أخفق اجتماع عقده الرئيس محمود عباس مع قيادات عليا من حركة «فتح» في الخارج في التوصل إلى صيغة لدخول هؤلاء القياديين إلى مناطق السلطة لتعزيز مواقع الحركة في مواجهة غريمتها حركة «حماس». وأفادت مصادر فلسطينية أن السفير الفلسطيني السابق في تونس حكم بلعاوي أقنع كلا من محمد غنيم (أبو ماهر) مسؤول مكتب التعبئة والتنظيم في الحركة (وهو في الوقت نفسه رئيس اللجنة التحضيرية العليا للمؤتمر السادس) ونائب رئيس هيئة أركان جيش التحرير الفلسطيني أحمد عفانة (أبو المعتصم) المقيمين في تونس، بالسفر إلى عمان للاجتماع مع عباس الذي وصل إلى العاصمة الأردنية الأربعاء خصيصا لهذا الاجتماع. وأوضحت أن أمين سر اللجنة المركزية للحركة فاروق قدومي (أبو اللطف) قاطع الاجتماع وفضل البقاء في تونس بسبب تزايد خلافاته مع عباس التي باتت علنية، خصوصا لدى تشكيل الوفود الفلسطينية إلى المؤتمرات الوزارية. إلا أن مصادر أخرى ذكرت أن قدومي الذي ما زالت اسرائيل مُعترضة على دخوله مناطق السلطة، لم يكن معنيا بالاجتماع، في حين طلب غنيم وعفانة إشراك عضو غاضب آخر من اللجنة المركزية ل «فتح» في الاجتماع هو محمد جهاد المقيم في عمان. وعزت المصادر إخفاق اجتماع عمان الأخير إلى ان غنيم وعفانة وجهاد وضعوا شروطا للعودة مرتبطة بحزمة من الإجراءات والضمانات التي لم يكن عباس مستعدا للتجاوب معها، وفي مقدمها تحديد أسباب فشل «فتح» في الانتخابات البرلمانية وهزيمتها الأخيرة في غزة، وضرورة محاسبة المسؤولين عن الإخفاقين. كما طلبوا وضع رؤية موحدة تجاه حركة «حماس» مع إدانة «الانقلاب» الذي نفذته في غزة واستئناف الاستعدادات للمؤتمر العام لحركة «فتح». وعبروا عن الرغبة بالإبقاء على «سلاح المقاومة طالما ما زال الاحتلال قائما». كما طرحوا أفكارا في إطار العمل على تفعيل مؤسسات منظمة التحرير وعدم التخلي عن لجنة الحوار بين الفصائل التي اعتادت على الاجتماع في القاهرة، وأشاروا إلى ضرورة عقد دورة للمجلس الوطني الفلسطيني لدرس المستجدات الأخيرة. وشدد القياديون الثلاثة على أن الاتفاق أو الاختلاف على هذه النقاط لا ينبغي أن يكونا مبررا لتعطيل اجتماعات اللجنة المركزية ل «فتح» خارج فلسطين وقتيا في إطار إعداد المؤتمر العام. يُذكر أن اللجنة التحضيرية المصغرة للمؤتمر السادس للحركة عقدت اجتماعات في عمان برئاسة غنيم في وقت سابق من العام الحالي ووضعت جدولا زمنيا لمراحل الإعداد للمؤتمر العام الذي أرجئ مرات عدة. وتضم اللجنة 14 عضوا هم سبعة من اللجنة المركزية (بمن فيهم رئيسها غنيم) وأعضاء أمانة سر المجلس الثوري (ثلاثة) ورؤساء اللجان الفرعية الأربع، وهي اللجنة السياسية ولجنة العضوية ولجنة البرنامج العام ولجنة النظام الأساسي.
