هل تحول الغيث النافع من نعمة إلى نقمة؟؟ سؤال يطرح نفسه بشدة كلما نزلت بعض الكميات الهامة من الأمطار في العاصمة حيث تتوقف حركة المرور إلى درجة الشلل والاختناق مع ما يصاحب ذلك من المخاطر على أصحاب السيارات ومستعملي النقل العمومي خاصة منهم مستخدمي نفق باب سويقة الذي تحول إلى بركة كبيرة من المياه مع تساقط الأمطار.. وقد كان لعدم قدرة قنوات الصرف على استيعاب المياه الغزيرة الأثر الكبير حيث تحولت شوارع وأنهج العاصمة مساء الاثنين الفارط إلى أنهار كبيرة هادرة يصعب المرور من خلالها. أما تدفق المياه إلى بعض المساكن وبعض المحلات والمغازات فقد الحق أضرارا كبيرة بهذه المنشآت.. ولولا تكاتف المواطنين والجهود المبذولة من قبل الحماية المدينة لتضاعفت الأضرار خاصة في منطقة باب سويقة وفي النفق الذي يمر عبر هذه المنطقة خاصة مع تزامن نزول الأمطار مع خروج العمال والموظفين من مراكز عملهم، وقد بلغ مستوى المياه داخل النفق حوالي المترين وهو ما أحدث الكثير من الفزع لدى المواطنين والكثير من الفوضى والازدحام داخل النفق وخارجه وكادت تحصل الكارثة لا قدر الله لولا تدخل أعوان الحماية خاصة وأن المحاصرين داخل النفق من بينهم نساء وأطفال.. هذا وقد غمرت السيول مناطق كثيرة داخل إقليمتونس وأحدثت مياه الامطار بعض الأضرار بالكثير من السيارات الرابضة التي لم تستطع مقاومة قوة تيار المياه التي غمرت الشوارع والانهج والساحات التي تحولت الى ما يشبه البحيرات.. كما توقفت حركة النقل بمجمل هذه المناطق بصفة كلية مما أجبر الكثير من المواطنين على العودة الى مقارهم مترجلين مع ما أحاط بهذه العودة من مخاطر أمام السيول الجارفة من المياه التي لم تستطع مرة أخرى قنوات الصرف استيعابها وللتذكير فان هذه الظاهرة تتكرر كلما نزلت الأمطار في العاصمة وهو ما ينبئ بالكارثة لا قدر الله لو تزداد كميات الأمطار عن معدلها العادي في ظل العجز الذي أظهرته المصالح المسؤولة إزاء هذه الظاهرة خاصة في بعض المناطق المهددة بالغرق مثل منطقة الملاسين... هذه المسألة تحتاج الى حلول جذرية لحماية مئات الآلاف من السكان ولحماية الكثير من المصالح التي يمكن أن تتضرر جراء الظواهر الطبيعية التي بقي التعامل معها سلبيا ولم يتم الى حد الان ايجاد الحلول الكفيلة بها..