بعد لجوئها إلى دار المحامي.. الأمن ينفّذ بطاقة الجلب في حقّ المحامية سنية الدهماني    وزير الخارجية ووزير النقل العراقي يُشددان على ضرورة فتح خط جوي مباشر بين تونس والعراق    2500 أجنبي عادوا طوعيّا....رحلة جوية لإعادة 166 مهاجرا غير نظامي إلى بلدانهم    قادة المقاومة الفلسطينية خلال منتدى في تونس...وضعنا الخطوات الأولى لتحرير فلسطين    يوم تاريخي في الأمم المتحدة :فلسطين تنتصر... العالم يتحرّر    أولا وأخيرا: نطق بلسان الحذاء    مع الشروق .. زيت يضيء وجه تونس    سوسة: أيّام تكوينية لفائدة شباب الادماج ببادرة من الجمعية التونسية لقرى الأطفال "أس أو أس"    تطاوين: إجماع على أهمية إحداث مركز أعلى للطاقة المتجددة بتطاوين خلال فعاليات ندوة الجنوب العلمية    سليانة: الأمطار الأخيرة ضعيفة ومتوسطة وأثرها على السدود ضعيف وغير ملاحظ (رئيس قسم المياه والتجهيز الريفي)    شيبوب: وزارة الصناعة بصدد التفاوض مع مصالح النقل لإعداد اتفاقية لتنفيذ الالتزامات التعاقدية لنقل الفسفاط    الاعلان عن اول نادي رعاة اعمال "بيزنس أنجلز" بنابل تحت مسمى " نيرولي انفستمنت كلوب"    الجمعية التونسية للفضاء: الشمس تطلق توهجات قوية باتجاه الأرض    النادي الافريقي: فك الارتباط مع المدرب منذر الكبير و تكليف كمال القلصي للاشراف مؤقتا على الفريق    النادي الافريقي - اصابة حادة لتوفيق الشريفي    بطولة الاردن المفتوحة للقولف - التونسي الياس البرهومي يحرز اللقب    فظيع : تاكسيست يحول وجهة طفل يجرده من ملابسه ويعتدى عليه بالفاحشة داخل سيارته !!    6 سنوات سجنا لقابض ببنك عمومي استولى على اكثر من نصف مليون د !!....    كيف قاومت بعض الدول الغش في الامتحانات وأين تونس من كل هذا ...؟؟!!.    الدورة 33 لشهر التراث: تنظيم ندوة علمية بعنوان "تجارب إدارة التراث الثقافي وتثمينه في البلدان العربيّة"    تنظيم الدورة 35 لأيام قرطاج السينمائية من 14 إلى 21 ديسمبر 2024    مهرجان الطفولة بجرجيس عرس للطفولة واحياء للتراث    مقرر لجنة الحقوق والحريات البرلمانية " رئاسة المجلس مازالت مترددة بخصوص تمرير مبادرة تنقيح المرسوم 54"    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    نحو 6000 عملية في جراحة السمنة يتم اجراؤها سنويا في تونس تشمل اغلبها اجانب (رئيس الجمعية التونسية لجراحة السمنة)    مدير مركز اليقظة الدوائية: سحب لقاح استرازينيكا كان لدواعي تجارية وليس لأسباب صحّية    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    المهدية.. إفتتاح "الدورة المغاربية للرياضة العمالية والسياحة العائلية"    أسعارها في المتناول..غدا افتتاح نقطة بيع من المنتج إلى المستهلك بالعاصمة    سليانة.. يحول مستودع لتخزين الغلال الى مستودع لتجميع محركات السيارات    الجمعية التونسية للفضاء: الشمس تطلق توهجات قوية باتّجاه الأرض    عاجل : إيلون ماسك يعلق عن العاصفة الكبرى التي تهدد الإنترنت    لويس إنريكي.. وجهة مبابي واضحة    الجامعة التونسية لكرة القدم تسجل عجزا ماليا قدره 5.6 مليون دينار    عاجل : رفض الإفراج عن المدير العام الأسبق للمصالح المختصة بالداخلية    نيوزيلندا تتخذ إجراءات عاجلة لمواجهة العاصفة الشمسية الجيومغناطيسية الكبرى    رئيس الجامعة بالنيابة جليّل: اعجاب كبير بعمل الوحيشي وسنبقي عليه    استشهاد 20 فلسطينياً في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة..#خبر_عاجل    صفاقس: الإحتفاظ بشخصين من أجل مساعدة الغير على إجتياز الحدود البحرية خلسة    تونس تشهد موجة حر بداية من هذا التاريخ..#خبر_عاجل    هذه المناطق دون تيار الكهربائي غدا الأحد..    القصرين: بطاقة إيداع بالسجن في حق شخص طعن محامٍ أمام المحكمة    من الأعماق..الفنان الخالد بلقاسم بوقنة: عاش عزيزا متعففا ... ورحل في صمت !    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    مسيرة فنية حافلة بالتنوّع والتجدّد...جماليات الإبدالات الإبداعية للفنان التشكيلي سامي بن عامر    مهرجان ريم الحمروني للثقافة بقابس.. دورة الوفاء للأثر الخالد    البطولة العربية لألعاب القوى تحت 20 عاما : تونس ترفع رصيدها الى 5 ميداليات    الجزائر تتوقع محصولا قياسيا من القمح    طقس السبت: ارتفاع طفيف في درجات الحرارة    بعيداً عن شربها.. استخدامات مدهشة وذكية للقهوة!    تونس تشدّد على حقّ فلسطين في العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتّحدة    الكريديف يعلن عن الفائزات بجائزة زبيدة بشير للكتابات النسائية لسنة 2023    في تونس: الإجراءات اللازمة لإيواء شخص مضطرب عقليّا بالمستشفى    وزير السياحة يؤكد أهمية إعادة هيكلة مدارس التكوين في تطوير تنافسية تونس وتحسين الخدمات السياحية    نرمين صفر تتّهم هيفاء وهبي بتقليدها    إتحاد الفلاحة : '' ندعو إلى عدم توريد الأضاحي و هكذا سيكون سعرها ..''    منبر الجمعة .. الفرق بين الفجور والفسق والمعصية    دراسة: المبالغة بتناول الملح يزيد خطر الإصابة بسرطان المعدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بين التعمية الإعلامية والعمى الاستراتيجي

مهما حاول المرء أن يفهم فلن يفهم كلام المعلقين الاستراتيجيين العرب من الأحزاب الثلاثة التي تواطأت علي الوطن العربي نواة الإسلام الصلبة، قصدت المتكلمين باسم حزب العلمانيين وباسم حزب الطائفيين سواء كانوا من المسلمين أو من المسيحيين وباسم حزب الاستعماريين سواء كانوا من إسرائيل أو من أمريكا. ولن أضيف إليهم الحزبين الآخرين اللذين سبق لي أن علقت علي كلامهما بما اعتبره كافيا: أعني الناطقين بمنطق المعادلات التي كانت سائدة زمن الحرب الباردة والناطقين بثرثرة القارئين في الفناجين التي تمدهم بها مخابرات أمريكا وإسرائيل أو ما يسمونه بالثنك تنك أو خزان الفكر لعديمي الذكر من سيناريوهات للتغيير الطفيف علي خارطة سايكس بيكو طمعا في تجنب الزلزال الإسلامي القادم لا محالة.
فكلامهم في الوضعية الإستراتيجية الحالية ليس له من تعليل مقنع ما لم نفترض وراء تحليلاتهم تعمية إعلامية قصدية هدفها تغييب دور المسلمين السنة عامة (المتهمين بالإرهاب) والعرب خاصة (المتهمين بقيادة الإرهاب). أليس من العجيب أن يجمع كل هؤلاء علي رد المرحلة التاريخية الحالية التي تعيشها دار الإسلام (مرحلة الزلزال الذي يشبه في زخم الاستئنافة الحالية زلزال النبضة الأولي التي تلت نزول القرآن) بوصفها بؤرة التأزم العالمي إلي أمر عرضي هو الاستقطاب الإقليمي بين الولايات المتحدة وإيران وما يتصل به من مناورات يضخمونها للتعمية علي دور المقاومة الحقيقية التي أقعدت الآلة الأمريكية في العراق والإسرائيلية في فلسطين؟
لما كان من العسير أن نقتنع بأن العمي الاستراتيجي قد أصاب هذه الأطراف الثلاثة (الطائفيين بصنفيهم أي بين فرق الملة وبين المسيحيين والعلمانيين بصنفيهم أي التقليديين والليبراليين والاستعمار بصنفيه الإسرائيلي الأمريكي) فإنه يجب أن نطلب القصد من وراء التعمية الإعلامية والتمويه الاستراتيجي. فلا يمكن أن يكون كل هؤلاء المعلقين يتكلمون علي جهل وإذن فهم يخادعون المستمعين لغاية محددة نريد أن نستخرجها من القرائن الدالة علي التمويه القصدي. وحتي أعلل عجبي من هذه التعمية الإعلامية التي لا يمكن أن تكون بريئة فإنه لا بد من طرح الأسئلة التالية:
1 هل يعقل أن يكون قابلا لأن يحمل محمل الجد المحلل الذي يزعم أن إيران بحجم يجعلها في وضعية تمكنها من أن ينسب إليها ما كان الاستراتيجيون ينسبونه إلي الاتحاد السوفييتي في الحرب الباردة؟
2 وهل يعقل أن تنسب تعثرات المشروع الأمريكي في المنطقة العربية الإسلامية إلي ما يسمي بجبهة التصدي قاصدين بها إيران وسورية وحزب الله وليس إلي من ركع الجيش الأمريكي فعلا فيكون الحليف للغزو الأمريكي هو المتصدي وينسي المتصدون الحقيقيون؟
3 ويتولد عن السؤال الأول سؤال ثالث يحاول المحللون للوضعية الدولية تجنّبه بما ينسبونه إلي إيران في المعادلة الدولية: سؤال الغوص في طبيعة المعركة الجارية غوصا يمكن العرب من اختيار صف من ينبغي أن ينتصروا له في المعركة الحقيقية لارتباط مصالحهم المقبلة معه وخطر البدائل عليهم.
4 ويتولد عن السؤال الثاني سؤال رابع يحاول المحللون للوضعية الإسلامية تجنبه بما ينسبونه لجبهة التصدي الكاذبة في المعادلة الإسلامية: سؤال العامل الأكثر فاعلية في مجريات المنطقة العربية خاصة والإسلامية عامة للحد من دور المقاومة السنية أو ثورة التحرير الثانية في العالم الإسلامي.
5 ويجمع بين كل هذه الأسئلة سؤال جذري هو علة التعمية الإعلامية أو إخفاء التواطؤ الحقيقي بين العلمانيين والطائفيين والاستعمار الصهيوني والأمريكي علي الدور العربي في الاستئناف الثوري للرسالة الإسلامية لأنه يخيف الجميع فلا يعترفون بالأمر الجوهري الذي له علامة لا تكذب: كل المقاومات في العالم الإسلامي ضد الطغيان العالمي قياداتها الأساسية عربية وسنية من الفيلبين إلي الشيشان.
السؤال الأول: الهر الذي يحكي انتفاخا صولة الأسد
ليس من شك في أن القوة لا تقاس بمطلقها بل بتناسبها. فيمكن للصغير أن يناطح الكبير إذا كانت النسبة بينهما بحد معقول وكان التناطح يعمل بتفاضل في تناسب متعاكس بين قوتين مختلفتين. فيمكن مثلا أن تكون إيران قادرة علي مناطحة أمريكا إذا كانت النسب بينهما في مجالات المقارنة المحددة للقدرة والقوة ممكنة منها. وهذه المجالات معلومة. فهي:
1 إما القوة المادية بصنفيها أعني القوة الاقتصادية والقوة العسكرية.
2 أو القوة الإبداعية بصنفيها أعني القوة العلمية وتطبيقاتها في المجال الطبيعي والقوة العلمية وتطبيقاتها في المجال الإنساني.
3 أو أخيرا القوة الروحية بصنفيها أعني القوة الروحانية الدينية والقوة الروحانية الثقافية.
لكن إيران هي في كل هذه المجالات ليست دون أمريكا فحسب بل هي دون أدني ولاياتها بل ومتوسط شركاتها. فكيف لها أن تتخذ موقف الهر الذي يحكي انتفاخا صولة الأسد ويصدقها المحللون إذا لم يكونوا مغفَلين (بفتح الفاء) أو مغفلين (بكسرها)؟
فما يمكن أن يقبل المقارنة مع قوة أمريكا في كل هذه المجالات هو المسلمون مجتمعين. وهم ليسوا طالبين للمناطحة مع أحد بل أمريكا أدركت في توقعها لما سيكون عليه العالم في منتصف القرن الحالي أنها لن تبقي قادرة علي سيادة العالم من دون الاستحواذ علي العالم الإسلامي قبل أن يقاسمها العماليق الصاعدون ما فيه وقبل أن يصبح أهله قادرين علي حمايته.
وإذا كان لإيران من وهم قوة فهو الإيهام بأنها الناطقة باسم هذا العالم الإسلامي بعد أن بلغ السخف بالنخب العربية منذ نصف قرن إلي التنصل من أساس قوتهم الوحيد وشرط دورهم الكوني لكي تتلقفه منهم إيران أو حركات التطرف الديني التي تظن أنها تحارب أمريكا في حين أنها تمدها بما تحتاج إليه لكي تقنع شعبها بالتضحيات الضرورية لغزو العالم الإسلامي لعلم نخبها بأن ذلك لن يكون يسيرا بل هو يقتضي حربا عالمية رابعة كما أعلن أصدق الناطقين منهم بأعماق إستراتيجية المافيا الأمريكية.
السؤال الثاني: بين المقاومة الزائفة والمقاومة الحقيقية
وبذلك نصل إلي العلة الدفينة في نهج التعمية: فلا بد من بديل زائف من المقاومة الحقيقية يحول دون المسلمين وإدراك النهج الصحيح للتصدي الفعلي. لا بد من جعل المسلمين عاجزين عن شرط الحلف الندي مع أمريكا استعدادا لعماليق القرن القادمين بعد عشرين سنة أعني العماليق الأربعة المحيطين بدار الإسلام إحاطة حبل المشنقة بعنق المحكوم بالإعدام إذا ظل عقله في ظلام بسبب نخبه التي لم تخرج من الهيام: أوروبا المتحدة وروسيا المنبعثة غربا والصين والهند شرقا. وما أعجب له هو أن المحللين يغفلون أمرا لا يمكن ألا يكونوا مدركيه: فدور إيران في لعبة الاستعداد الأمريكي للصراع مع هؤلاء الأقطاب الأربعة هو بالضبط دور الأقطار التوابع التي استعملتها الصين والاتحاد السوفييتي في صراعهما مع أمريكا خلال الحرب الباردة. مجرد ألهية عن الصراع الحقيقي مع استنزاف العدو قدر المستطاع. ولتيسير الأمر يمكن القول إن نسبة إيران إلي الهند والصين وأوروبا وروسيا في استنزافهم الفعلي لأمريكا هي عينها نسبة حزب الله وشيعة العراق في استنزاف إيران الوهمي لأمريكا لظنها أنها قوة عظمي يمكن أن تناطع القوي العظمي ودون أن تدري أنها لعبة مرتين:
فالأقطاب المقبلون يستعملونها لاستنزاف أمريكا تماما كما استعملت الفيتنام وكل ما حصل في ما يسمي بثورات العالم الثالث التي صارت ملهيات روسية وصينية في حربهما مع أمريكا سابقا.
وأمريكا تستعملها لاستنزاف المسلمين وتشتيت صفهم لئلا يستعدوا للمعركة أو بصورة أدق لكيلا تؤول القيادة لأهلها أعني العرب خاصة والسنة عامة.
فمجرد سند مربع الأقطاب المقبلين لإيران يعني أنهم يرون فيها وسيلة لاستنزاف أمريكا وإضعاف الفريسة المقبلة أي العالم الإسلامي الذي ينبغي أن يستعمر من جديد لأنه هو المخزن الوحيد الذي لا يزال بكرا فضلا عن كونه الممر الواجب بين هذه القوي بمقتضي موقعه الجغرافي. ومجرد ترشيح أمريكا إيران لوهم القيادة يعني إلغاء القيادة الفعلية وجعلها بؤرة حرب أهلية تعيد المسلمين إلي حربهم التقليدية أعني الطائفية الشعوبية وحربهم الحديثة أعني القومية والشوفينية. وبدلا من توحيد شعوب الإسلام الخمسة المؤسسة (العرب والفرس والترك والكرد والبربر) والخمسة الباعثة (الهنود والملاوييين والصقالبة والزنوج وكل الجاليات الإسلامية في الغرب) وتوحيدهم لا يكون حسب رأيي إلا بقيادة تشاورية بين كل هذه الشعوب مع تقديم دور أول الشعوب المؤسسة (العرب) وأول الشعوب الباعثة (الهنود). فلا يمكن لأي شعب منهم أن يكون القائد بمفرده. لكن إذا كان ولا بد فإن القيادة ينبغي أن تؤول للبعض دون الكل ولتكن لأكبر شعبين هما أول المؤسسين وأول الباعثين قصدت عرب المسلمين وهنودهم. فهما أكثر شعوب الإسلام عددا وعدة وأكثرهم ثروة مادية ورمزية وتقدما علميا وحضاريا: الشعب العربي والشعب المسلم من الهنود يمثلان بالعديد نصف المسلمين وبالثروة المادية والرمزية قمة اللحظة الحالية فضلا عن دورهما التأسيسي والبعثي.
ثم لا ننسي أن العرب هم منبع الرسالة وأرضهم هي موطن المقدسات ومقصد كل الأعداء وخاصة أعدي الأعداء فضلا عن كون ذلك يحرر الشعوب الإسلامية الأخري من التنافس علي القيادة التي تكون قد اختيرت بعلل موضوعية: القرآن والمشاعر ووصية الرسول بجعل القيادة منهم رمزا إلي ذلك بقريش وأن مسلمي الهند هم آخر نبضات الإسلام قبل أن تفتك به القيادة والرياضة وأولهم عودة إليها علي الأقل لأن علامتي الحداثة وفكر الصحوة وجدا فيها النبضة الأولي التي أعادت للمسلمين الثقة بالنفس بعد طول يأس: جائزة نوبل (رمز عبد السلام) والردع الذري (رمز القنبلة الإسلامية) والفكر الديني للصحوة (المودودي) فضلا عن انبعاث الفكر عامة (إقبال).
لذلك فتنصيب إيران للقيادة لا يعني التخلي عن كل هذه المزايا فحسب بل هو يعني جعلها بيد شعب قد يعيد الأمة إلي الطائفية والشعوبية الموروثتين عن تاريخنا الوسيط وإلي القومية والشوفينية الموروثتين عن الغرب الحديث أعني إلي أهم الأدواء الحضارية التي يعاد حقنها في جسد الأمة لئلا تقوم لها قائمة: ذانك هما الهدفان الاستراتيجيان لأعداء الأمة الثلاثة الذين نسبنا إليهم التعمية الإعلامية والتمويه الاستراتيجي.
السؤال الثالث: المعادلة الدولية الحقيقية
وحتي نفهم هذا التحليل فلننظر في المعادلة الدولية الحالية كيف هي. فمن لم يكن فاقدا للبصر فضلا عن البصيرة يمكن أن يري بوضوح تام أن العالم الإسلامي الممتد من اندونيسيا إلي المغرب ليشمل أهم مناطق آسيا وإفريقيا وبعض مناطق أوروبا مع أهم البحار السخنة وجل طاقة العالم العضوية والشمسية وجل المشاعر للأديان المعلومة في المعمورة. لكن الأهم من ذلك كله أن الأمة التي تحيا فيه وبه تؤمن بأن لها رسالة كونية وأنها لا يمكن أن تقبل نكوص البشرية إلي قانون التاريخ الطبيعي بل هي تعتبر ذلك حربا عليها لكون رسالتها ليست شيئا آخر غير السعي إلي تحرير الإنسانية من هذا القانون وتعديله بقانون التاريخ الخلقي للمستعمر في الأرض والمستخلف عليها أعني أبناء آدم المشتركين في الأخوة والمتساوين في الحقوق وأهمها حرية العبادة كما دعا إلي ذلك القرآن الكريم.
وإذا كان الأقطاب لا يهتمون بهذا العامل وليسوا مدفوعين به في صراعهم علي الفريسة التي هي عندهم العالم الإسلامي الفاقد لشروط الدفاع عن الذات المادية (دار الإسلام) والروحية (رسالة الإسلام) فإن ما في دار الإسلام من مغريات يمكن القول إن أكثر حاجة إليها في وصوله إلي القطبية هم الأقطاب المقبلة التي لم تصبح بعد أقطابا وليس القطب الذي دافعه ليس أن يصبح قطبا ولا أن يبقي قطبا بل أن يكون القطب الأوحد فضلا عن كونه من حيث الجوار الجغرافي هو أبعد الطامعين في ما عندنا.
فيكون المشكل الإستراتيجي الأمريكي منظورا إليه من سوء التحليل الإسلامي والأمريكي علي حد سواء هو في ظن صعود المارد الإسلامي خطرا علي الولايات المتحدة وليس حليفا ممكنا ضد الأخطار الفعلية أعني الأقطاب الأربعة المقبلة. أمريكا تريد الاستعداد بإلغاء ما تتصوره عائقا سهل التنحية. فإذا عاجزناها خضعت لشروط الحلف المحقق لمصالحنا ومصالحها. والمسلمون يريدون الاستئناف لكنهم يرهنونه بمهمة شبه مستحيلة: محاربة الجميع في نفس الوقت وعدم ترتيب الأعداء لاختيار الحلفاء من بينهم. وليس القصد من المعادلة الدولية شيئا آخر غير الخارطة التي تصنف الأعداء فتجعل أقلهم خطرا علي وجود الأمة المادي والروحي أقربهم للحلف معه. فلننظر الآن إلي خريطة العالم بهذه العين وسنري ما يلي:
أوروبا المتحدة عادت إلي ما كانت عليه روما. وهي كما يعلم الجميع قطعة صغيرة من الأرض ليس لها شروط البقاء من دون استعادة مستعمرات روما. فهل للعرب المحيطين بالبحر الأبيض المتوسط القدرة علي الصمود أمام هذا الخطر الآتي لا ريب فيه خاصة إذا ظلوا كالنعامة غارسين رؤوسهم في الرمال الطائفية؟
روسيا المنبعثة عادت إلي ما كانت عليه روسيا القيصرية. وهي كما يعلم الجميع تحلم دائما بالبحار السخنة. فهل يمكنها الوصول إليها من دون المرور بما كان يحاول أن يمر به القيصر فضلا عن المستعمرات الإسلامية التي كانت تحت الاتحاد السوفييتي ولا يحميها الآن إلا ضعف روسيا المؤقت؟
الهند المستقوية بالعبودية الجديدة أي بنقل الصناعات الغربية التي كانت تستورد العبيد في قرني الثورة الصناعية قبل القرن الماضي ثم صارت تذهب إلي العبيد في بلدهم لتسخيرهم بأتفه الأسعار هل يمكنها ألا تطمع في الخليج العربي وفي الهند المسلمة فضاء حيويا للتوسع وهي لا تكاد تكفي لسد رمق أهلها فضلا عن الحاجة إلي الطاقة؟ أليس الخليج بعد مستعمرة سكانية وهو سيصبح هنديا بمجرد أن يصبح للهند القدرة علي فرض ذلك بأساطيلها؟
والصين الشعوازية (=شعبية وبرجوازية معا!) وما أدراك ما الصين؟ من يري أثرها في العالم المالاوي واستدارتها حول افريقيا لا يحتاج إلي كبير تدليل علي ما ينتظر من لا يستعد لهذا العملاق الذي قد يسبق العملاق الأوحد الحالي في كل شيء. فأين نحن من قدرة الصين علي بلع العالم المالاوي أي ربع الأمة والإحاطة بنا في إفريقيا؟
ولما كنت طبعا لا اتصور الاستراتيجيين أغبياء بحيث لا يرون كل هذا فإني لا يمكن إلا أن اعتقد جازم الاعتقاد بأنهم يعمون الحقائق للتمويه الاستراتيجي ومنع الأمة من تحديد إستراتيجية فعالة تمكنها من تحقيق الحلم الذي يمكن أن يصبح مستحيلا إذا بزغت هذه الأقطاب وصارت فاعلة حقا قبل أن نكون قد حزمنا أمرنا في اختيار الحليف الممكن من تحييد كل هذه الأخطار ليس علينا فحسب بل عليه كذلك.
لكن الحليف الممكن الوحيد هو العدو الذي يبدو الآن أكثرهم شراسة في حربه علينا فضلا عن كونه مستعمرا لكل ارض الإسلام عندما لا يكون في حرب معها. فالولايات المتحدة هي مستعمر جل الأرض الإسلامية باتفاق مع حكامها وهي في حرب علي بقية الأرض الإسلامية مع معارضيهم: ومن ثم فوحدة ارض الإسلام السلبية حاصلة أمريكيا سلما أو حربا بعد نهاية الحرب الباردة تماما كان الشأن في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. فكيف تحل المعضلة؟ ذلك هو هدف هذه المحاولة التي بدأتها منذ علقت علي مقالات الأستاذ هيكل الذي انتهي في خلاصاته الأخيرة إلي دعوتنا للدخول من جديد في لعبة الاختيار بين الإستراتيجيتين الموجودتين علي الساحة حسب رأيه: أن نختار بين أمريكا وإيران حصرا للرهان بينهما ومن ثم إسهاما منه في التعمية الإعلامية التي تجعل إيران ندا لأمريكا وتجعل العرب والمسلمين توابع لإيران باسم مقاومة أمريكا!
وقد يجعل سوء الفهم البعض يخلط بين الدعوة إلي الحلف مع أمريكا مفروضا عليها بعد أن يتبين لها من عجزها في إيقاف المقاومة أنها لا يمكن أن تبقي قوة عظمي بإخضاعنا وأنه من الأفضل لها الحلف معنا والخلط بين هذا الخيار وبين الدعوة إلي ما يشبه تبعية حلف الأنظمة العربية التابعة للولايات المتحدة: فهذا ليس حلفا مع أمريكا بل هو حماية أمريكية للأنظمة. ما نتكلم عليه هو الحلف الذي نكون فيه أندادا لأمريكا لأن المصلحة الإسلامية والمصلحة الأمريكية في عالم الأقطاب المقبلة يفرض علينا جميعا هم ونحن أن نتحالف لنبقي أحرارا في عالم يكاد يعود إلي قانون التاريخ الطبيعي في الصراع أساسا علينا نحن وما بقي من العالم المستضعف.
ولا يقتضي الحلف في هذه الحالة أمرا هو بالضرورة حرب علي الأنظمة بل يمكن للأنظمة أن تتصالح مع المعارضة إذا فهمت أنها إن لم تفعل زائلة حتما لكون أمريكا سيتبين لها أن حلفها المفيد ليس معها بل مع معارضاتها التي تؤمن بهذه الإستراتيجية: مساعدة العالم الإسلامي علي التوحد كما حصل ذلك مع أوروبا مقابل الحلف معها. وليس الهدف من الحلف محاربة الأقطاب المقبلة بل هو من أجل عالم يسود فيه التوازن بدل عالم يعود إلي الصراع بين الأقطاب الأربعة التي تريد أن تتقاسم الغنيمة الإسلامية بعد أن تهزم أمريكا وتخرج منه.والمعلوم أنه لن يهزم أمريكا أحد غيرنا: أعني العرب قادة للمسلمين الصادقين كما نري ذلك يحصل فعلا في البؤر العشر التي حللنا منها منطق المقاومة. انظر المستقبل العربي شهر نيسان (أبريل).
السؤال الرابع: المعادلة الإسلامية الحقيقية
فما هي المعادلة الإسلامية التي يراد التعمية عليها بكل هذه الأفانين من التحيل المزعوم تحليلا استراتيجيا؟ فشل حركات النهوض العلمانية في العالم الإسلامي لم يعد بحاجة للإثبات. فهي جميعا قد سقطت نهائيا مع نهاية الحرب الباردة حتي وإن كانت علامات السقوط متقدمة لأنها بدأت بمجرد أن تبين للشعوب أن من استبد بالحكم مباشرة بعد حرب التحرير الأولي لم يكن المؤمنون برسالة الأمة بل مواصلو ما يزعمه الغرب رسالة التحضير التشويهية: تغريب العالم وتمسيحه.
لذلك فالحلف بين بقايا اليسار الذي صار ليبراليا بعد أن كان اشتراكيا والهجمة الأمريكية ذات الميول المسيحية الصهيونية ليس أمرا اتفاقيا بل هو من جوهر الظاهرة الكونية التي تسمي عولمة. فاليسار استسلم للوجه السلبي من نبوءات ماركس أعني عموم الامبريالية الرأسمالية في العالم ويئس من وجهها الموجب بوصف ذلك مرحلة لتحقيق الاشتراكية وصار يؤمن بنهاية التاريخ المتغرب علي النمط البرجوازي الأسوأ أعني النمط الأمريكي.
لكن الصمود الإسلامي عامة والعربي خاصة الذي كان يعتبر اليوم حجر العثرة الوحيد أمام هذا المشروع كان النذير بهذا الخطر وأصبح البشير بشروط التحرر منه. فكل شباب العالم بما في ذلك جل شباب الغرب الأوروبي وبعض شباب الغرب الأمريكي باتوا يؤمنون بما نؤمن به من ضرورة الثورة علي الطاغوت العالمي رافع شعار السوق والسوقة حماية للكون قبل الإنسان إذ ان التلوث المادي أكثر بينونة للعامة من التلوث الروحي: ما حدث للبيئة الطبيعية رغم بينوته لكل بصر ليس هو أقل خطرا مما حدث للبيئة الثقافية التي لا تراها إلا البصائر لخفائها علي الأبصار.
المعادلة الإسلامية التي تحدد منطق القيادة المؤثرة كيف يكون بينة المعالم لمن يريد أن يحسن القراءة. فأولا لا يمكن أن تخرج القيادة من السنة لسببين رمزي ومادي. فرمزيا لا يمكن للشيعي أن يدعي القيادة بديلا من العروبة والتسنن. فأما التسنن الضروري للتشيع فهو مبدأ الوصية لأن الوصية لا تصح لمن يرفض السنة إذ هي سنة إذا صدقت وهي بدعة إذا كذبت وكلا المفهومين سني. وأما العروبة فلأن الوارث الموصي له ينبغي أن يكون من آل البيت أي من ذرية علي وعلي عربي وهو سني إذ هو لم يدع التشيع علي حد علمي. وأما ماديا فالمسألة قابلة للتحديد الرياضي: فلا يمكن أن تكون القيادة بيد طائفة لا تمثل بكل تلاوينها إلا عشر الأمة فضلا عن كون الجماعة القائدة منها لا تمثل بالمساحة والثروة والمستوي الحضاري أفضل ما يتوفر للمسلمين.
فتكون المعادلة الإسلامية في مجال القيادة مترددة بين الفوضي الحالية والسعي إلي العمل الإجماعي مع تقديم ذوي الأغلبية وهم بحسب التقريب العرب أولا (حوالي 300 مليون) والهنود ثانيا (حوالي 250 مليوناً دون حسبان من هم في دولة الهند) والملاويين ثالثا (حوالي 250 مليوناً) والأتراك رابعا (حوالي 200 مليون) والزنوج خامسا (حوالي 200 مليون) والفرس أخيرا (أقل من 100 مليون). ويبقي حوالي 200 مليون من الأقوام الأخري كالأكراد والبربر والصقالبة إلخ....
لكن ما يجري علي أرض المقاومة المادية والرمزية هو المحدد الفعلي لمن تؤول إليه القيادة: فمن يشرف اليوم علي نشر الرسالة ومن يقاوم في العالم؟ أليس هذا الفضل يعود بالأساس إلي العرب؟ كل المقاومات في العالم الإسلامي (هي عشر كما أحصيناها في مقالنا المشار إليه) قياداتها عربية وتمويلها كذلك. وقائد قوادها عربي بالجوهر كما تأكدت من ذلك بنفسي من طلبتي من الجزر المقاومة في جنوب شرق آسيا سواء في فطاني أو في مورو: إنه القرآن الكريم. ولذلك يركز الثالوث المتواطئ حربه عليه. وكل التعليم الديني ونشر المنشآت الدينية والتصدي للتبشير كل ذلك عربي وهو لوجه الله لأن القائمين به أفراد وحتي الدول عندما تفعل فهي عديمة الطموح السياسي الأمبريالي إما بسبب ضآلة الحجم أو بسبب غفلة القيادات.
فعندما كانت الزيتونة تشع علي كل إفريقيا قبل عملية التهديم الغبية التي ماثلت تهديم المدينة العتيقة من أجل التحديث العلماني الاستبدادي لم تكن تونس ذات طموحات امبريالية. وإشعاع الأزهر ليس حاملا لأمبريالية مصرية لأن مصر يكفيها ما فيها. وتعميم تعليم القرآن وعمارة بيوت الله التي يمولها أهل الخير والبر بالزكاة والصدقات ليس وراءها سياسة دولة كما هي الحال في إيران التي تشبه سياستها الدينية سياسة التبشير الكاثوليكي: استغلال الفقر والمرض لفرض توجه سياسي واستعماري.
ولن يغير من الأمر محاولة تدارك الأمر في العراق بسعي الذين سهلوا الغزو الأمريكي بل واعتمدوا عليه للاستبداد بالسلطان السياسي والاقتصادي والديني سعيهم للالتحاق بالركب وافتكاك مجد النصر علي الجيش الأمريكي الذي بشرت بانهياره من اليوم الأول لدخوله بغداد في مقال (النصر آت لا ريب فيه). فهذه اللعبة لن تنطلي علي أحد: لا يمكن أن تتحالف مع الجيش الغازي أربع سنوات ثم تدعي مقاومته في اليوم الأخير الذي بدأ فيه الانسحاب. كما أن محاولات إدامة معاناة الشعب العراقي بتغذية الإرهاب والحرب الأهلية من جهة لتلهية الوحش الأمريكي علي إيران والمفاوضة علي مساعدته في حربه لتحقيق ترضية أمريكا لن يجدي ذلك كله نفعا. فأمريكا يعلم استراتيجيوها أنها لا يمكن أن تخرج من الخليج لأهمية الرهان بالنسبة إليها. وهي لا تحتاج إلا إلي حل وسط مع المقاومة العربية السنية دون سواها: فهم لا يجهلون أن المنطقة لا يمكن أن تستقر بصفقة مع إيران وأن العرب ليسوا شعبا يرضي بالصفقات بل هم شعب لا يرضي بدون الندية والمساواة. ذلك أن المقاومة ليست عراقية فحسب بل هي عربية: شهداؤها دماؤهم تموج وزهورها تروج من حدود بلد الخوارق (العراق) إلي مضيق جبل طارق (المغرب الأقصي)!
السؤال الأخير: ثورة الاستئناف الإسلامية
وهكذا نصل إلي جوهر القضية: ما طبيعة الاستئناف الإسلامي؟ وهل يحق للمسلمين أن يكون لهم حلم تحرير الإنسانية من الطاغوت الناسوتي في الاستئنافة بعد تحريرها من الطاغوت اللاهوتي في نهضتهم الأولي لتحقيق مضمون الرسالة الخاتمة: الأخوة والمساواة بين البشر ورعاية العالم الطبيعي بدل تهديمه بالتلوث المادي والعالم الخلقي بدل تهديمه بالتلوث الروحي؟ ألا يبدو ذلك طموحا مثاليا ليس للمسلمين وعي بشروطه فضلا عن امتلاك أدواته؟ لذلك اعتبرت وضع المسلمين الحالي شبيها بوضعهم عند نزول القرآن: فليس من شك في أن ملوك بيزنطة وفارس قد سخرا من رسل محمد لما دعاهم إلي الإسلام. لكن سخريتهم تلك تبين في ما بعد أنهم كانوا سخفاء لم يفهموا طبيعة الثورة الجارية من حولهم فلم يستفيدوا فكان أن أبادهم التاريخ الذي يحكم في غالب الأحيان لصالح الحق فيزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا.
ويخطئ الغربي اليوم إذا تصور أنه يمكن إيقاف الاستئنافة الإسلامية: فهي فاعلة في الضمير الغربي نفسه ممثلا بشبابه الذي سئم الطاغوت الناسوتي وحكم السوقة بقانون السوق. فهي ستحقق ما عجزت عنه في النبضة الأولي بمقتضي ثمراتها أعني ما توفر لها خلال تاريخ الإسلام الماضي من إمكانات مادية ورمزية ولم يكن موجودا عندها سابقا: سنحرر العالم الطبيعي من التهديم المادي (تلويث البيئة الطبيعية) والعالم الخلقي من التهديم الروحي (تلويث البيئة الثقافية). وتحرير الإنسانية المستضعفة ليس خيارا فحسب بل هو اضطرار لأن التهديمين يريدان أن يعاملانا معاملتهما للهنود الحمر فيزيلان وجودنا ليستمرا في استعمار العالم وتهديمه طبيعيا وثقافيا: فالأول تمثله أمريكا والثاني تمثله إسرائيل وكلاهما رشح العرب والسنة لهذه المهمة لمجرد انهما ركزا عليهما في حربهما فكان ذلك سلبا من علامات أوان الدور الكوني للأمة فضلا عن أن المسلمين يعتقدون إيجابا بأن القيام برعاية العالم والشهادة علي العالمين هما جوهر رسالتهم الخاتمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.