قرر قاضي التحقيق في ولاية قسنطينية شرق الجزائر حبس 19 شخصاً، بينهم فرنسي وتونسيان، بتهمة محاولة تهريب أسلحة يشتبه في أنها لحساب «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، فيما أعلنت السلطات تفكيك خلية تابعة للتنظيم كانت مهمتها «الدعم والإسناد» خلال اعتداءات «الثلثاء الأسود»، التي نفذت بسيارات مفخخة مطلع الشهر واستهدفت مراكز الأمن والدرك الوطني في ولايتي بومرداس وتيزي وزو. وأمر القاضي بسجن المتهمين ال 19 بتهمة محاولة إدخال 117 بندقية صيد «بطريق غير مشروعة» عبر ميناء سكيكدة (360 كلم شرق الجزائر) قبل أيام، كما قرر وضع ثمانية آخرين رهن الرقابة القضائية حتى انتهاء التحقيقات. وتعتقد السلطات بوجود علاقة بين المتهمين وجماعات إسلامية مسلحة. وشمل قرار الحبس الفرنسي آلان رفاييل روجيه والتونسيين قهلس محمد وتيري مختار. وتعتبر هذه العملية الأهم بين محاولات تهريب الأسلحة إلى الجزائر منذ محاولة «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» في آذار (مارس) 2004 نقل أسلحة وذخيرة عبر الحدود مع مالي، وانتهت هذه المحاولة بتدمير الشاحنات التي كانت تنقل الأسلحة. وتنشط شبكات تهريب السلاح شرق البلاد. وضاعفت السلطات العقوبات على مهربي الأسلحة، بعدما كشفت ارتباط بعضهم بجماعات إسلامية مسلحة. في غضون ذلك، بدأ تنظيم «القاعدة» حملة ضغط على أجهزة الأمن، بإنذارات كاذبة بوجود قنابل موقوتة في عدد من أبرز أحياء العاصمة الجزائرية، بهدف إثارة الرعب والفزع بين السكان. وتنشر الصحف الجزائرية طيلة الأسبوع الماضي معلومات عن تفكيك قوات الأمن قنابل ومتفجرات توضع في أكياس في شوارع وأحياء مزدحمة وسط العاصمة. لكن مسؤول الاتصال في أمن ولاية الجزائر خاوة محمود أوضح أمس أن هذه المعلومات «غير صحيحة». وأكد أن تحركات الشرطة تمت بناء على «بلاغات كاذبة» مجهولة المصدر، مشيراً إلى أن وجود قوات الأمن ونصبها حواجز في هذه المناطق «يدخل في إطار الإجراءات الوقائية العادية التي تفرض إقامة طوق أمني حول الأجسام المشبوهة لإمهال تقنيي فرق العمليات والتنسيق لتفكيكها». ويحاول تنظيم «القاعدة» على الأرجح استفزاز مصالح الأمن وإزعاجها ووضعها تحت ضغط، للتأثير في سير التحقيقات في تفجيرات «الثلثاء الأسود» التي تبناها التنظيم. وفي هذا السياق، أعلنت أجهزة الأمن أنها أوقفت شبكة «دعم وإسناد» تابعة لتنظيم «القاعدة» اشتركت في الاعتداءات على مراكز الشرطة في بومرداس وتيزي وزو. وقالت في بيان إنها أوقفت 8 متهمين، بينهم أربعة من مواليد برج منايل القريبة من بومرداس، واثنان من الجزائر العاصمة، وآخر من تيزي وزو، وثامن من بومرداس. وأشار البيان إلى أن المتهمين أحيلوا على المدعي العام في محكمة عزازقة، وقرر وضعهم رهن الحبس الموقت، بتهم «الانخراط في جماعة إرهابية، والمشاركة في صنع متفجرات، والاغتيال، ومحاولة الاغتيال، والتخريب المتعمد لمبان عمومية وأملاك خاصة».