خلص القادة العرب في ختام أعمال القمة العربية في العاصمة السعودية الرياض إلى استنتاج مفاده أن بمقدور العالم العربي تسوية مشكلاته دون مساعدة الغرب. وفهم من خطاب العاهل السعودي الملك عبد الله أن العلاقات الودية التي تربط بلاده بالولاياتالمتحدةالأمريكية لن تتطور إلى علاقات تحالف. ويرى الملك عبد الله أن بإمكان العالم العربي تسوية مشكلاته والنعرات الداخلية من خلال الاعتماد على الذات. وهذا هو المحور الرئيسي الذي تناوله في خطابه. ونصح الملك السعودي الحكومة العراقية بتعديل الدستور على نحو يتيح للسنة زيادة المشاركة في إدارة شؤون العراق. ويرى الملك عبد الله أن ذلك من شأنه أن يوقف العنف بين الشيعة والسنة. ويعتقد المحللون الغربيون بمن فيهم الصحفي الأمريكي المعروف سيمور هيرش أن هدف واشنطن الرئيسي إبطال مفعول إيران كدولة شيعية رئيسية، ولهذا تساند الولاياتالمتحدة السنة كفريق يواجه الشيعة. والآن لا يتحدث "صديق" الولاياتالمتحدة السني الرئيسي - السعودية - عن توحيد السنة والشيعة فحسب بل يدعو "رئيس الشيعة" - الرئيس الإيراني أحمدي نجاد - ليلتقي الملك السعودي في الرياض. وكانت المحادثات التي جرت بين الزعيمين في بداية مارس ناجحة، إذ أقنع الملك عبد الله الرئيس الإيراني بتأييد مبادرة السلام العربية التي تقدمت بها المملكة العربية السعودية في عام 2002 والتي تنص على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وكل الأقطار العربية إذا انسحبت إسرائيل من الأراضي العربية التي تحتلها منذ عام 1967. واعتبر الكثير من المعلقين أن أحمدي نجاد أقر حينذاك بالطريقة غير المباشرة بحق إسرائيل في الوجود.