سعي وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس امس الخميس الي تخفيف قلق اسرائيلي بشأن مبيعات أمريكية محتملة من اسلحة متقدمة للسعودية قائلا ان الدول الخليجية الصديقة حصن ضد ايران. وأثار مسؤولون اسرائيليون اعتراضهم علي البيع المزمع من جانب ادارة الرئيس جورج بوش لصفقة اسلحة كبيرة للرياض. وقالت صحيفة نيويورك تايمز ان الصفقة ستشمل قنابل موجهة بالغة الدقة من النوع الذي في ترسانة اسرائيل. وقال غيتس الذي كان في زيارة لاسرائيل استغرقت يومين انه أكد مجددا الالتزام القائم منذ فترة طويلة بالمحافظة علي تفوق اسرائيل العسكري في المنطقة لكنه اشار الي ان المخاوف من دعم واشنطن حلفاءها في الخليج في غير موضعها. وقال غيتس للصحافيين بعد محادثات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني اعتقدت انهم يريدون النظر الي الظروف من حيث البيئة الاستراتيجية ككل ومن حيث قلق جيرانهم وربما بدرجة أكبر من ايران أكثر من اسرائيل . وتقول الولاياتالمتحدة واسرائيل ان البرنامج النووي الايراني يهدف الي صنع قنابل وهو اتهام تنفيه طهران. وتحرص ادارة بوش علي طمأنة العرب السنة الذين يشعرون بالقلق من تزايد نفوذ ايران الشيعية في المنطقة والي ان واشنطن ستقف بجانبهم. ويمثل هذا تعقيدات محتملة لتحالف الولاياتالمتحدة مع اسرائيل. لكن توجد مؤشرات علي تقارب نظرا لجهود الرياض للتوصل الي اتفاق سلام شامل بين العرب واسرائيل. وعندما سئل بشأن تقرير الاسلحة السعودي عبر وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس عن ثقته في ان واشنطن ستتوصل الي حل. وقال غيتس بعد اجتماع امس الخميس ليس لدي شك في ان التفاهم الاستراتيجي القائم بين الولاياتالمتحدة واسرائيل سيكون في نهاية الامر العامل الحاسم . وأضاف غيتس انني واثق بان الروس سيكونون سعداء للغاية ببيع اسلحة للمنطقة وربما كان هناك اخرون ايضا . وقال اولمرت بعد اجتماعه مع غيتس، ان منطقة الشرق الاوسط تشهد تغييرات استراتيجية ايجابية، لافتا الي ان العديد من الدول العربية التي وصفها بالمعتدلة، باشرت بمحاربة ما سماه الاسلام المتطرف، باعتباره اكبر خطر علي امن الدول. ووفق موقع صحيفة يديعوت احرونوت علي الانترنت، فان غيتس واولمرت، يريان ان منطقة الشرق الاوسط تشهد تغييرات استراتيجية، واعتبر الاثنان ان هناك دولا عربية معتدلة تستعد لمواجهة الاسلام المتطرف، الذي بحسب رأيهما يعتبر الخطر الراهن والاساسي علي استقرار الشرق الاوسط. ونقل الموقع عن اولمرت قوله انه نظرا لهذه التغييرات يوجد تأثير كبير علي الرغبة في التوصل الي سلام مع اسرائيل وعلي امكانية دفع عملية السلام بين الدولة العبرية وبين الفلسطينيين، علي حد قوله. ونقل الموقع الاسرائيلي عن وزيرة الخارجية تسيبي ليفني قولها بعد انتهاء اجتماعها مع غيتس ان العالم الحر دخل في امتحان صعب مع ايران، وتحديدا الدول العربية والاسلامية، واضافت ان اتخاذ مواقف متسامحة، علي حد تعبيرها، مع طهران، من شأنها ان تفسر من قبل الايرانيين علي انه خوف من قوتهم العسكرية، ودعت المجتمع الدولي الي التجند والانتصار علي ما سمته المتمرد الايراني الذي يريد فرض اجندته السياسية والعسكرية علي المنطقة.