نيويورك - "أمريكا تحارب الإسلام وليس الإرهاب، وتسعى لإضعاف العالم الإسلامي من خلال محاولة تقسيمه"، تلك نتيجة خلص إليها استطلاع أمريكي للرأي شمل 4 دول إسلامية كبرى. وأجرى الاستطلاع مركز "وورلد بابليك أوبينيون دوت أورج" بالتعاون مع جامعة ماريلاند الأمريكية، وشمل لقاءات مباشرة لنحو 1200 شخص في 4 دول هي مصر وباكستان وإندونيسيا والمغرب في الفترة من ديسمبر 2006 إلى فبراير 2007. وأظهرت نتائج الاستطلاع التي نشرت اليوم الثلاثاء 24-4-2007 أن أكثر من 40% من شملهم الاستطلاع في الدول الأربع يرون أن الإسلام هو الهدف الأساسي للحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة على الإرهاب، فيما رأى 12% فقط أن هدفها هو حماية الولاياتالمتحدة من الهجمات. في حين اعتبر 70% ممن شملهم الاستطلاع يعتقدون أن الولاياتالمتحدة تحاول إضعاف وتقسيم العالم الإسلامي. وفي هذا السياق قال ستيفن كول الخبير بمركز "وورلد بابليك أوبينيون" في تصريحات لرويترز اليوم: "إن الولاياتالمتحدة تصور الصراع على أنه حرب على الإرهاب، لكن الناس في العالم الإسلامي يرون أن الولاياتالمتحدة في حرب مع الإسلام". وفي الوقت الذي تسعى فيه واشنطن لإضعاف العالم الإسلامي وتقسيمه -كما يقول الاستطلاع- يرى أكثر من نصف من شملهم الاستطلاع أن أمريكا تحاول نشر المسيحية في الشرق الأوسط، في حين أبدى حوالي 60% اعتقادهم بأن السيطرة على موارد النفط في الشرق الأوسط بين أهداف واشنطن. وترى الأغلبية الساحقة في الدول الأربع أن الولاياتالمتحدة تهيمن على معظم الأحداث التي يشهدها العالم في الوقت الراهن، وأن إقامة دولة فلسطينية ليس من أهداف الولاياتالمتحدة. تنظيم وصورته في العالم الإسلامي لم يغب عن الاستطلاع، فقد أظهر الاستطلاع أن "المواقف من معقدة"، فبينما رفض عدد كبير الإدلاء بآرائهم بشأن التنظيم وزعيمه أسامة بن لادن، انقسم من أدلوا برأيهم بين النظرة الإيجابية والسلبية بشأن تنظيم . كما عبّر أكثر من نصف الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع عن اعتقادهم أن أهداف تتضمن تحقيق تطبيق صارم لأحكام الشريعة الإسلامية في كل البلدان المسلمة، الأمر الذي وافق عليه أكثر من 70%. وأعرب أكثر من 50% عن اعتقادهم بأن تسعى إلى حمل الولاياتالمتحدة على إزالة قواعدها العسكرية من جميع الدول الإسلامية. لكن الاستطلاع أظهر شكوكًا بشأن مسئولية عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر ضد الولاياتالمتحدة، حيث عبّر حوالي 20% عن اعتقادهم بأن الحكومة الأمريكية كانت وراء تلك الهجمات. وأوضح الاستطلاع أنه "في المتوسط، فإن 1 من بين كل 4 يعتقد أن كانت المسئولة عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر. الباكستانيون هم الأكثر تشككًا، فقد عبر 3% اعتقادهم بأن هي التي نفذتها". ضد أمريكا وحول ما تتعرض له المصالح الأمريكية في العراق وأفغانستان والخليج من هجمات أبدى حوالي 30% ممن شملهم الاستطلاع موافقتهم على الهجمات على القوات الأمريكية. وفي هذا الإطار أبدى 91% من المصريين و69% من المغاربة تأييدهم للهجمات التي تستهدف الجنود الأمريكيين في العراق، بينما أبدى 61% من الإندونيسيين رفضهم لتلك الهجمات. أما الباكستانيون فقد انقسموا حول هذه القضية، فبينما أيد 31% الهجمات ضد القوات الأمريكية، رفضها 33% منهم. غير أن 60% من الدول الأربع قالوا: إن "التفجيرات الانتحارية" ليس لها مبرر على الإطلاق، ورأى 67% أن الهجمات على المدنيين تتعارض مع الإسلام. خسائر الحرب على الإرهاب وكان استطلاع رأي قد أجراه المعهد العربي الأمريكي قد أظهر أن اتجاهات العرب إزاء الولاياتالمتحدة تزداد سلبية بعد غزو العراق عام 2003. وفي يناير الماضي نشرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" استطلاعًا عالميًّا أجرته وأظهر أن الأغلبية العظمي في 25 دولة لديهم آراء سلبية حيال السياسة الخارجية الأمريكية. وعقب وقوع هجمات 11 سبتمبر عام 2001 أطلقت الولاياتالمتحدة ما أسمته الحرب على الإرهاب، وبدأتها بغزو أفغانستان في أكتوبر 2001، ثم غزو العراق في مارس 2003. وفي إحصاء لحجم ضحايا الحرب على الإرهاب نشرته صحيفة "ذا إندبندنت" البريطانية في 10-9-2006 فإن أكثر من 62 ألف شخص قتلوا في تلك الحرب بينهم نحو 55 ألف مدني قتلوا مباشرة في العراق وأفغانستان فقط، فيما تم تشريد نحو 4.5 ملايين آخرين.