بقلم : /أحد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس باريس في 3 سبتمبر 2007 غيرة منّا على مصير الصحوة الاسلامية و الدّفاع عن بيضة الاسلام و ما الحركة الا وسيلة من اجل اصلاح ما فسد على مرّ العقود من الاستعمار و التغريب و انتهاءا بتجفيف ينابع التديّن من طرف الحاقدين و تصرّف بعض المراهقين الذين استدرجوا نحو طريق مسدود . لقد دفعوا السنين العديدة من السجن والتشريد والتجويع و المضايقات. لقد طالت المحنة حتّىكاد الياس يدبّ في صدور المؤمنين بالقضية حتّى جاءت حادثة حمّام الشطّ الاليمة التي كانت دليلا قاطعا على انّ الوضع لا ينبغي ان يستمرّ على هذا النحو اذ ان غياب الاعتدال و التعامل العقلاني لا سبيل الا ان يفتح الطريق للياس و التطرّف و هذا ما نكرهه لشعبنا و لبلادنا التي لا نتمنّى لها الا الامن و الاستقرارو السلامة و التنمية و الرقي حتّى تنافس بلادنا بقية الشعوب المتقدّمة حضاريّا و تقنيّا . تذكيرا منّا الى ما نشرناه في 28 افريل 1992 و البيان الصّادر بتاريج 20 ديسمبر 1995 التي دعونا من خلالهما الى التذكير بكون حركتنا تاسّست من اجل الدعوة الى الله و التعريف بالفكر الااسلامي الذي من شانه ان يساهم في نشر الخير بين ابناء البلد الواحد الى جانب بقية الشرائح السياسية المتواجدة على الساحة التونسية قصد ايجاد مجتمع تسوده مبادئ الاخوّة و المحبة و التعاون و التسامح المستمدّة من السيرة النبوية الشريفة و ‘‘الحكمة ضالة المؤمن التقطها انّا وجدها وهو احقّ بها‘‘ 1- نجدّد العهد في المضي قدما في الدّفاع عن المبادئ الااسلامية السمحة في التغيير عن طريق الكلمة الطيّبة و الكتاب و المقال الصحفي و النصح الجميل و المسيرة السلمية و غيرها من الوسائل النضالية المسالمة المتنافية مع الغنف الجسدي و المادي الذي نرفضه و نندّد به من حيث كان ماتاه 2- ناكّد من موقع مسؤول و مبدئي على تمسّكنا بالوسائل السلمية في التغيير و استبعاد أي تصرّف ما من شانه ان يتنافى مع احترام الحرمة الجسدية للمواطن مهما كانت انتماءاته السياسية او العقائدية و التي لا تخدم البلاد و لا العباد 3- ندعو الجميع الى التسامح و التعاون و فضّ الخلافات و المشاكل على تنوّعها عن طريق الحوار بين الفرقاء و نشر مبادئ الاخوة و المحبة بين الجميع 4- ندعو الاخوة المنتمين و المتعاطفين مع الحركة الى تمسّكهم بحقّ المواطنة الغير المنقوصة بعيدا كلّ البعد عن أي عمل اقصائي من شانه ان يدفع البعض الى الاساليب المرفوضة الا وهي اساليب اليائس التي نعتقد انّها لا تخدم بل تضرّ بالقضية الاصلية الا وهي خدمة الاسلام و البلاد في هذا الظرف الصعب الذي تمرّ به الحركة 5- نجدّد الدعوة للاخوة المنتسبين لهذه الحركة و المؤمنين بالمبادئ السالفة الذكر بعدم الانسحاب و مواصلة التضحية و النضال و الثبات على المبادئ التي تاسّست عليها هذه الحركة المباركة و الحفاظ على وحدة الصفّ في مواجهة اولئك الذين اوصلوا الحركة الى ما وصلت اليه‘ عن حسن نيّة . 6- الدعوة الى كلّ الاخوة بالمطالبة بعزل و استبعاد كلّ المسؤولين على الوضعية التي آلت اليها الحركة من مواقع القرار 7- الدعوة لعقد مؤتمر خارق للعادة للحركة للمحاسبة و تصحيح المسار بوضع خطّة مستقبلية واضحة المعالم‘ و باعتبار ان المؤتمرات التي قد تكون وقعت في الخارج فهي غير قانونية اذ هي باطلة و لا محلّ لها‘ لانّ الحركة هي في الدّاخل او لا تكون. ولقد كنّا تمنّينا على راس الحركة ان يدخل البلاد كم من مرّة ولكنّه لا يقبل النصيحة . 8- دعوة القيادة الحالية التي تسعى من خلال ممارساتها و تصريحاتها الى تابيد القيادة في المهجر ‘ على استبعاد الدخلاء ‘ من مواقع القرار و تنقية الصفّ‘ و الغاء التفرّغ و التاكيد على العمل التطوّعي في كلّ المستويات حتّى نتمكّن من تنقية الصفّ من الطامعين و الانتهازيين و ان يتّقوا الله في هذه الحركة ‘التي ابقيناها امانة في اعناقهم في داخل البلاد‘ سنة 1981‘ فما كان منهم الا ان هجّروها و شرّدوا ابناءها بتوزيعهم في بضع خمسين دولة في العالم‘بعد ان حوّلوها عن مسارها . 9- دعوة القيادة الحالية الى تقديم نقد ذاتي و ان يتّقوا الله في الامانة التي وضعت في اعناقهم فضيّعوها– على مستوى المؤسّسات‘ لا على مستوى الاشخاص – و تقييم مرحلة العشرية السابقة على علّتها و الكفّ عن استبغاد و تغييب و تهميش من لهم السبق من مواقع القرار‘ و الرّجوع الى الخطّ الاصلي او ارجاع الامانة الى اهلها – في داخل البلاد لا خارجها – ضمن ضوابط لا سبيل للحياد عنها. 10- الدعوة الى من يختلف مع هذا التوجّه او المسار ان يتّق الله في هذه الحركة وكفاها ما دفعت نتيجة اخطاء بعض افرادها من تشريد و سجن و تعذيب حتّى الموت احيانا لبعض المناضلين قليلي التجربة‘ وقع التغرير بهم و دفعهم في طريق مسدود نتيجة خيار غير سليم لم يقع الاجماع حوله فكانت النتيجة التي يعلمها الجميع فشل ذريع و تشريد و سجن الالآف من خيرة ابناء تونس العزيزة على الجميع ‘ و كفانا تحميل غيرنا مسؤولية ما اقترفت يدانا. و بذلك فقط يمكن للدرّ ان يعود الى معدنه و تاخذ الصحوة الاسلامية موقعهافي كنف الوضوح الكامل. ان تاريخ حركتنا يشهد اننا كنّا و لا نزال في خدمة قضايا الوطن و المواطنين و لا نريد الا الاصلاح ما استطعنا‘ في خدمة قضايا الوطن و المواطنين و العمل الدؤوب على اسعادهم و تقديم الخدمات المتنوّعة لهم في اطار ما يسمح به القانون ‘ و لم تستنكف حركتنا من وضع يدها في يد الصادقين و محبّي الخير للعباد والبلاد‘ و قد شاركنا في الانتخابات التشريعية سنة 1989 بعد موافقة الجميع على ذلك‘ ثمّ كانت بعض الانزلاقات التي لم نخترها‘ فدفعنا ضريبة الدمّ و السجن و التشريد والتجويع . اما يكفينا كلّ هذا؟ اما آن الاوان – في الوقت الذي يتصالح الاعداء و لو بعد السنين و العقود من الصراع المتواصل و سيلان الدمّ الغزير – ان نمدّ ايدينا لبعضنا البعض ‘ حتّى نفتح صفحة جديدة ناصعة حتّى لا تخسر تونسنا العزيزة الكثير من الطاقات و الثروات البشرية التي دفع الشعب التونسي الكثير من اجل تثقيفهم و تكوينهم فجعل منهم الكوادر العالية و ذوي الشهادات الرّاقية ‘ حتّى نسّخرهم لخدمة الجميع عوضا عن تغذية روح الحقد و الضغينة نين ابناء الشعب الواحد . ان الكثير من القدرات و الكفاءات الموجودة في السجن او المهجر معروفة لدى الجميع بسلىكها الحسن و سمو اخلاقها ‘ و قد ادّت خدمات جليلة في مواقعها و يشهد لهم كلّ من عاشرهم و اختلط بهم ‘ و ستجدون الاجابة التي تزكّيهم ممّا الصق بهم من باطل الاتهامات نتيجة وشايات باطلة من قبل قوى الشرّ من قوى اليسار الانتهاذي الحاقد الذي يريد ان يخلو له المجال ليعيث في الارض الفساد. هذا هو الواقع المرير ‘ وقد دفعنا الكثير نتيجة اخطاء بعضنا البعض ‘ و نحن ما زلنا نواصل في الدعوة للمصالحة الوطنية التي بها يمكن الخروج من الوضع الذي دفعنا اليه هذه القيادة نتيجة سياستها الخرقاء التي تفتقد للجراة بالرجوع بالحركة الى الدّاخل بكلّ الوسائل . بداية بالتشجيغ على الغودة الى ارض الوطن التي اصبحنا فيه غرباء. ان المتتبّع لاوضاع الحركة التي كانت في بداية نشاتها‘ و قد كنت ممن ساهموا في التاسيس‘ ولكن السؤال المطلوب ان يطرح من بقي ممن وضعوا حجر الاساس ‘ هؤلاء الذين كانوا عنصر توحيد و تجميع بين العاملين في الحقل الاسلامي ‘‘ و يسعى بذمّتهم ادناهم وهم يدا على من سواهم ‘‘ ان الخطا ليس في الادبيات و الخطط و لا في البرامج المجمع حولها لكن في التنزيل و سوء الاختيار لرجال المرحلة و الغرور و عدم ضبط النفس . في الاخير و ليس آخرا‘ ليس لنا ملجئ الا لله نشكو ته حزننا ‘ و نقول حسبنا الله و نعم الوكيل ‘ فهو نعم المولى و نعم النصير ‘ فهو ربّ المستضعفين وهو ربّنا‘ و ويتمثّل موقعنا ذلك من ذكرهم الله في منزّل كتابه الكريم ‘‘ الذين بستجابوا لله و الرّسول من بعد ما اصابهم القرح ‘ الذين احسنوا منهم و اتقوا اجر عظيم‘ الذين قال لهم النّاس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا و قالوا حسبنا الله و نعم الوكيل ‘ فانقلبوا بنعمة من الله و فضل لم يمسسهم سوءا و اتّبعوا رضوان الله و الله ذو فضل عطيم ‘‘ و في الختام نيس لنا الا ان نشفق ممن يمارسون الظلم من غضب الله و من دعوة المظلومين التي ليس بينها وبين الله حجاب‘ و لبعلموا انالله اقدر عليهم فهو القوي القهّار‘و قاهر الجبّارين ‘‘ يا ايها الذين آمنوا كونوا قوّامين لله شهداء بالقسط و يجرمنّكم شنآن قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى ‘ انّ الله خبير بما تعملون‘‘ (سورة المائدة 8 ) ‘‘ لا يغيّر الله ما بقوم حتّى يغيّروا ما بانفسهم ‘‘ صدق الله العظيم و السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته من بلاد الغربة , باريس في 3 سبتمبر 2007 احد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس عبد السلام بو شدّاخ