تعهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الجمعة باصلاح حركة فتح بعد تحقيق داخلي انتقد سلوك القادة الذين فقدوا السيطرة على قطاع غزة لمقاتلي حركة المقاومة الاسلامية (حماس). وقال عباس الذي تسلم تقريرا يقع في 200 صفحة من مسؤولين كبار وقادة امن انه سيأخذ التقرير كما هو وينفذه بالكامل. وقال نبيل عمرو وهو احد كبار مستشاري الرئيس الفلسطيني ان التقرير وجد ان قوات الامن التابعة لحركة فتح في غزة كان يعطل عملها انتشار المحاباة وانه تسللت في صفوفها عناصر معادية واضعفها قبول مجندين دافعهم لقمة العيش أكثر منه العقيدة. وقال عمرو الذي كان عضوا في اللجنة المؤلفة من تسعة اعضاء التي اجرت مئات الساعات من الاستجوابات لقادة فتح في مؤتمر صحفي ان هناك اصرارا على استخلاص الدروس المستفادة من هذه التجربة وجعلها خطوة اولى نحو اصلاح حقيقي. وقبل عباس يوم الخميس استقالة محمد دحلان مستشار الامن القومي. وأصاب دحلان الذي كان غائبا لتلقي العلاج الطبي عندما اجتاحت قوات حماس القوات التابعة لحركة فتح وطردتها من قواعدها في غزة الامريكيين الذين ساعدوا في تدريب قوات دحلان وكانوا ينظرون اليه على انه حصن قوي ضد الاسلاميين. وقال مسؤولو عباس وفتح يوم الخميس إن دحلان لن يواجه شخصيا أي اجراء تأديبي. لكن عضوا كبيرا في لجنة التحقيق قال ان نحو 60 من ضباط قوات الامن التابعة لفتح حتى رتبة عميد سيواجهون محاكمة عسكرية قريبا. وقال عمرو ان اخرين تم تنزيل رتبتهم. واضاف ان بعض مسؤولي الامن الفلسطينيين قدموا معلومات مضللة للقيادة وانه جرى تقييم غير دقيق للاحداث في غزة واثناء تلك الحوادث. والتقرير نفسه لم ينشر لكن عمرو قال انه انتقد نقص التنسيق بين قوات الامن اثناء القتال في يونيو حزيران الذي خلف أكثر من 100 قتيل وشهد رجال فتح يتخلون عن مواقع رئيسية من بينها مجمع الرئاسة الخاص بعباس في غزة. وقال عمرو انه لم تكن توجد قيادة ميدانية وان هذا الامر كان مرعبا. واضاف انه لا يمكن ترك ضابط يعمل على حدة في الميدان. ورغم ان عمرو لم يذكر صراحة ان حماس هي التي يعتقد انها اخترقت قوات الامن بعملاء الا انه قال ان حالة التسلل في هذه القوات وقعت بسبب التجنيد العشوائي ضمن مشاكل اخرى. وقال عمرو ان التقرير وجد ان مسؤولي الامن تقاعسوا عن اطاعة تعليمات عباس بأن يتخذوا اجراءات لاحباط "انقلاب" محتمل من حماس قبل اندلاع القتال. وبدا ان كبار مسؤولي فتح حرصوا على حماية عباس من أي لوم عن الانهيار الذي وقع في غزة. لكن سامي أبو زهري المسؤول الكبير في حماس قال ان التقرير أظهر ان الرئيس عباس يجب ان يعترف بمسؤوليته امام الشعب الفلسطيني لانه القائد العام لاجهزة الامن التي اظهر التقرير انها كانت مسؤولة عن الهجوم على حماس وعلى الشعب. وقال ان التقرير ايضا دعم اتهامات حماس بأن الفساد كان يتغلغل في قوات الامن التي تديرها فتح. وبعد اسبوع من القتال سيطرت حماس على كل غزة وشعب القطاع الساحلي الذي يبلغ تعداده 1.5 مليون نسمة. ومازالت فتح تسيطر على الضفة الغربية التي يقيم فيها 2.5 مليون فلسطيني. وعزل عباس الحكومة التي تتزعمها حماس وعين حكومة جديدة برئاسة رئيس الوزراء سلام فياض التي انهت العقوبات الدولية التي فرضت على حكومة حماس وتعمل مع الحكومة الاسرائيلية للحصول على تنازلات في الضفة الغربيةالمحتلة. ومازال قطاع غزة معزولا عن بقية العالم يرفض التعامل معه كل من اسرائيل والغرب وعباس. وفي مقابلة مع رويترز امس الخميس قال عباس مرة اخرى انه لن يتحدث الى حماس الى ان تتخلى عن السيطرة على غزة وقال انه يزمع اصدار مرسوم يجري تغييرا في قواعد الانتخابات قد يعرقل فرص الاسلاميين في أي انتخابات تجري في المستقبل من تكرار الفوز الذي حققته حماس في الانتخابات البرلمانية التي جرت في العام الماضي. من محمد السعدي (شارك في التغطية نضال المغربي في غزة وافيدا لاندو واليستير ماكدونالد في القدس) 27 يوليو 2007