استبعد ديبلوماسي فرنسي امكانية أن تؤثر التغييرات المحتملة في رئاسة فرنسا علي السياسة الفرنسية الهادفة الي دعم وتعزيز التعاون مع دول الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط. وقال سارج ديجالي سفير فرنسا لدي تونس خلال مؤتمر صحافي عقده امس الثلاثاء بتونس العاصمة، انه بغض النظر عن اللون السياسي للرئاسة الفرنسية الذي قد تفرزه نتائج الانتخابات الرئاسية الفرنسية خلال شهر نيسان/ابريل المقبل، فان باريس لن تغير سياستها تجاه الشركاء في المنطقة المتوسطية. وأضاف أن تعاون فرنسا مع دول جنوب البحر المتوسط،سيتواصل بنفس الوتيرة،ومن ضمنها تونس شريكنا الرئيسي في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، الذي تربطنا به علاقات متميزة. ولم يتردد السفير الفرنسي في وصف بلاده وتونس ب المحركين الأساسين في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، وقال ان فرنسا تسعي الي تعزيز تعاونها مع تونس خلال العام الجاري ليشمل مختلف الميادين، وخاصة منها السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية. وقال ان تعاوننا مع تونس سيشمل مجالات عديدة خلال العام المقبل منها مساهمتنا في مشاريع كبري مثل مشروع تبرورة البيئي في محافظة صفاقس الواقعة علي بعد 270 كيلومترا جنوبتونس العاصمة. وكانت العلاقات التونسية الفرنسية قد تحسنت كثيرا منذ وصول الرئيس جاك شيراك الي سدة الحكم، حيث أظهرت احصاءات حديثة صادرة عن غرفة التجارة والصناعة التونسية الفرنسية أن حجم الاستثمارات الفرنسية بتونس ارتفع خلال العام الماضي بنسبة 44 بالمئة بالمقارنة مع النتائج المسجلة عام 2005، لتستقر في حدود 80 مليون يورو. كما أظهرت أن الفرنسيين حافظوا علي المركز الأول علي مستوي المبادلات التجارية مع تونس،حيث بلغ حجمها العام الماضي نحو مليار يورو، بينما تجاوز حجم المساعدات الفرنسية لتونس 100 مليون يورو سنويا. الي ذلك،امتنع السفير الفرنسي التعليق علي الهجوم المسلح الذي استهدف أمس الاول سياح فرنسيين في السعودية، وقلّل بالمقابل من شأن تراجع علاقات بلاده التجارية مع تونس لفائدة بعض العواصم الخليجية. وقال ان الحضور الخليجي مهم في تونس، ولكن ذلك لا يقلل من الأهمية التي تتمتع بها تونس لدي الفرنسيين والدليل أن شركة اتصالات فرنسية كادت أن تفوز بصفقة شراء حصة من اتصالات تونس . وكانت شركة ديجيكوم الاماراتية قد فازت بصفقة شراء 35 بالمئة من رأسمال مؤسسة اتصالات تونس علي حساب مؤسسة فيفندي الفرنسية بصفقة تجاوزت 2.2 مليار دولار. يشار الي أن الاستثمارات الاماراتية أضحت بهذه الصفقة تحتل المرتبة الأولي بين الاستثمارات العربية في تونس، متقدمة بذلك للمرة الأولي علي الاستثمارات الكويتية، حيث تدفقت الاستثمارات الاماراتية خلال العام الماضي علي تونس بشكل ملحوظ، وشملت مجالات العقارات والاتصالات والسياحة.