1 ليس عيباً أن تكون موالياً لنظام أو فكر سياسي ما ويعرف الجميع وفي وضح النهار بذلك الأمر ، وليس عيباً أن تكون في صف خصوم ذلك النظام وذلك الفكر أو تكون مستقلاً عن الطرفين، ولكن العيب كل العيب أن تكون رحالاً بين جميع الاتجاهات والتيارات في آنٍ واحد، العيب كل العيب أن تلعب دور المناضل المستقل أمام خصوم النظام وخصوم فكره وتلعب في نفس الوقت دور الإنكشاري المتسول أمام ذلك النظام وأمام معتنقي فكره وإيديولوجيته ،بل العيب كل العيب أن تلعن بلسانك من تنعته بالجلاذ في النهار وأن تصافحه بجيبك في المساء ، العيب كل العيب أن تكون صاحب إنتاج متواضع وهزيل وتحاول في نفس الوقت ممارسة الأسّتذة على غيرك وفرض نوع من الاسترقاق المنظم عليهم وعلى إنتاجهم الإبداعي الواعد بل وتطالبهم بإلغاء الذات وترديد خطاب هلامي مزور في ظاهره مصلحة الوطن وفي باطنه مصلحتك الخاصة ومصلحة الجوقة المريضة التي تعبث معها بمصير وطن بائس وجريح. 2 ليس عيباً أن تُجبر على غض النظر ولو مؤقتاً عن دعاوي إصلاحية نيرة ومضيئة والتفاعل معها في ظل نظام أمنوقراطي وحقل سياسي مٌعلمن تنفصل فيه السلطة عن الجسم الاجتماعي وتتحول هياكلها المؤسساتية والتنفيذية لكيان منبوذ وغريب لا يقابله إلا مواطن مٌحتقن ومُغترب ، بل العيب كل العيب أن تمارس الإستمناء السياسي والفكري وتطالب بالإصلاح وأنت تعرف جيداً إن الإصلاح مرحلة لاحقة للتحول الديمقراطي وأن هذا الأخير يتطلب في ما يتطلبه احترام الدستور وسيادة القانون واستقلال القضاء وحرية للصحافة ووسائل الإعلام واحترام حقوق الإنسان بل وقبل كل ذلك مجلس تشريعي منتخب انتخاباً حراً ونزيهاً وتعددية سياسية وحزبية وهو الأمر المرفوض والمستهجن في ظل سلطة برانية قائمة على حكم النيابة المبتسرة والوصاية الملعونة ، فباللهي الذي يؤمن دينك العلمانى المنهارعمليا بأن أديانه السماوية مخدر خطير على متخيل وعقل الشعوب من تغازل أو تبتز بمطالبك المتوشحة برداء الإصلاح هل تغازل سلطة تُكفر وتُجرّم ذلك؟ أم تُغازل وتبتز خصومها الذين سيأتي يوماً ما ويدركون أنك لست إلا جرذ وقح هرب من معامل الإصلاح المزيف؟. فيا ابن السفاح السياسي المزور في كل شيء في رجولته ، كرامته ، مواقفه ، كتاباته ، نضاله ، ثق وتأكد أن التاريخ لا يرحم وإن وريث العرش المزعوم الذي تُطبل له من الآن قد كفر بالعرش الذي سيأتي إليه عبر جسر أمثالك من المتلونين والدهاقنة ، ويأيها المثقف العربي المُلوث في كل شيء أخرج بهدوء أنت وأمثالك من مشهدياتنا الثقافية العربية ودعوا زهور الغد تنمو نمواً طبيعياً ، دعوهم يواصلون مسيرة تألقهم بعيداً عن أجواء العنف الثقافي التي رغم نبذهم وإزدرائهم لها إلا إنه عندما يتطلب الأمر الدفاع عن النفس والسمعة ضد المخنثين من أشباه الرجال سيضطرون مرغمين للو لوج فى مستنقعها . وأخيراً وبلغة أهالى ولاية خو فستان التهكمية أقول لك ولغيرك" سلّملي " على المناضل المستقل أو بعبارة أدق " سلّملي على المخنث المستقل" والكلام هنا لشرذمة من المثقفين العرب. عز الدين اللواج القاهرة يناير