنها فتحت خط اعتماد قيمته 25 مليون يورو وضعته في تصرف رجال الأعمال في البلدين، من خلال مصرف تنمية الصادرات الإيراني لتمويل مشاريع اقتصادية مشتركة. وارتفع حجم المبادلات الثنائية في السنوات الأخيرة، بعد استئناف العلاقات الديبلوماسية بين البلدين في أواخر ثمانينات القرن الماضي، والتي كانت مقطوعة في السابق لأسباب سياسية. وقبل أسابيع من زيارة الوفد التونسي الذي ترأسه جمعة إلى إيران، زار رئيس منظمة التجارة الإيرانية غلام رضا عزيزي، تونس على رأس وفد من رجال الأعمال، وأسفرت الزيادة عن الاتفاق على إقامة مكتب تجاري إيراني في تونس، سيفتح أبوابه قريباً لتنشيط المبادلات الثنائية، وتأمين بنك معلومات للجانبين. وأوضح بن جمعة أنه اتفق مع الإيرانيين على إقامة معرض للمنتجات التونسية في طهران في وقت قريب. في المقابل، تبدأ شركة تونسية - إيرانية إرسال أولى شحناتها من الورود والنباتات ومشاتل الكيوي إلى تونس قريباً، تنفيذاً لاتفاق سابق في هذا المجال. كذلك تنطلق صادرات المعدات الصحية الإيرانية إلى تونس قريباً تنفيذاً لصفقة سابقة قدرت قيمتها بخمسة ملايين يورو، فيما يستعد مصنع الكابلات في محافظة مازندران لتصدير أولى شحناته الى تونس هذه السنة. وفي سياق متصل باشر رجل أعمال تونسي إنشاء مصنع للبلور في إيران، يعتمد على استثمارات إيرانية وخبرة تقنية تونسية. ورجحت مصادر مطلعة، أن تتوصل شركتا الطيران التونسيةوالإيرانية إلى اتفاق لتسيير رحلات مباشرة، بعد البروتوكول الذي وقعه وزير النقل التونسي عبدالرحيم الزواري خلال زيارته طهران في أيار (مايو) الماضي.