تبدأ المحكمة العسكرية في مصر اليوم محاكمة 40 من قادة «الإخوان المسلمين»، على رأسهم نائب المرشد العام للجماعة المهندس خيرت الشاطر الذي أمرت محكمة جنايات القاهرة أول من أمس بإطلاقه و10 آخرين من زملائه المعتقلين بتهم بينها «تبييض الأموال والانتماء إلى جماعة محظورة». واستنكر محامي المتهمين عبدالمنعم عبدالمقصود بدء المحاكمة من دون إبلاغه. وكان الشاطر و39 من قادة الجماعة، معظمهم رجال أعمال يُعتقد بأنهم الممولون الرئيسيون لنشاط «الإخوان»، أحيلوا على القضاء العسكري في شباط (فبراير) الماضي، كما تحفظ النائب العام على أموال 29 منهم ومنع عائلاتهم من التصرف فيها وعيّن وصياً لإدارة هذه الأموال والشركات المملوكة للمعتقلين. وهذه القضية هي الأكبر منذ العام 1995 التي يتهم فيها قياديون في «الإخوان»، كما أنها الأولى التي تنظر في ظل التعديلات التي أدخلت أخيراً على قانون المحاكم العسكرية للسماح للمحكومين باستئناف الأحكام الصادرة بحقهم. وتأتي المحاكمة على رغم رفض محكمة جنايات القاهرة أول من أمس طعناً قدمته وزارة الداخلية ضد قرار قضائي بالإفراج عن الشاطر. وطالبت المحكمة بالإفراج الفوري عن المعتقلين. واستغرب محامي «الإخوان» قرار بدء المحاكمة «على وجه عاجل من دون ابلاغ هيئة الدفاع عن المتهمين»، مشيراً إلى أنه علم بأمر بدء المحاكمة «بالمصادفة». ودعا وزارة الداخلية إلى الانصياع لأحكام القضاء والإفراج عن المعتقلين، خصوصاً أن قرار المحكمة هو الثالث في أقل من شهرين. من جهة أخرى، رحبت «الجماعة الإسلامية» ببدء قيادات تنظيم «الجهاد» إقرار مرجعات فكرية لنبذ العنف، معتبرة أنها «خطوة على الطريق الصحيح». وقالت الجماعة في بيان: «لم تكن الأنباء عن بدء تفعيل مبادرة وقف العنف لإخواننا فى تنظيم الجهاد مفاجأة كبيرة لنا، على رغم أننا سعدنا بها أيما سعادة، فهي خطوة كبيرة على الطريق الصحيح نحو إنهاء ملف العنف في مصر وغلقه بصورة نهائية». ورحبت بقرار الإفراج عن القيادي في «الجهاد» الشيخ صالح جاهين أحد المتهمين الرئيسيين في اغتيال الرئيس أنور السادات العام 1981، في إطار عمليات إطلاق قيادات التنظيم بعد المراجعات الفقهية. ويُجري الأمير السابق ل «الجهاد» سيد إمام الشريف الشهير ب «الدكتور فضل» اتصالات مع أعضاء التنظيم داخل السجون لشرح المراجعات، كما تبرأ من أي أعمال عنف تستند إلى كتابيه «العمدة في إعداد العدة» و «الجامع في طلب العلم الشريف». وأكد أن الكتابين ينسحبان على ظرف وتوقيت محددين «في أرض أفغانستان ضد المحتل السوفياتي».