قالت صحيفة نيويورك تايمز ان اعتراضات اسرائيل تؤخر خطط حكومة الرئيس الامريكى جورج بوش لابرام صفقة كبيرة لبيع أسلحة للسعودية وحلفاء اخرين فى الخليج بهدف ردع ايران. وقالت الصحيفة الاربعاء نقلا عن مسؤولين أمريكيين كبار لم تذكر اسماءهم فى موقعها على شبكة الانترنت ان اسرائيل تخشى ان تقلص هذه الاسلحة المتطورة من تفوقهاالعسكرى على منافسيها فى المنطقة. وأوضحت الصحيفة أن صفقة بيع أسلحة متطورة كانت الإدارة الأميركية تنوى عرضها على السعودية ودول خليجية أخرى لتشكّل رادعاً بوجه إيران، تأجلت بسبب اعتراضات إسرائيلية. وكان مسؤولون إسرائيليون زاروا واشنطن فى الأشهر القليلة الماضية بمن فيهم وزير الدفاع الإسرائيلى السابق شاوول موفاز بهدف تقديم حججهم ضد صفقة البيع المقررة. ويشعر الإسرائيليون بالقلق خاصة من إمكانية نقل تقنية الأسلحة الموجهة التى توفّر للطائرات السعودية قدرة إضافية على إصابة أهداف بدقة. وقال العديد من المسؤولين الأميركيين أن الولاياتالمتحدة باعت بشكل محدود عدداً من الأسلحة الموجهة بواسطة الأقمار الصناعية إلى دول خليجية، لكن إسرائيل كانت تتزوّد بهذه الأسلحة منذ التسعينات من القرن الماضى واستخدمتها بشكل كبير فى الحرب ضد حزب الله فى الصيف الماضي. ولم يوفر المسؤولون الأميركيون للصحيفة معلومات دقيقة حول حجم الصفقة لكنهم أشاروا إلى أنه فى حال تمت الموافقة عليها بما فى ذلك الدبابات والسفن الحربية وأجهزة الدفاع الجوى فإنها تتراوح بين 5 مليارات و 10 مليارات دولار. وقال العديد من المسؤولين فى وزارتى الخارجية والدفاع إن الخطط الرسمية لإعلام الكونغرس بصفقة البيع تأجلت إلى ما لا يقل عن نهاية الشهر الحالي، وأمام الكونغرس مهلة 30 يوماً لتقرير الصفقة بعد إعلامه بها من المسؤولين فى الوزارتين. وكان المسؤولون فى الإدارة الأميركية حددوا موعدين فى الشهر الماضى لمناقشة صفقة البيع من خلال جلسات استماع أمام لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس الشيوخ الأميركي، غير أنه تم إلغاء الموعدين فى آخر لحظة بسبب قلق المسؤولين الإسرائيليين. وكانت إسرائيل عبرت مراراً عن قلقها من تزايد القدرة العسكرية الإيرانية، وقال العديد من المسؤولين إن القلق الإسرائيلى من صفقة بيع الأسلحة الأميركية إلى الدول الخليجية تتركز تحديداً حول الأسلحة الموجهة والأسلحة الهجومية الأخرى التى قد تحصل عليهاالسعودية. وقال المسؤولون إن إسرائيل لم تبد أى نية لاستخدام نفوذها السياسى داخل الكونغرس الأميركى من أجل إجهاض الصفقة برمتها. وقال أحد كبار المسؤولين فى الإدارة لم تسمه الصحيفة "ليس لأن الإسرائيليين سينتهون دون الحصول على شيء، إنهم يفهمون أنه من مصلحتنا ومن مصلحتهم" أن تعزز الولاياتالمتحدة القدرات العسكرية لحلفائها العرب السنة. غير أن المسؤول أشار إلى أن إسرائيل تشعر بالقلق من أن طموحات إدارة الرئيس بوش لإقامة تحالف أميركي- إسرائيلي- سنى بوجه إيران لن تتحقق، أو أن تشهد المملكة العربية السعودية انقلاباً أو ثورة تؤدى على وصول الأسلحة الأميركية المتطورة إلى أيدى مقاتلين إسلاميين متطرفين. وقال دافيد شينكر المسؤول السابق فى البنتاغون وكبير الزملاء الحاليين للشؤون السياسية العربية فى معهد سياسة الشرق الأوسط فى واشنطن "يعتقد الإسرائيليون أن حكومة المملكة السعودية تخضع لضغوطات كبيرة. ويرغب أسامة بن لادن فى تغيير الحكومة السعودية وإحلال ما يعتبره حكومة إسلامية حقيقية، لذا لا تريد إسرائيل أن تصل هذه الأسلحة المتطورة والقدرة العسكرية إلى أيديهم". وكان المسؤولون فى إدارة الرئيس بوش بدأوا فى الحديث عن تعزيز القدرات الدفاعية لدول الخليج العربى فى العام الماضي. وتأتى بعد المملكة السعودية على رأس الزبائن الخليجيين بالنسبة للسلاح الأميركي، دولة الإمارات العربية المتحدة التى اشترت فى العام 2000 حوالى 80 طائرة مقاتلة من طراز أف 16 بلغت قيمتها الإجمالية 8 مليارات دولار. وشدد المسؤولون الأميركيون على أن الأمر قد يستغرق عدة سنوات قبل أن تسلّم صفقة الأسلحة الحالية إلى وجهتها العربية. وفى حين أنه يتم الترويج علناً بأن الجهود منصبة على مواجهة إيران، إلا أن المسؤولين الأميركيين يعترفون بأن أحد أهداف هذه الصفقة هو إثبات أن الولاياتالمتحدة لا تملك نية للتخلى عن منطقة الخليج العربي، حتى لو أنها أجبرت على الانسحاب من العراق قبل أن يتحقق الاستقرار فيه. واستناداً لكينيث كاتزمان محلل شؤون الشرق الأوسط فى مركز أبحاث الكونغرس، فإلى جانب المعارضة الإسرائيلية لصفقة بيع الأسلحة، وجدت إدارة الرئيس بوش صعوبة فى الحصول على التزام من بعض الدول الخليجية بشراء أسلحة أميركية. وقال كاتزمان إن المملكة السعودية ودولاً خليجية أخرى "ليست متأكدة من ماهية الالتزام الأميركى الطويل المدي، ولا يريدون أن ينظر إليهم على أنهم يتآمرون على إيران فى حال تركنا المنطقة".