عندما ينتقد المحللون تمدد نفوذ دولة كبرى، يشبهونها بالأخطبوط. لكن الأخطبوط طبق شهي يسيل لعاب كثيرين في البلدان المتوسطية. أهل جزيرة قرقنة في وسط تونس، وهي ثاني أكبر جزيرة بعد جربة، اختاروا أن يجتذبوا الزوار الى جزيرتهم بإقامة مهرجان لصيد الأخطبوط ومباريات في طبخ أشهى الأطباق المعتمدة عليه. واعترف مدير المهرجان الدكتور هادي بن اسماعيل ل «الحياة» بأن الهدف الرئيس من إطلاق المهرجان منذ ثمانية أعوام كان تحريك السياحة في الأرخبيل. وغادر غالبية السكان هذا الأرخبيل الى المدن الساحلية بسبب ضعف البنية الأساسية وبعد المسافة عن اليابسة التي يستغرق الوصول اليها ساعة بواسطة العبارات الرابطة بين قرقنة ومدينة صفاقس ثاني المدن التونسية. ويشتمل المهرجان الذي يستمر من 21 الى 24 من الشهر الجاري، على عروض فولكلورية وزيارات لمواقع تاريخية في الجزيرة التي كانت ساحة للصراع بين قرطاج وروما في عهد الفينيقيين ثم بين الأساطيل العربية والبيزنطية وأخيراً بين الإسبان والأتراك اعتباراً من القرن الخامس عشر الميلادي. ومن أهم المعالم الباقية في الجزيرة قلعتا «برج الحصار» و «برج مليتة» ومتحف العباسية. لكن الأخطبوط سيكون في قلب المهرجان من خلال مباريات في الطبخ يشارك فيها طباخون متخصصون وسيدات من الجزيرة والمناطق المجاورة وتعطى في نهايتها جوائز للمتوجات والمتوجين. كذلك تشتمل الدورة التاسعة على سهرات موسيقية يحييها فنانون وفنانات متحدرون من الجزيرة في مقدمهم المطربة علياء بلعيد التي نالت المرتبة الأولى في مهرجان الموسيقى العربية في القاهرة، وندوات سيكون محورها الواقع البيئي في الجزر التونسية وإمكانات تطوير السياحة البيئية في البلد باستثمار ميزات الجزر المنتشرة على طول السواحل والتي تقدر ب 1300 كيلومتر. ويقام على هامش المهرجان معرض للصور ستُمنح خلاله جوائز لأفضل الصور التي تعكس جمال أرخبيل قرقنة.