ينهي قرار المتمردين الزيديين في شمال اليمن قبول اقتراح حكومي بوقف اطلاق النار نزاعا دمويا يشهده هذا البلد الفقير في شبه الجزيرة العربية ذو الغالبية السنية منذ عام 2004. وقال مسؤول في حزب المؤتمر الشعبي الحاكم في اليمن لوكالة فرانس برس الاحد انه "تم تعليق العمليات العسكرية منذ الساعة 20,00 بالتوقيت المحلي (17,00 ت غ) ولم يرصد اي خرق" لاتفاق وقف النار "حتى اللحظة". ويأتي وقف اطلاق النار الذي اعلنت وزارة الدفاع اليمنية مساء السبت ان المتمردين قبلوا به ثمرة وساطة قطر التي توجه اميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في نهاية ايار/مايو الى صنعاء. ولتكريس وقف النار التزمت قطر استضافة اربعة من قادة التمرد على اراضيها في اطار منفى طوعي فضلا عن تمويل صندوق لاعادة بناء محافظة صعدة بحسب ما اعلن متحدث باسم وزارة الداخلية اليمنية. واوضح المتحدث ان هؤلاء القادة هم عبد الملك ويحيى وعبد الكريم الحوثي اشقاء حسين الحوثي مؤسس حركة "الشباب المؤمن" التي بدأت التمرد والذي قتل في ايلول/سبتمبر 2004 على يد القوات الحكومية اضافة الى زعيم الحرب عبد الله عيضة الرزامي. ونقلت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) عن المصدر نفسه انه لن يسمح لهؤلاء بممارسة اي نشاط سياسي او اعلامي معاد لليمن على الا يغادروا دولة قطر الا بموافقة الحكومة اليمنية. وتضمن الاتفاق المؤلف من تسع نقاط "وقف العمليات العسكرية وانهاء حالة التمرد واطلاق سراح المعتقلين مع الالتزام ببنود قرار العفو (...) وتسليم الاسلحة المتوسطة مع ذخائرها واحترام حرية التعبير وحق انشاء حزب سياسي". ويشمل الاتفاق كذلك "وقف كل الحملات الاعلامية والاعمال التحريضية على ان تقوم الحكومة اليمنية باعادة اعمار المدن والمناطق التي طالها الدمار والتخريب". وقال المسؤول في حزب المؤتمر الشعبي الذي رفض كشف هويته لفرانس برس ان "لجنة تضم مختلف الاطراف السياسيين في البلاد ستتولى متابعة تنفيذ اتفاق" وقف النار. وفي بيان لعبد الملك الحوثي زعيم المتمردين الزيديين نشره الموقع الالكتروني لوزارة الدفاع اليمنية مساء السبت جاء انه "استجابة لدعوة الرئيس (...) نؤكد استجابتنا بوقف العنف من اجل حقن الدماء واحترامنا للنظام الجمهوري والتزامنا بالدستور والقوانين". وكانت وكالة الانباء اليمنية ذكرت الخميس ان الجيش اليمني سيعلق عملياته العسكرية ضد المتمردين الحوثيين اذا وافقوا على وقف تمردهم. وامل رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في تصريح لقناة الجزيرة الفضائية ان تتكلل الوساطة القطرية "بالنجاح خلال مرحلة التنفيذ". وقال في هذه المقابلة ان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح "ابدى استعدادا كبيرا للتجاوب مع الوساطة القطرية وهو ما شكل عاملا اساسيا في نجاحها". وحول ضمانات تطبيق الاتفاق قال رئيس الوزراء القطري انه "لا توجد ضمانات الا حرص الجانبين على تنفيذ بنود الاتفاقية" مؤكدا حرص الدوحة على "المشاركة في خطوات تنفيذ الاتفاق". ويدور التمرد الزيدي في المناطق المحيطة بمحافظة صعدة شمال غرب اليمن المتاخمة للسعودية وهي منطقة جبلية وعرة وفقيرة ينتمي معظم سكانها الى الزيدية. ويشكل اتباع الزيدية وهي احدى الفرق الشيعية اقلية في اليمن الذي تقطنه غالبية من السنة. واوقعت المعارك منذ بدء التمرد في العام 2004 الاف القتلى.