يُشكّل اعتقال أجهزة الأمن المغربية المطلوب الرقم واحد في هجمات الدارالبيضاء الانتحارية سعد الحسيني، الثلثاء الماضي، إثر دهم مقهى في حي شعبي في المدينة كان يتردد عليه بهوية مزورة، مؤشراً إلى قرب اكتمال التحقيق في مدى علاقة تلك الهجمات التي أسفرت عن مقتل 45 شخصاً، بينهم أجانب، بتنظيمات مثل «الجماعة المغربية المقاتلة». وجاء هذا التطور في وقت يُتوقع أن يعود القيادي السابق في «الجماعة الإسلامية المقاتلة» الليبية نعمان بن عثمان اليوم إلى بلاده من بريطانيا بعد قضائه 18 سنة في المنفى. وتعول مصادر مطلعة على أن تؤدي افادات الحسيني إلى تفكيك لغز ارتباط تنظيم «السلفية الجهادية» في المغرب ب «الجماعة الإسلامية المقاتلة» التي برز اسمها في تفجيرات قطارات مدريد. ومعلوم أن القضاء المغربي دان عشرات من أتباع تيار «السلفية الجهادية» بالتورط في نشاطات إرهابية على خلفية تفجيرات الدارالبيضاء، لكن لم يدن أحد من هؤلاء بالتورط مباشرة في التفجيرات. وليس واضحاً مدى علاقة «الجماعة المقاتلة» المغربية ب «السلفية الجهادية». وأفادت مصادر أمنية مغربية أن الشخص المجهول الذي كشفت التحريات أنه كان يتردد على الأحياء الشعبية شمال الدارالبيضاء لاستقطاب الانتحاريين، واختفى مباشرة بعد الهجمات في 2003، قد يكون هو سعد الحسيني الذي سبق للسلطات المغربية أن وزعت صورته ضمن مطلوبين آخرين في حوادث ارتبطت بهدر دماء أبرياء على يد «أمير» تنظيم «التكفير والهجرة» ميلود زكريا، ودانته المحكمة وقتذاك بالسجن 20 سنة. وتردد بُعيد هجمات الدارالبيضاء أن متورطين مباشرين فيها على رأسهم كريم المجاطي (الذي قُتل في حادث إرهابي في السعودية قبل نحو سنتين) وسعد الحسيني وعبدالعزيز بن يعيش، فروا الى خارج البلاد، إلا أن تحريات مكّنت من اعتقال المطوب الأخير الذي تبيّن أنه تعمد ارتكاب مخالفة في تجارة المخدرات ليدخل الى السجن بهوية مزورة. وينظر الى سعد الحسيني بوصفه «صانع المتفجرات البدائية» التي استخدمها الانتحاريون في هجماتهم ضد أماكن سياحية ورموز دينية في الدارالبيضاء. ويُتوقع أن يكشف التحقيق معه الجوانب الغامضة في تلك التفجيرات، خصوصاً أن المشتبه الرقم واحد فيها مول السباط، بائع الأحذية، الذي وجّهت إليه أصابع الاتهام في تمويل الهجمات والإعداد اللوجستي لها، لم يتأت الاستماع الى كل إفاداته نتيجة وفاته بسكتة قلبية خلال نقله من فاس الى الدارالبيضاء.