وصفت الولاياتالمتحدة يوم الثلاثاء الرئيس السوداني عمر حسن البشير بأنه "مضلل" بعد أن نفى أن حكومته متورطة في انتهاكات واسعة لحقوق الانسان في دارفور. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية شين ماكورماك حينما سئل أن يعقب على حديث أدلى به البشير لشبكة تلفزيون امريكية "انه لا يمت بصلة بالواقع." وفي المقابلة مع محطة تلفزيون ان.بي.سي نيوز في الخرطوم عرضت على البشير صورة لخريطة لوزارة الخارجية الامريكية تبين قرى أحرقت في دارفور فوصفها بانها "تلفيق" ونفى ايضا ان جرائم الاغتصاب مشكلة في دارفور. وقال البشير "نعم هناك قرى أحرقت لكن ليس الى المدى الذين تتحدثون عنه." واضاف قوله "الناس يقتلون لان هناك حربا. وليس من ثقافة السودانيين او شعب دارفور الاغتصاب. انه لا يوجد. ليس عندنا هذا الامر." وشبه الزعيم السوداني الصورة بصور عرضها وزير الخارجية الامريكي الاسبق كولن باول في مجلس الامن التابع للامم المتحدة قبل بدء حرب العراق بوصفها دليلا على وجود اسلحة للدمار الشامل في العراق. ولم يعثر على مثل هذه الاسلحة حتى الان بعد مرور اربعة اعوام على بدء الحرب. ويقدر مراقبون أن زهاء 200 ألف شخص لقوا حتفهم ونزح أكثر من مليوني شخص اخرين من ديارهم منذ اندلاع تمرد في دارفور قبل أربع سنوات مضت فيما تقول الولاياتالمتحدة انه أول ابادة جماعية هذا القرن. وقال ماكورماك ان وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس زارت مخيما للمشردين في دارفور وسمعت بنفسها روايات عن حوادث اغتصاب ومعاملة وحشية. واضاف ماكورماك قوله "انها (رايس) جلست مع نساء روين قصصا مروعة عن تعرضهن لمعاملة وحشية لمجرد خروجهن لجمع الحطب لا لشيء الا من أجل المحافظة على الضرورات الاساسية للمعيشة وهي طهي الطعام لاطفالهن." ومضى يقول "وعليه فانه أمر واقعي تماما فلقد شهدناه وسمعنا روايات مباشرة عنه ومحاولة تنحيته جانبا ووصفه بانه تلفيقات من الولاياتالمتحدة او غيرها يظهر في الواقع انه حقا مضلل." وتدرس الولاياتالمتحدة عقوبات جديدة على السودان بسبب اسلوب معالجته أزمة دارفور ورفضه قبول قوة مختلطة لحفظ السلام من الاتحاد الافريقي والامم المتحدة في دارفور. وقال ماكورماك "لن يقف العالم مكتوف الايدي ليشاهد استمرار المعاناة الانسانية ... لان الحكومة السودانية رفضت التعاون مع نشر قوة موسعة للاتحاد الافريقي والامم المتحدة." واضاف قوله "لقد وصلنا الى نقطة يتعين فيها علينا النظر جيدا فيما قد نستخدمه من وسائل الضغط التي تحت تصرفنا من أجل اقناع الحكومة السودانية بتغيير موقفها." وقال المبعوث الامريكي اندرو ناتسيوس الاسبوع الماضي انه من بين العقوبات الجديدة التي يجري دراستها فرض قيود على شركات تتعامل في السودان في الدولارات الامريكية وكذلك حظر على السفر على اثنين من الساسة متهمين بارتكاب "فظائع" وقائد للمتمردين كان "عامل عرقلة" لمباحثات السلام. من سو بليمنج