طالبت هيئة الإذاعة البريطانية السلطات المصرية بإجراء تحقيق في الاعتداء الذي تعرض له صحفيون على يد رجال أمن في القاهرة. جاء ذلك في الإعلان الذي أصدرته بي بي سي عن أنها قدمت شكوى رسمية لوزير الداخلية المصري، حبيب العادلي، بشأن الاعتداء الذي قام به أفراد من الأمن المصري على أربعة صحفيين، يعمل اثنان منهم لدى بي بي سي. وجاء في الشكوى التي وجهها رئيس خدمة الشرق الأوسط وأفريقيا في بي بي سي، جيري تيمنز، أن بي بي تدعو إلى التحقيق في الحادث وإلى ضمان أن تتمكن من الاستمرار في أداء عملها الصحفي المشروع. وكان الحادث قد وقع يوم 25 مايو/ أيار في القاهرة، وقالت بي بي سي أنه حصل " أمام مرأى رجال أمن مصريين بملابسهم الرسمية، لكنهم لم يتدخلوا لإيقافه". وجاء الاعتداء في أعقاب اجتماع للجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، كانت بي بي سي تقوم بتغطيته. وقال تيمنز: "عبر العقود الماضية كانت بي بي سي تشعر بالترحاب في مصر ونحن نثمّن، بإخلاص، وجودنا هناك والعلاقات التي أقمناها في بلدكم... أودّ منكم تأكيدا على أنكم ستحققون في الحادث الأخير وعلى أن بي بي سي تحظى بدعمكم في مواصلة عملها الصحفي المشروع ". وقد أكد رئيس القسم العربي، حسام السكري، في خطابات لوزيري الداخلية والإعلام وللسفير المصري في لندن ، على "ضرورة أن يكون رد السلطات المصرية وسرعة التحقيق في الأمر تأكيدا لرفض المسؤولين لمثل هذه الممارسات". وطالب بمتابعة الشكوى والتحقيق في وقائع ما حدث وموافاة بي بي سي "بنتائج التحقيق ورد السلطات المصرية في أقرب وقت ممكن." تفاصيل الحادث وأوضحت بي بي سي تفاصيل الحادث قائلة إنه وقع "دون أن يسبقه استفزاز، عندما اعترضت سيارة أجرة، بصورة مقصودة، السيارة التي تقل أربعة صحفيين بينهم صحفيتا بي بي سي، دينا سمك ودينا جميل. وقد غادر سيارة الأجرة خمسة رجال بملابس مدنية وأحاطوا بسيارة الصحفيين. وانضم إليهم مباشرة عشرة مهاجمين آخرين كانوا ينتظرون في الشارع". وأضافت أن المهاجمين "قاموا بكسر زجاج السيارة الأمامي والزجاج الجانبي، ثم وجهوا ألفاظا مسيئة لركابها. ثم سحب اثنان من الصحفيين إلى خارج السيارة وتعرضا لاعتداء. ووقع الاعتداء أمام مرأى ضباط أمن بملابسهم الرسمية لكنهم لم يتدخلوا لإيقافه. وقد تعرض الصحفي، كريم الشاعر، لضرب شديد. ونقل بعد ذلك إلى سيارة شرطة ولا يزال رهن الاحتجاز". وقالت إن الصحفيين "قدموا شكوى إلى الشرطة في المنطقة. كما رفعت نقابة الصحافيين أيضا شكوى إلى النائب العام، لكن لم ترد لحد الآن أي استجابة أو إشارة على بدء تحقيق في الحادث". وأشارت بي بي سي إلى أنه سبق وتعرض لحادث اعتداء في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي إلا أنها أكدت استلامها آنذاك "اعتذارا رسميا من السفير المصري لدى المملكة المتحدة". كما يتزامن الحادث الأخير في مصر مع اعتقال الشرطة في جامبيا صحفيا يتعاون مع بي بي سي. وقالت إنه اعتقل في العاصمة الجامبية، بانجول، دون توجيه تهمة. يذكر أن لدى بي بي سي مكتبا صحفيا كبيرا في وسط مدينة القاهرة بسبب موقعها المتميز في العالم العربي كعاصمة دبلوماسية وكمركز للتنوع في مجال الثقافة والتعليم.