عقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اجتماعاً الجمعة دون سابق إعلان مع رئيس أركان الجيش يشار بويوكانيت، هو الأول منذ اندلاع الأزمة السياسة وهدد خلالها الجيش بالتدخل لحماية علمانية تركيا. واستمر الاجتماع، الذي لم يُعلن عنه مسبقاً وعُقد خلف أبواب موصدة، لمدة ساعتين. ولم يدل أي من أردوغان أو بويوكانيت بتعقيب بعد اللقاء، نقلاً عن الأسوشيتد برس. وتتوجس المؤسسة العسكرية في تركيا من أردوغان وحزبه الحاكم - العدالة والتنمية، ذو التوجهات الإسلامية - الذي أصبح من أهم اللاعبين في الانتخابات الرئاسية الأسبوع الفائت بمرشحه وزير الخارجية عبدالله غول. ويأتي الاجتماع عقب تصويت البرلمان، الذي يسيطر عليه حزب العدالة والتنمية، على مقترح لرئيس الوزراء بالدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة في ال22 من يوليو/تموز القادم لحل الأزمة, وذلك قبل موعدها بأكثر من ثلاثة أشهر. وكان التيار العلماني المعارض قد قاطع الجولة الأولى من الانتخابات الأسبوع الفائت وقضت المحكمة الدستورية بإبطال نتائجها الأربعاء. وفشلت قوى المعارضة في منع تقديم الانتخابات, قائلة إن التوقيت المقترح غير مناسب، وسيسفر عن نسبة مشاركة ضعيفة بسبب خروج المواطنين لإجازاتهم الصيفية، وهددت باللجوء مجددا إلى المحكمة الدستورية لإلغاء التعديل. غير أن حزب العدالة والتنمية قرر مع ذلك المضي قدما في انتخابات الرئاسة، حيث سيصوت البرلمان ثانية هذا الأحد على مرشحه الحزب عبد الله غول. ومن المتوقع أن يذكي إصرار حكومة أردوغان جذوة التوتر مع المؤسسة العسكرية النافذة، التي أطاحت بالعديد من الحكومات في السابق. ورفعت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، التي تعمل تركيا جاهدة في الانضمام إليه، بأصوات التحذير، وطالبا الجيش بعدم التدخل والكف عن تحد القيادات المدنية.