نفى البيت الأبيض أن تكون الولاياتالمتحدة تحتل العراق وذلك ردا على خطاب للعاهل السعودي أمام الزعماء العرب في الرياض. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض غوردون جوندرو لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الولاياتالمتحدة موجودة في العراق بناء على طلب العراقيين وبتكليف من الأممالمتحدة ومن الخطأ افتراض العكس". بدوره كرر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، توم كايسي، أن الولاياتالمتحدة ستغادر العراق ما أن "يصبح العراقيون قادرين على ضمان أمنهم بأنفسهم". وأضاف خلال مؤتمر صحافي أنه "ليس ثمة شك في أذهاننا بأن قواتنا هناك موجودة بشكل قانوني وشرعي بكل ما تعنيانه هاتان الكلمتان". وكان الملك عبد الله بن عبد العزيز قد وجه خلال القمة العربية في الرياض انتقادات شديدة إلى الولاياتالمتحدة واصفا وجودها العسكري في العراق بأنه "احتلال أجنبي غير مشروع". وقال في كلمة أمام القادة العرب: "في العراق الحبيب تراق الدماء بين الأخوة في ظل احتلال أجنبي غير مشروع". وأكد كايسي أن هذه التصريحات لن تؤثر في العلاقات الأمريكية السعودية. وقال المسؤول الأمريكي إنه "واثق بان الفرصة ستسنح لمناقشة الموضوع مع المسؤولين السعوديين ولكني لا أرى أن ما نشر سيبدل في شكل أساسي علاقاتنا الجيدة والمستقرة مع المملكة السعودية". ويقول مراقبون إن الملك عبد الله يسعى إلى إظهار مقدار الاستقلالية التي تتمتع بها الرياض عن حليفتها واشنطن. من جانبه قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري لوكالة رويترز إن قرارات القمة العربية ستتضمن دعوة من حكومة العراق لحل جميع الميليشيات ولإعادة النظر في الدستور. يقول مراقبون إن الملك عبد الله حاول أن يظهر مدى استقلالية الرياض عن واشنطن "وحدة الصف العربي" وكان العاهل السعودي قد دعا في خطابه أمام القمة العربية أيضا إلى وحدة الصف العربي، وشجب في الوقت ذاته الحصار الذي فرضه الغرب على الفلسطينيين. حيث دعا العاهل السعودي إلى إنهاء الحصار الدولي للحكومة الفلسطينية كي يتسنى إحياء مساعي حل الصراع العربي الإسرائيلي الذي يتصدر مشاكل المنطقة. وعبر زعماء دوليون ومسلمون في كلمات ألقوها أمام القمة العربية التي تعقد في الرياض على مدى يومين عن تأييدهم لمبادرة السلام العربية التي طرحت عام 2002 كما أيدوا دعوة العاهل السعودي للعرب إلى توحيد صفوفهم لإنهاء العنف الطائفي الذي يدفع بالعراق نحو حرب أهلية. وقال العاهل السعودي في افتتاح القمة إنه "أصبح من الضروري إنهاء الحصار الظالم المفروض على الشعب الفلسطيني الشقيق بأقرب فرصة ممكنة لكي تتاح لعملية السلام أن تتحرك في جو بعيد عن القهر والإكراه على نحو يسمح بنجاحها في تحقيق هدفها المنشود في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة." وتوسطت السعودية الشهر الماضي في التوصل إلى اتفاق حكومة الوحدة بين حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) على أمل أن ينهي المجتمع الدولي الحصار الاقتصادي الخانق للفلسطينيين الذي فرض بعد أن تولت حماس السلطة قبل أكثر من عام. ودعت إسرائيل والولاياتالمتحدة الدول لقطع الدعم السياسي والمالي للحكومة الفلسطينية بسبب رفض حماس التي تقود الحكومة الاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف وقبول اتفاقات السلام القائمة. تدعم الدول العربية التي حضرت القمة المبادرة العربية التي طرحتها الرياض المبادرة العربية وتأمل الدول العربية أن تؤدي زيادة الدعم الدولي للمبادرة العربية السلام التي طرحها الملك عبد الله في قمة بيروت عام 2002، عندما كان وليا للعهد، هذه المرة إلى إحياء عملية السلام المجمدة بين العرب وإسرائيل. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمته للقادة العرب "إن مبادرة السلام العربية واحدة من دعائم عملية السلام.. هذه المبادرة توجه إشارة إلى أن العرب جادون بشأن تحقيق السلام." ورفضت إسرائيل عناصر رئيسية في الخطة بما في ذلك العودة المقترحة لحدود عام 1967 وضم القدسالشرقية للدولة الفلسطينية المقترحة وعودة اللاجئين الفلسطينيين. وتتفادى مسودة البيان الختامي القمة العربية أية إشارة لتعبير "حق العودة" للاجئين. لكن رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية حث الزعماء العرب على عدم تقديم تنازلات فيما يتعلق بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة لديارهم. وقال للصحفيين في وقت لاحق إن ما سمعه من القادة العرب بشأن هذه المسألة مطمئن، مضيفا "أنها قضية مقدسة".