مدير جديد ورؤية جديدة وبرنامج مختلف عن الدورات السابقة، تلك هي ابرز ملامح الدورة 43 من مهرجان قرطاج الدولي احد أعرق المهرجانات العربية الذي فقد بريقا استمر لاكثر من ثلاثة عقود. مهرجان قرطاج الدولي الذي يعتبره عدد من الفنانين العرب بوابة حقيقية لمنحهم تاشيرة النجومية والشهرة يبدو انه ما زال يبحث عن هوية فقدها في السنوات الاخيرة بعد اعلان منظميه الجمعة عن تصور مخالف للدورات السابقة. وادخل محمد رجاء فرحات الذي عينته وزارة الثقافة هذا العام مديرا جديدا للمهرجان خلفا لرؤوف بن عمر تحويرات عديدة على الدورة الجديدة بهدف اعادة المهرجان الى "مداره الطبيعي" على حد تعبيره. وتبدأ الدورة 43 للمهرجان في 14 يوليو/تموز وتستمر حتى 16 اغسطس/اب المقبل. وأجمع نقاد على ان المهرجان فقد صيته عندما شارك فيه فنانون وصفوا بانهم لم يصلوا الى مستوى يؤهلهم لاعتلاء هذا المسرح العريق. لكن فرحات قال ان اولى مميزات هذا العام تتمثل في افتتاح المهرجان بعرض تونسي يجمع كل الفنون الشعبية من شعر شعبي واغاني تراثية ومجموعات فلكورية في عرض بعنوان "اصوات تونس". واضاف فرحات الذي سبق ان ادار المهرجان منذ سنوات عديدة ان "قرطاج يجب ان يعود كما كان قلعة من قلاع الثقافة وحصنا منيعا ضد الرداءة فذلك هو قدره". وسيشارك في حفل الافتتاح عدة فنانين مغمورين لاول مرة. لكن مدير المهرجان قال ان دور المهرجان هو البحث عن المخزون الثقافي الخفي الذي لم تلحقه الاضواء على غرار الشاعر الشعبي الموهوب بلقاسم بوقنة. وذكر بان المهرجان صنع نجومية العديد من بينهم التونسية لطيفة واللبناني مارسيل خليفة. وزاد فرحات في نسبة المشاركة التونسية هذا العام لتصل الى حدود 60 بالمئة من مجموع العروض المقدمة في المهرجان في اطار خطط لدعم الموسيقى التونسية التي ما تزال تكافح لتحقيق انتشار عربي واسع. وستقتصر عروض هذا العام على مكانين للعرض هما مسرح قرطاج الاثري وقصر العبدلية بالمرسى بعد ان توزعت في الدورتين السابقتين على خمس فضاءات قدم فيها المسرح والموسيقى الطربية والسينما والندوات الفكرية. لكن فرحات اشتكى من ان الدعم الذي تقدمه وزارة الثقافة لا يتجاوز نصف مليار دينار ( 400 الف دولار). وعن غياب المسرح الذي كان حاضرا بقوة في الدورات السابقة قال "سنخصص يوما لتكريم المسرح التونسي بمختلف اجياله لكن ما الفائدة من عديد العروض المسرحية التي لا يحضرها سوى بضعة أنفار". وعرض المهرجان في العام الماضي 20 عملاً مسرحياً وهو ما لاقى ابتهاج المسرحيين. واقتصرت العروض التي يقدمها المهرجان بالاشتراك مع قناة روتانا الموسيقية على اربعة فقط للطيفة وحسين الجسمي وفضل شاكر وشيرين عبد الوهاب. وستسجل الدورة الجديدة للمهرجان عودة للمغني العراقي كاظم الساهر بعد غياب استمر اكثر من اربعة اعوام عن مسرح قرطاج. وفي 25 يولو/تموز المقبل سيجتمع نخبة من مغني تونس من بينهم لطفي بوشناق وصابر الرباعي وسنيا مبارك والفة بن رمضان لتقديم عرض خاص احتفالا بالذكرى الخمسين لاعلان الجمهورية. وعلق مدير المهرجان قائلا "الفن المبدع يحتاج دائما لهذه القلاع الفنية مثل مهرجان قرطاج القادر على الافلات من منطق السوق والمال".