احتضنت العاصمة التونسية يوم الاثنين 03 ديسمبر ملتقى ضم خبراء ومؤرخين في مجال الأديان من تونس وبلدان أوروبية تناول موضوع الحياة الدينية في إفريقيا الرومانية المسيحية في عهد ترتوليانوس الكاتب المسيحي الذي عاش في القرن الميلادي الثاني وذلك بالتعاون بين "كرسي بن علي لحوار الحضارات والأديان" و"الأسقفية" بتونس. أما عن اختيار ترتوليانوس كمحور للملتقى فيقول المؤرخ التونسي ورئيس كرسي الرئيس بن علي لحوار الحضارات محمد حسين فنطر "هذا الرجل هو الأب المؤسس للمسيحية اللاتينية في إفريقيا وهو بربري نوميدي من أبوين نوميديين ومن خلاله نريد التعرف إلى الروح الإفريقية. كما أردنا التوقف على ما قدمته إفريقيا إلى دنيا المسيحيين". وقد صار على خطى ترتوليانوس كل من القديس أوغوستين والقديس سيبيريان وهو ما يحملنا على القول، حسب المؤرخ لوبيليه "إن إفريقيا هي مهد المسيحية الغربية وإفريقيا أيضا كانت مسيحية قبل أوروبا". ولئن وجد ترتوليانوس الكثير من التمجيد من قبل غالبية المشاركين إلا أن الورقة التي قدمتها ليلى السباعي وهي مؤرخة تونسية فإنها حملت ترتوليانوس مسؤولية ما عانته المرأة ولا تزال من اضطهاد. وقالت "لقد حمل ترتوليانوس على المرأة بكل قسوة وألصق بها كل النعوت، فهي لديه شريكة الشيطان في مواجهة الرجل وهي أيضا باب جهنم" وهي الصورة التي لاحقت المرأة على مر القرون وكانت سببا في معاناتها" أما أستاذ التاريخ القديم بجامعة السربون يان لوبوهاك فقد أكد أن المؤرخون لم يكونوا في السابق يذكرون أي تواجد للديانة اليهودية في عهد قرطاج ولكن الاكتشافات التي توصل إليها علماء الآثار بمدينة قرطاج ما بين سنة 1991 و1992 بينت أن لليهود تاريخ في قرطاج القديمة إذ تم التأكد من أن كنيسا بني في تلك المدينة. بدوره قال مروان لحام، أسقف تونس أن هذا اللقاء يتميز بكونه ينعقد في بلد التسامح على مر العصور "حيث تمارس الأقلية المسيحية عباداتها بكل حرية" . وأضاف "إنها رسالة إلى كل العالم بأن التعايش في ظل الاختلاف ممكن بل هو عامل تنوع وثراء".