عقدت وزيرة الخارجية الامريكية لقاء مع نظيرها السوري وليد المعلم يوم الخميس في أرفع اتصال بين الولاياتالمتحدة وسوريا منذ أكثر من عامين خلال مؤتمر دولي كبير عن العراق كما تبادلت التحية مع وزير الخارجية الايراني. وحدث اللقاء والتحية في مصر على هامش المؤتمر المخصص لبحث تعهد دولي لدعم المؤسسات العراقية مقابل اصلاحات سياسية. ولم يتمخض المؤتمر المنعقد في منتجع شرم الشيخ المصري حتى الان إلا عن إعفاء العراق من قدر ضئيل من الديون المستحقة عليه لكن الاهتمام انصب بدرجة أكبر على الاتصالات النادرة بين الولاياتالمتحدة وكل من سوريا وايران. وقال شهود ان رايس عقدت محادثات استمرت 30 دقيقة مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم بعد أن اصطحبه وزير الخارجية المصري الى غرفة كانت رايس تجتمع فيها بأعضاء من وفد كوريا الجنوبية. وأبلغ المعلم الصحفيين أن الاجتماع كان صريحا وبناء مشيرا الى أنه ناقش مع رايس الوضع في العراق وكيفية تحقيق الاستقرار هناك. كان مسؤول أمريكي قد قال في وقت سابق ان لقاء رايس والمعلم سيتركز على الامن على الحدود السورية العراقية وانه لن يتطرق للبنان ولا محاولات محاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري. ويمثل الاجتماع تغيرا جذريا في سياسة الرئيس الامريكي جورج بوش الذي أوقف الاتصالات مع سوريا على أساس أن دمشق لم تذعن لمطالب أمريكية. واتهمت الولاياتالمتحدة سوريا بالسماح لمقاتلين أجانب بدخول العراق من خلال الحدود الطويلة بين البلدين وتمارس ضغوطا من أجل انشاء محكمة دولية لمحاكمة قتلة الحريري. وأشار تحقيق تابع للامم المتحدة الى ضلوع مسؤولين أمنيين لبنانيين وسوريين في اغتيال الحريري لكن دمشق تنفي كل الاتهامات. واعترف الجيش الامريكي في العراق يوم الخميس بأن سوريا تبذل جهودا أكبر لوقف تدفق المقاتلين الى العراق. وقال المتحدث باسم الجيش الامريكي الميجر جنرال وليام كالدويل في مؤتمر صحفي في بغداد "كان هناك بعض الخطوات من جانب سوريا... حدث تراجع في تدفق المقاتلين الاجانب على العراق كما لاحظنا هنا على مدى الشهر المنصرم." وعلى الجبهة الايرانية قال متحدث أمريكي ان رايس تبادلت مع وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي تحيات مقتضبة خلال غداء لكنهما لم يناقشا أمورا سياسية. ولم يوضح المتحدث ما اذا كان من الممكن حدوث مزيد من الاتصال في المستقبل. وقال شون مكورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية "قالا لبعضهما البعض مرحبا .. لم يتبادلا أحاديث بشأن أي أمور ذات بال." وذكر مسؤول أمريكي طلب عدم ذكر اسمه أن أي لقاءات عابرة بين رايس ومتكي لن تتطرق الى موضوعات جوهرية وذلك نزولا على رغبة الجانب الايراني. وليس هناك علاقات بين الولاياتالمتحدةوايران منذ ما بعد اندلاع الثورة الاسلامية في ايران عام 1979 بفترة قليلة وتزايد التوتر خلال العام الماضي بسبب النفوذ الايراني في العراق وبرنامج طهران النووي. وسقط العراق في براثن الفوضى منذ أن غزته الولاياتالمتحدة عام 2003 وأطاحت بالرئيس صدام حسين. وقتل عشرات الالاف من الاشخاص من بينهم نحو 3300 أمريكي. وفي كلمته في افتتاح المؤتمر المخصص لدعم خطة مدتها خمس سنوات تهدف الى استعادة الاسقرار والرخاء الاقتصادي من خلال المصالحة الوطنية في العراق دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى اعفاء العراق من ديونه. وقال المالكي انه يدعو جميع المشاركين في هذا المؤتمر الى شطب الديون المتراكمة على العراق. وقال وزير المالية العراقي بيان جبر ان مصر وافقت على اعفاء العراق من كل الديون المستحقة لها عليه وتبلغ نحو 800 مليون دولار وأضاف أن ثلاثة بلدان من شرق أوروبا هي سلوفينيا وبلغاريا وبولندا ستوافق على شطب 80 في المئة من ديون العراق لكنه لم يذكر حجم تلك الديون. وذكر أن الاتحاد الاوروبي سيمنح العراق 200 مليون دولار وتوقع الحصول على منح من بعض الدول الاسيوية ايضا. وقال جبر لرويترز ان تلك الدول ستساعد العراق وفي المقابل سيلتزم العراق بايجاد مصالحة وطنية حقيقية. ويمتلك العراق ثالث أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في العالم لكنه يواجه صعوبات جمة في اعادة الاعمار بعد اربع سنوات من الحرب. لكن جبر قال ان العراق رفض عرضا من روسيا باعفائه من الديون التي يدين بها لموسكو في مقابل السماح لها بالاستثمار في حقل نفطي رئيسي. ووصف العراق العرض بأنه "غير مقبول". من سو بليمنج