شهدت العاصمة تونس اختتام فعاليات الندوة الدولية حول 20 سنة من الإصلاح والانجاز في مجالات التربية والثقافة والعلوم والتي نظمتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع اتحاد الكتاب التونسيين بحضور عدد هام من المفكرين والباحثين والجامعيين والإعلاميين من تونس والعالم العربي وأوروبا. وفي افتتاحه لهذه الندوة أكد وزير الثقافة والمحافظة علي التراث السيد محمد العزيز بن عاشور أنّ المناسبة جدّ هامة كي يجتمع نخبة من الجامعيين والمختصين والخبراء من تونس ومن الأقطار الصديقة والشقيقة للاهتمام بمسيرة 20 سنة من الإصلاحات في المجالات التربوية والثقافية والعلميّة.مبيناأن كل مشروع سياسي لابدّ أن يوازيه مشروع ثقافي. وبيّن الوزير في هذا الصدد أنّه من هذا المنطلق سنّت القوانين التي تولي هذه القطاعات المكانة التي هي بها جديرة فتدعمت الميزانية المرصودة للوزارة لتبلغ 1.25 من الميزانية العامة للدولة... كما شهدت المشاريع المتعلقة بالبنية الأساسية في المجالات الثقافية والتربوية والعلمية تطورا هاما علي غرار المقر الجديد للمكتبة الوطنية الذي يتوفّر علي أعلي مواصفات الجودة معمارا وتجهيزات وكفاءات وكذلك الشأن لمدينة الثقافة بشارع محمد الخامس، هذه المدينة التي وصفها الوزير بأنها تمثل بحق صرحا للنهضة الثقافية والحضارية التي تشهدها بلادنا بفضل عناية رئيس الدولة... كما تحققت انجازات هامة في مستوي رزنامة المهرجانات الثقافية التي لم تعد حكرا علي فصل الصيف بل أصبحت تشتغل في كافة الفصول.كما تدعم الاهتمام بالتراث ومعالمه باعتباره يختزن الشخصية الثقافية والحضارية التونسية بأبعادها الوطنية والمتوسطية والعربيّة الإسلامية... وأشار الوزير إلي أنّ الصناعات الثقافية شهدت بدورها قفزة نوعية في مجال العمل السينمائي والمسرحي وفي الدراما التلفزية بفضل الحرص الدائم علي ان يكون المشهد الثقافي المسموع والمرئي مواكبا لآخر التقنيات... وبيّن أّن التنمية الاقتصادية لا تكون قابلة للتحقق دونما تنمية ثقافية تتهيأ بها الذهنيات لقبول المستجدات وفهم المتغيّرات وامتلاك القدرة والكفاءة الكفيلة بالانخراط في المسيرة الحضارية بثقة وتبصّر... تكريم الجهود العربية من جانبه بيّن المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور المنجي بوسنينة في كلمة له في افتتاح الندوة بأنّ المنظمة أرادت بهذه الندوة الاعتراف بالفضل للبلد الذي يحتضن بكل أريحية مقرّ المنظمة من منطلق إيمانه الراسخ بأهميّة العمل العربي المشترك في مجالات التربية والثقافة والعلوم وبرسالة المنظمة في تطوير هذه المجالات وجمع شمل العرب حولها. وألقي رئيس اتحاد الكتّاب التونسيين صلاح الدين بوجاه بدوره كلمة ترحيبية بضيوف الندوة الدولية التي وصفها بأنها تمثل ثمرة تعاون بنّاء بين الاتحاد والألكسو والتي تقيم الدليل الساطع علي أنّ النوايا الصادقة يمكن أن تفضي إلي غنم واسع يضع الجهود العربية ضمن السياق السليم الذي يرجوه الكلّ.