مع إغلاق مراكز الاقتراع في الانتخابات الجزئية لمجلس الشورى المصري (الغرفة الثانية للبرلمان) مساء الإثنين، تصاعدت توقعات المراقبين بفوز محدود جدا لمرشحي جماعة الإخوان المسلمون ال 17 فيما رجح محمد حبيب، نائب المرشد العام للجماعة، عدم فوز الجماعة بأي مقعد في هذه الانتخابات التي يخوضها الإخوان. وشهدت انتخابات الإثنين "تضييقات أمنية وتجاوزات انتخابية صارخة لصالح مرشحي الحزب الوطني" الحاكم، بحسب منظمات حقوقية ومرشحين وقيادات بالجماعة. ويتوقع صدور النتائج النهائية الرسمية الثلاثاء 12-6-2007. ففي تصريحات ل"إسلام أون لاين.نت" قال حبيب: "لا نتوقع فوز أي مرشح من مرشحينا، لأن التزوير كان بنسبة 100%، ورغم أننا قدمنا تضحيات حيث خضنا معركة تكسير عظام مع النظام، وبلغ عدد معتقلينا ألف معتقل من مختلف المحافظات.. فإن النتيجة كانت تزوير إرادة الأمة بطريقة علنية ومفضوحة". و"لفضح ما جرى من تزوير واسع النطاق" اتخذت الجماعة –بحسب حبيب- عدة إجراءات منها "إصدار بيان للأمة، ثم التحضير لمؤتمر صحفي عالمي بمقر نواب الإخوان ظهر الثلاثاء يشارك فيه كافة مرشحي الحركة، بجانب الشروع في اتخاذ خطوات قضائية لإثبات ببطلان العملية الانتخابية". وعن عدم إمكانية فوز أي مرشح إخواني أردف نائب المرشد يقول: إن "التزوير كامل والتقفيل وتسويد البطاقات تم على أوسع نطاق وبطريقة علنية، والنظام كشف عن وجهه الحقيقي في رغبته باستمرار حكم البلاد بالتزوير، ورتب بدقة لذلك بإبعاده القضاة". وتعد هذه أول انتخابات تجرى تحت إشراف قضائي جزئي منذ عام 2000، بمعدل قاض واحد لكل 100 مركز اقتراع، وهو ما دفع قوى المعارضة ومراقبين حقوقيين للتشكيك في نزاهتها مسبقا. وأضاف أن "ما جرى اليوم أصابنا بإحباط كبير من إمكانية تحقيق أي إصلاح". وقالت الجماعة في بيان وصل "إسلام أون لاين.نت" نسخة منه: إن "حجم المخالفات والجرائم التي تمت في عملية الانتخاب (تمثل) حجما غير مسبوق في تاريخ الانتخابات المصرية، وإن النتائج التي سيتم الإعلان عنها لا تعكس قطعا إرادة الناخبين المصريين". فائزون وبجانب اتهامات الإخوان، سجلت منظمات حقوقية صورا عدة لتجاوزات شهدتها العملية الانتخابية في العديد من المحافظات. ففي دائرة مدينة السويس قال إبراهيم فنجري، أحد مراقبي المجتمع المدني، ل"إسلام أون لاين.نت": "رصدنا عمليات تزوير في أكثر من مركز اقتراع، واستدعينا ممثل اللجنة العليا للانتخابات، وحررنا محاضر بأقسام الشرطة، كما رصدنا عمليات تسويد للبطاقات لصالح مرشح الحزب الحاكم" وزير البترول سامح فهمي. وأفادت أولى النتائج بفوز مرشح الحزب الحاكم، الوزير فهمي، أمام مرشح الجماعة، الدكتور سيد رأفت، في دائرة مدينة السويس الساحلية. وفي القاهرة فاز مرشح الحزب الوطني، الدكتور نبيه العلقامي، في دائرة قصر النيل. وترجح المؤشرات في دائرة أبو النمرس بمحافظة الجيزة فوز مرشح الحزب الحاكم، حاتم الدالي، بينما قال منافسه المرشح الإخواني، محمد الفقي ل"إسلام أون لاين. نت": "أحتفظ بالعديد من بطاقات التصويت المزورة، تمهيدا للطعن بها أمام القضاء". وفي دائر دمياط وكفر سعد بالشمال تفيد المؤشرات أيضا لفوز مرشح الحزب الحاكم سمير زاهر رئيس اتحاد كرة القدم، أمام منافسه، مرشح الإخوان المحامي فكري الأدهم. ويقول أنصار الأخير: إن "أعوان زاهر بدعم الأمن منعوا أنصار الأدهم من الوصول إلى كافة المقار الانتخابية في الدائرة"، وهي الشكوى التي تكررت من مرشحي الإخوان في الدوائر الأخرى. ونافست الجماعة في هذه الانتخابات على 17 مقعدا، من بين 77 مقعدا جرت المنافسة عليها الإثنين، بجانب 11 مقعدا حسمت بالتزكية قبل بدء الاقتراع. وفاز الإخوان في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة (الغرفة الثانية للبرلمان) عام 2005، ب 88 مقعدا، بما يعادل 20% من مقاعد المجلس البالغة 454 مقعدا.