قرأت باهتمام النصوص التي تفاعلت مع مقالتي حول الانتخابات المغربية وما ورد فيها-أي هذه النصوص- من أفكار تستحق النقاش والتعقيب، واني أنتهز هذه الفرصة لأعبر عن امتناني للأصدقاء السادة الهاشمي الحامدي ومرسل الكسيبي ونصرالدين بن حديد على تخصيص حيز من اهتمامهم لمثل هذا التفاعل وبمثل هذه الروح الحاثة على المجادلة الجديّة بعيدا عن السخافة المقرفة التي واظب على انتاجها البعض باصرار عجيب على التمرّغ في قاع التفاهة دون رأفة بالشيخوخة التي تأبى الاّ أن تعرّض نفسها للاهانة مادامت تزيد على ضيق الأفق كذبا واختبالا. كنت منذ مدة هاتفت المدعو العروسي الهاني –لا أعرف أيّ قلق وجودي أو فراغ ثقيل دفعني لذلك-لأوضّح له أنه خلافا لما كان يكرره في مقالاته العظيمة أني أنا برهان بسيس لا أستهلك قهوة يوميا تفوق ثمنها عشرة دنانير بل اني لا أجلس في المقاهي أصلا وأنه من العيب على شيخ مثله أن يكتب في سير أشخاص لا يعرفهم فيتبلّى عليهم في حياتهم الشخصية كذبا وزورا عدى عن التبلّي على أفكارهم وذاك مفهوم وشرعي تقرّه الحرية وتبرره محدودية مستوى التفكير والاستيعاب ، لكن يبدو أن الرجل المصاب باختبالات عميقة في الفهم لا يمكن أن يشفى من أمراض العدائية المجانية والقيل والقال السفلي سليلة ثقافة الميليشيا الحزبية التي نجح في نقلها لأحد أبنائه المختص حاليا في تحاليل رصد حركة المقاهي والملاهي وهتك أعراض البشر بنفس الصياغات المقرفة التي يكتبها أحيانا بعض من يدّعي أنه يدافع عن السلطة ضد خصومها المعارضين. برهان بسيس