قال مسؤولون فلسطينيون وغربيون يوم الاثنين إن أموال المانحين بدأت في التدفق بدعم أمريكي على حساب تابع لوزير المالية الفلسطيني سلام فياض لدفع جزء من رواتب الموظفين. ومن المتوقع أن يتلقى فياض عبر حساب منظمة التحرير الفلسطينية أموالا تكفي لكي يدفع للعاملين بالحكومة بما في ذلك أعضاء القوات الامنية نصف رواتبهم الشهرية العادية على الاقل في وقت لاحق من الاسبوع الجاري. وفي ضوء القيود التي تشل حكومة الوحدة الفلسطينية والمتمثلة في الاقتتال الداخلي واعتقال القوات الاسرائيلية لوزرائها وتهديد العاملين بها باضراب مفتوح ليس من الواضح الاثر الذي ستحدثه هذه المدفوعات ومدى استمرارها. ويفرض الغرب حظرا مشددا على مساعداته للسلطة الفلسطينية منذ وصول حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الى السلطة في مارس اذار 2006 وهو ما منع الحكومة التي تقودها الحركة من جلب الاموال الكافية لدفع الرواتب كاملة للعاملين بها. وما زال الحظر على الحكومة الفلسطينية ساريا على الرغم من أنها أصبحت الان تضم أعضاء من حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس. لكن الحكومة الامريكية قالت في خطاب أرسلته في 14 مايو أيار الى الاتحاد الاوروبي ان من الممكن ضخ أموال المانحين الى الفلسطينيين عبر حساب منظمة التحرير الذي يسيطر عليه فياض. وأبدى بعض المسؤولين الاسرائيليين اعتراضا شديدا على ما اعتبروه تحولا في السياسة الامريكية على نحو سيخفف الضغوط المفروضة على حماس للاعتراف باسرائيل ونبذ العنف وقبول اتفاقات السلام المؤقتة. وقال مسؤولون أمريكيون ان الهدف من تقديم هذه الضمانات هو التأكد من أن البنوك تشعر بارتياح خلال تحويل الاموال الى منظمة التحرير الفلسطينية وفي المقابل لدعم فلسطينيين على شاكلة فياض وعباس اللذين يفضلان التوصل الى حل قائم على دولتين للصراع من خلال المفاوضات. ويدعو الميثاق التأسيسي لحماس التي تعتبرها الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي واسرائيل منظمة "ارهابية" الى تدمير الدولة اليهودية لكن قادتها عرضوا هدنة طويلة الاجل مع اسرائيل في مقابل اقامة دولة فلسطينية تتوافر لها مقومات الحياة في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال مسؤولون فلسطينيون وغربيون انه منذ الحصول على الضوء الاخضر من ادارة بوش تلقى حساب منظمة التحرير الفلسطينية 22 مليون دولار على الاقل من قطر. وتقوم المملكة السعودية في الوقت الراهن بارسال 50 مليون دولار. وترسل النرويج عشرة ملايين دولار في أول اسهام من دولة غير عربية. ويمكن لهذه الاموال مجتمعة ويصل مجموعها الى 82 مليون دولار أن تغطي ما يصل الى 71 في المئة من رواتب الشهر المقبل على الرغم من أن من المتوقع ألا يقوم فياض بصرف الاموال كاملة لكي يضمن أن يكون لديه ما يكفي لرواتب الاشهر القادمة ولتغطية نفقات أخرى. وقال وزير الاعلام مصطفى البرغوثي ان الحكومة بدأت في استخدام حساب منظمة التحرير الفلسطينية مشيرا الى أن هذه خطوة مهمة لرفع "الحصار". كان فياض قد وعد العاملين بالحكومة بأنهم سيحصلون على نصف رواتبهم على الاقل في مطلع كل شهر من خلال حساب منظمة التحرير الفلسطينية وما يطلق عليه الية المساعدات الدولية المؤقتة التابعة للاتحاد الاوروبي. وقال مسؤولون أوروبيون ان برنامج الاتحاد الاوروبي يعتزم دفع نحو 30 مليون دولار شهريا لموظفي الحكومة وللمتقاعدين بالتنسيق مع فياض. وتذهب أموال الاتحاد الاوروبي مباشرة الى المستفيدين دون المرور بالحكومة التي تقودها حماس وتشمل كل الموظفين باستثناء العاملين في الاجهزة الامنية. ورفض بسام زكارنة الذي يرأس نقابة العاملين بالحكومة دفع جزء من الرواتب على أساس أن ذلك لا يكفي وقال ان العمال حصلوا على وعود بدفع الرواتب كاملة بالاضافة الى الرواتب المتأخرة. وقال ان العمال يتجهون نحو اضراب شامل بعد أن تعرضوا للخداع. ووفر فياض وبرنامج المساعدة الاوروبي نصف أجور العاملين تقريبا في مطلع شهر مايو أيار. وقال دبلوماسيون ان فياض استخدم أموالا حولت في باديء الامر الى حساب تابع لعباس. (شارك في التغطية محمد السعدي ووفاء عمرو في رام الله) من ادم انتوس
