اعتبر نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني بعد يوم من عدم استبعاده للخيار العسكري في التعامل مع الملف النووي الايراني على أن المواجهة العسكرية مع طهران «أهون» وأقلّ خطرا من امتلاكها للسلاح النووي، فيما كشفت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أمس عن أن إسرائيل طلبت اذنا اميركيا لمهاجمة ايران من الاجواء العراقية التي تسيطر عليها الولاياتالمتحدة. وجدد تشيني، دعمه لأي تسوية دبلوماسية للأزمة الإيرانية، لكنه وردا على اصرار إيران مواصلة برنامجها النووي، قال محذرا إن «كل الخيارات تبقى مطروحة بغية منع حدوث الخطأ الفادح بالسماح لإيران باقتناء السلاح النووي». وأكد في سيدني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الاسترالي جون هاورد على ما نقلته صحيفة «ويك اند استراليان» الأسترالية بأن «تشيني وافق على اقتراح السناتور الجمهوري الأميركي جون مكين، الذي اعتبر أن الشيء الوحيد الأسوأ من حدوث مواجهة عسكرية مع إيران، هو أن يصبح هذا البلد مسلحا نوويا»، لافتا إلى أن «واشنطن وحلفاءها لن يسمحوا بذلك». ونقلت امس صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية عن مصادر اسرائيلية قولها إن «إسرائيل تنتظر ضوءا اخضر من الولاياتالمتحدة للتحليق فوق العراق بغية مهاجمة منشآت نووية ايرانية». وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الاسرائيلية للصحيفة إن «ثمة مفاوضات تجري حول امكانية أن يوفر التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة في العراق ممرا جويا فوق الاراضي العراقية إن قررت اسرائيل القيام بتحرك أحادي الجانب». وأضاف «إننا نستعد لأي احتمال. فاذا لم نتفق على بعض المسائل الحيوية فاننا قد نجد انفسنا في وضع حيث قد تهاجم طائرات أميركية واسرائيلية بعضها البعض». وقال ضابط اسرائيلي مشارك في هذه الخطط للصحيفة إن «الطريقة الوحيدة لضرب إيران هي عبر التحليق في المجال الجوي الذي تسيطر عليه الولاياتالمتحدة الأميركية فوق العراق».وصرح مسؤول اسرائيلي آخر، يتعاون مع اللجنة الاستراتيجية المكلفة المسألة الايرانية برئاسة رئيس الوزراء ايهود اولمرت ان «الجهد المبذول غير مسبوقة في تاريخ اسرائيل». ونفى نائب وزير الدفاع الاسرائيلي افراييم سنيه في حديث للاذاعة الإسرائيلية العامة «أن تكون اسرائيل تقدمت بطلب إلى الادارة الأميركية» لتحليق طائراتها الحربية في الاجواء العراقية، إلا انه استدرك بالقول أن «هذا التقرير الصحافي يأتي ضمن جهود مصادر دولية ترغب في تجنب التعامل مباشرة مع ايران، وتخترع تقارير تزعم اننا نرغب في مهاجمة إيران من أجل تجنيبهم المسؤولية والقائها على كاهلنا بالكامل». وبشأن مواصلة الجهود الدبلوماسية الأميركية لبناء موقف دولي موحد من الازمة النووية الإيرانية، أعربت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس عن املها في أن «توافق روسيا على قرار ثان يشدد العقوبات المفروضة على ايران بسبب رفضها تعليق انشطتها النووية». وفي المقابل، واصلت إيران جولاتها الدبلوماسية المضادة، حيث زار وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي البحرين. واجتمع مع نظيره البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة مستعرضا معه مجمل التطورات والأوضاع على الساحتين الاقليمية والدولية ومستجدات الملف النووي الإيراني. وفي وقت سابق، تدارس متقي في اتصال هاتفي مع نظيره الصيني لى تشاو تشينغ ملف إيران النووي. وأكد تشينغ خلال الاتصال على ان «بكين ترى ضرورة تسوية ملف ايران النووى سلميا»، مشددا على «أهمية استمرار الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى حل لهذه المسألة».