يؤكد الزعيم الاسلامي المعارض حسن الترابي ان لا مانع لديه في ان تؤول رئاسة السودان الى مسيحي او امرأة طالما كان من يتسلم المنصب عادلا ونزيها معتبرا ان الشريعة حرفت عن معناها الحقيقي. ويؤكد الترابي في مقابلة اجرتها معه وكالة فرانس برس انه لا ديانة ولا جنس الرئيس يمكن ان تطرحا اي مشكلة ردا على سؤال ان كان يمكن للسودان ان يختار رئيسا مسيحيا. ويقول "اذا كان هناك مرشح مسيحي نزيه وقادر على مقاومة التأثير الفاسد للمنصب الحكومي وكان نزيها ولن يستخدم نفوذه ضد الاخرين سانتخبه". ويضيف "كما انه لا توجد لدي مشكلة في ان انتخب امرأة". لكن الترابي يرى ان حزب المؤتمر الوطني الحاكم بزعامة حليفه السابق الرئيس عمر حسن البشير لن ينظم انتخابات حرة حتى يمكن لمثل هذا الخيار ان يتحقق بالنظر الى اخر انتخابات نظمت في سنة 2000. ويقول "هل تسمي تلك انتخابات؟ ثلثا المقاعد انتخبت بالتزكية واحيانا لم يستغرق الامر اكثر من عشر دقائق لفرز اصوات منطقة باكملها". وضع الترابي في السجن بعد انتخابات سنة 2000 بعد ان وقع مذكرة تفاهم مع الحركة الشعبية لتحرير السودان المتمردة سابقا والتي تضم سودانيين من الجنوب حيث الغالبية من المسيحيين والارواحيين. ويقول الترابي (74 عاما) ان "الناس لا يفهمون ما هي الشريعة. انهم يعتقدون انها نظام قانوني لكنها في الحقيقة نمط حياة". ويضيف ان "المنع يفترض ان يطبق حسب الحالة فالمسيحي على سبيل المثال يمكنه ان يتناول الكحول لكن ليس عليه ان يفعل ذلك في العلن ولا ان يبيعه الى المسلمين. هكذا هي الشريعة". والشريعة الحقيقية بالنسبة له تعني ايضا الديموقراطية الحقيقية. ويقول "الشريعة تقول لنا ان الحكم يجب ان يكون للشعب. فلا تسلط في الاسلام ولا مصادرة للسلطة السلطة للشعب وان اراد ان يعين من يحكمه يجب ان يكون منتخبا". ويقول الترابي الذي يتزعم حزب المؤتمر الشعبي المعارض انه مستاء من حكومة الوحدة الوطنية المنبثقة عن اتفاق السلام الموقع مطلع 2005 بين الحكومة السودانية وحركة التمرد الجنوبية والذي يستثني جنوب السودان من تطبيق الشريعة. ويقول "كان الناس يعتقدون ان وجود المتمردين في السلطة سيعدل ميزان القوة لكن هذا لم يحصل. انهم لا يكترثون لحكومة وطنية انهم يركزون على الجنوب". ويقول ان متمردي حركة العدل والمساواة الذين يقاتلون القوات الحكومية في اقليم دارفور غرب البلاد وكذلك في الشرق يمثلون خيارا افضل بالنسبة لمستقبل السودان. ويوضح الترابي "انهم ليسوا اقوياء على الارض في دارفور لكنهم اكثر ذكاء واكثر وطنية. انهم يفكرون بالبلاد ككل". ومع نفيه اي علاقة بحركة العدل والمساواة خلافا لما يشاع عنه يقول الترابي انه يتوقع ان تصعد هجماتها مع اقتراب مفاوضات السلام حول شرق السودان التي ستبدأ في اسمرة في 13 حزيران/يونيو. ويقول "انهم يريدون ان يثبتوا قوتهم قبل المشاركة في المفاوضات والا تم التعامل معهم بوصفهم ضعفاء. هذا طبيعي البشر كلهم يتصرفون هكذا". لكن افكار الترابي شبيهة بافكار حركة العدل والمساواة من حيث المنادة بالديموقراطية الاسلامية ورفض فكرة دولة الخلافة غير المنتخبة ديموقراطيا كما في بدايات الاسلام. ويقول الترابي "كان ذلك خطأ. كل شىء يجب ان يتم على اساس الشورى وان تضمن الحرية للجميع مسلمين وغير مسلمين. اذا هاجمك احدهم شفهيا عليك بالرد شفهيا". كما يعتبر الترابي انه من الممكن للمسلمين ان يعتنقوا المسيحية وهو فعل يمكن ان يتهم صاحبه بالردة ويقام عليه الحد حسب تفسير الشريعة. لكن الترابي يقول "ان الله عز جلاله منحنا حرية الفكر. الماء تخضع لقانون التحول فهي تتبخر عند درجة مائة وتتجمد عند درجة الصفر. لقد منحنا بعض المساحة". ويتابع "الله لم يرسل الملائكة ليفرضوا علينا اي شىء نحن احرار في ان نكون مسلمين او نصبح غير مسلمين ونعود مسلمين". والترابي الذي يتبع الطريقة الصوفية اتهم بالردة في وقت سابق من هذه السنة عندما قال انه يمكن لامرأة مسلمة ان تتزوج من مسيحي او يهودي وان شهادتها تساوي شهادة الرجل المسلم. ويقول "على النساء ان يكن شريكات لنا في القتال والفن والسياسة والحكم في كل شىء".